لم يكن رحيل الشاعر أحمد اسماعيل سهلا علي قلوب أصدقائه، هؤلاء الأصدقاء الذين عرفوه مبكرا، عندما كان يتجول في شوارع القاهرة مع رفيقه الراحل يوسف أبورية، شابان ثوريان زميلان متمردان بوهيميان، يذهبان الي مقهي ريش ليقابلا أمل دنقل، ويجلسا معه، ويستمعا له، كان أمل يحب » يوسف « ، ويشاكس أحمد اسماعيل، ويطلق انتقاداته الحادة للدولة والنظام، وكان الشابان يستمعان ويتعلمان، شربا معا جميع أنواع التمرد، ومارسا كتابة النصوص الأدبية، أحمد كتب الشعر، ويوسف كتب القصة، انتميا أو بشكل أدق تعاطفا مع فصيل يساري، وتعرض أحمد لتحرشات جهاز أمن الدولة بشكل حقير، كان وحوش أمن الدولة يدقون أبوابه بقوة يعرفون مدي ارتباطه بالأصدقاء، فراحوا يحاصرون حركته، ويتربصون بأنفاسه، وفي سجن القلعة تمت أبشع عملية تعذيب، وكان الفتي النابه والشاعر والوطني يواجه هذا التعذيب ببطولة نادرة، فعلا بطولة نادرة، هذا الفتي الذي لم يكن قد تجاوز الاثنين والعشرين عاما، انهالت عليه آلات النفي الانساني، والتعذيب الوحشي، هو المجرد من أي سلاح، سوي ايمانه بحرية الانسان المطلقة، وهناك سحبوا منه الهواء الذي يتنفسه، سحبوا منه ارادته، وسرعان ما استردها، أحمد اسماعيل المولود عام 5591 ، وتعذب عام 7791 ، وسجن في عام 7791 ، وحكم عليه بثلاثة أعوام، قضاها راضيا متمردا، وخرج عام 9791 ، وعندما تقابله لا تشعر بمرارته، كان يخفي آلامه في سطور قصائده، أو في طيات مقال، أو بين دفتي بورتريه، نشر ديوانيه » قصائد بلا أغلفة « ثم » قصائد الشخص الواحد « ، كتب أغنية » متصدقيش « وغناها علي الحجار في بداية صعوده، ولم تعرف تعاونا بينهما فيما بعد، ثم كتب أيضا لمدحت صالح، ثم كتب كتابه » عن الحب والسجن والتسكع العاطفي « وهو بورتريهات ومقالات عن لطيفة الزيات ومحمد عودة وأمل دنقل وغيرهم، كان قد التحق في مستهل حياته الصحفية بجريدة الشعب، ثم انضم بعد ذلك لجريدة » الأهالي«اليسارية، ويعتبر من الرعيل الأول الذي أعطي للجريدة طابعها المقاوم والمقاتل في ذلك الوقت، وفي الأهالي كتب أجمل أيام عمره، وأيام عمرنا أيضا .. هنا وثيقة لن أعلق عليهافهي خير دليل علي بشاعة جهاز ووحشية نظام ودفع ثمن هذه البشاعة وتلك الوحشية رجال شعراء وأدباء وفنانون من طراز أحمد اسماعيل المرهف والفنان .
نداء الي كل الشرفاء في مصر
تلك هي الحقيقة التي حاول رجال مباحث أمن الدولة والأمن القومي دفنها في معتقل القلعة علي مضي أربعة شهور أحملها لكم أمانة في أعناقكم .
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس محكمة الاستئناف
تحية طيبة،
أن تختفي الحقيقة فهذا استثناء في قلعة العدالة .. أما أن تموت الحقيقة فهذا الحاد بيقظة الخالق - وكثيرا ما يتعذب الضمير الانساني ويقاوم فتبدد الظلمة ويبقي جبين العدالة ناصعا من غير سوء .
تلك هي الحقيقة التي سوف تكشف عنها هذا السطور ولي أمل من ضمير سيادتكم الذي عاهد الله علي أنه لن يظلم أحد .. ولن يرمي أحد بالباطل .
مقدمه لسيادتكم / أحمد مصطفي اسماعيل الطالب بكلية الاعلام - جامعة القاهرة والمتهم في القضية رقم 001 أمن دولة عليا لسنة 7791 أوضح ما يأتي :
منذ عام ونصف تقريبا تم استدعائي لمكتب مباحث أمن الدولة بطنطا - ودهشت في باديء الأمر ولم أذهب - وبعد ذلك بعدة أيام وأنا في طريقي الي محطة القطار بمدينة طنطا تم اختطافي في عربة صغيرة وأمام السيد / محمد طنطاوي مسئول الأمن السياسي وجدتني ماثلا أمامه . وسألني لماذا أتردد علي جامعة طنطا كل يوم اثنين من كل أسبوع؟ - وأوضحت لسيادته أنني طالب بكلية الاعلام - ومسئول عن توزيع جريدة » صوت الجامعة « التي تصدرها الكلية صباح كل يوم اثنين من كل أسبوع في جامعة طنطا وهنا قال لي : إنك تعرف عدد كبير من الطلاب المعروفين باتجاهاتهم ومطلوب أن أكتب المعلومات الكافية عنهم وعن نشاطهم . وسوف يكافئني علي ذلك . ولما أوضحت لسيادته انني أرفض منطق التجسس فهو منطق ارهابي - وأنا ضد كل انسان يحاول كبت آراء الآخرين طالما يسلك السبل الشرعية في ابدائها . وهنا هددني هو وضابط آخر يسمي سمير لطفي بمكتب مكافحة الشيوعية بالمحلة الكبري وأقسما اذا لم أرضخ ليكون عقابي مريرا .
وغادرت مكتب المباحث بعد أن راعني هذا الارهاب وبعد ستة أشهر فوجئت باستدعائي مرة أخري في مكتب المحلة الكبري التابع لمباحث أمن الدولة - وذهبت واستقبلني ضابط يسمي عبدالله رضا وآخر أسمر اللون يسمي عطية وسئلت عن كل من : 1- شوقي أبوسكينة 2 - جار النبي الحلو 3 - حسني عبدالفتاح .
وأكدت له أنني طالب بالجامعة ولا يعنيني أن أعرف أن الناس وعلاقتهم أي شيء وانفجر غيظا وقام أحدهم وصفعني علي وجهي وغادرت المكتب - ولا تدري أي عذاب كان يجيش في نفسي نتيجة هذه السلوكيات الارهابية التي تتبعها معي مباحث أمن الدولة .
وفي العام الماضي فوجئت بضابط يسمي محمد عبدالسلام في القاهرة يحاول أن يغريني هذه المرة بالأموال والسهرات والخدمات ولعلك سوف تسأل يا سيدي المستشار سبب هذا الاهتمام من المباحث والحقيقة أنا شاعر وأديب وطالب متفوق في دراستي ولي علاقات متعددة مع الأدباء والشعراء والسياسيين من الطلبة والصحفيين وأحترم كل التيارات والمذاهب الفكرية وليس لي اتجاه محدد وتربطني بهؤلاء الناس علاقات وصلات وصداقات متينة ومن ثم كان مبعث شقائي وتعاستي . وأصبحت في كل لحظة مهددا أو مرعبا من جانب المباحث وبدأت اعتزل الناس وأخاف عليهم من نفسي وشكوت اليهم ما لقيته من جهاز المباحث - فظن البعض انني تورطت في علاقة معهم وأصبت بهزة عنيفة نتيجة هذا الارتياب واهتزت ثقتي في نفسي وظللت علي هذه الحالة حتي وقعت أحداث يناير الماضي وفوجئت بالقبض علي من الشارع في عصر 32 يناير 7791. وظننت الأمر مساومة جديدة وفي مكتب مباحث أمن الدولة بالمحلة سألني الضابط الأسمر المسمي عطية عن مكان أحد أقاربي بعد أن أعلمني أنه هارب وغير موجود في منزله . وهو الطالب مصطفي الخولي وقلت له : انني لا أعرف وضربني بقدمه وحملني في سيارة الي طنطا حيث كان ينتظرنا ضابط آخر لا أعرف اسمه وعرض علي منشور مكتوب بخط اليد وسألني من الذي كتبه وقام بتوزيعه علي عمال المحلة . فأكدت له انني لا أعرف وهنا طلب مني أن أكتب المنشور بخط يدي حتي يتأكد له أنني لست الذي قمت بكتابته .. ولما رفضت انهالت علي الصفعات واللكمات والشتائم البذيئة وأحسست أن في الأمر مؤامرة ووقعت علي الأرض غارقا في دمائي وهددوني أن أحد المخبرين سوف يقوم باغتصابي وفعلا مزقوا بنطلوني وانهارت قواي ورضخت وكتبت المنشورات وفوجئت به يطلب توقيعي علي محضر بأنني الذي قمت بتوزيع هذه المنشورات ومادت الأرض من تحتي ووقعت علي ذلك - وظللت طوال الليل بين أيديهم وقبل الفجر جاء الضابط الذي لا أعرف اسمه ومعه الضابط عبدالعزيز قمحاوي وعرضا علي قائمة بالأسماء التالية : 1- يحيي شرباس 2- هشام عبدالفتاح 3- خالد عبدالفتاح 4- مصطفي الخولي 5- سيد الدماطي 6- كمال خليل 7- شهرت العالم 8- اكرام يوسف 9- طلعت رميح .
وقال لي إن هؤلاء الأشخاص تم القبض عليهم منذ أيام والمطلوب مني أن أؤكد أمام النيابة انهم أعضاء في حزب العمال الذي كتبت المنشورات باسمه - وأحسست أن الأمر تجاوزني وعلي أن أتآمر علي أناس لا أعرفهم - ورفضت والله يعلم يا سيدي كم نكلوا بي واذاقوني الهوان حتي استسلمت وأمام النيابة نفذت كل ما طلب مني وقلت إن أحدهم اصطحبني الي شقة حيث عقدنا اجتماع وآخر .. والثاني .. والثالث .. ثم نقلت الي القلعة وبدأ العذاب حيث استقبلني الضابط العقيد » حاتم « وآخر يسمي » أيمن « ومعهم قائمة جديدة تضم :
1- محمد عزت عامر 2- خالد القياشي 3- أحمد زكي 4- عبدالحميد بدرالدين 5- محمد عيسي غانم .
وأكدوا لي أنني سوف أخرج من القضية في حالة ما اذا وافقت علي المثول أمام النيابة وقلت بأن هؤلاء أعضاء في حزب العمال، وعارضت بشدة وأكدت له أنني لا أعرفهم ولا صلة بيني وبينهم وهنا عصبوا عيني ومزقوا ظهري وأدخلوا » خازوقا « خشبيا في مؤخرتي وأحسست بالجحيم وصرخت صرخة اهتزت لها كل زنازين القلعة ووافقت ووقعت علي كل الأوراق الخاصة بذلك وأمام النيابة قلت كل ما طلب مني
وقد هددوني يا سيدي المستشار بأنهم سوف يقبضون علي أبي بتهمة اتصاله بالتنظيمات الدينية المناهضة وأبي رجل متدين وأقام عدة مساجد وهو خريج الأزهر الشريف وله نشاط ديني وخشيت عليه واستسلمت للمباحث تماما .. وفي جلسة سماع الأقوال في شهر مارس الماضي وقفت باكيا في قفص الاتهام وأكدت لعدالتكم أنني لا أعرف هؤلاء الناس و لا تربطني بهم صلةوقلت بأنني أعاني من ضغوط رهيبة في سجن القلعة وقدمت طلبا كتابيا بنقلي من سجن القلعة وعلمت المباحث أمر النفي في الجلسة وأحسوا أنهم لا يستطيعون أن يذهبوا بي الي النيابة للادلاء بأقوال كانوا قد أعدوها فاستشرسوا معي وعذبوني حتي الموت وأحسست أن الحياة أصبحت مستحيلة بالنسبة لي وأحسست أنني انتهيت - لم لا يا سيدي وأنا الشاعر الذي كان يفخر بأنه كان يدافع عن قضية شعبه في الوقت الذي لا يستطيع فيه الدفاع عن مؤخرته . وقطعت شريان يدي اليسري ولكن المحاولة فشلت حينما أحس المخبر المسئول عني بذلك وأبلغ العقيد حاتم الذي أتي مسرعا وأسعفني بنفسه وطلب اخفاء الأمر تماما ونقلني الي زنزانة أخري في ممر خال تماما وهنا جاء الضابط أيمن الذي كان يقوم بتطبيب الجرح بنفسه وأثناء ذلك حاول التقرب اليّ وأكد لي أنه يعتذر وتظاهرت بالموافقة وكان يجلس معي خمس ساعات يوميا وفي أثنائها بدأت ثقته في نفسه ترتفع ولما سألته عن سر هذا التلفيق أجابني بصراحة غريبة أن المسألة كلها كالتالي :
في حالة مراقبة التنظيمات السرية تكون هناك ميزانية خاصة بذلك وتسمي مصروفات سرية ومنها يتم تجنيد العملاء والصرف عليهم ولكن الأمر اختلف بالنسبة لحزب العمال فقد قام رجال المباحث والأمن القومي بتجنيد عملاء وهميين وأخذوا الأموال لأنفسهم ولما جاءت الأحداث وبناء علي قرار سياسي تم اتخاذه بعمل قضية لم تجد المباحث ولا الأمن القومي المعلومات والأدلة ضد المتهمين ومن هنا كان تعذيبي وضربي لتمام القضية . وفعلا يا سيادة المستشار قامت القضية كما دل علي ذلك قرار الاتهام بناء علي كل تلفيقات المباحث التي اشتركت فيها مرغما تحت الظروف التي يعلم الله وحده كيف كانت - وكنت رقم 8 في قرار الاتهام مكافأة لي علي تآمري وعدم صلابتي - ولما سألته ولماذا يمزقون الأوراق التي أكتبها والخاصة بتظلماتي وحضور جلسات الأقوال قال لي أن أمامي مهمة محددة علي أن أساعده فيها وتظاهرت بالموافقة وهنا رسم لي هذا الدور : في فترة الامتحانات سوف يتم نقلي الي سجن الاستئناف بجوار حشد كبير من الطلاب المتهمين في قضيتي حزب العمال - والشيوعي المصري وبالقطع لهم اتصالات بذويهم في الخارج كما أنهم يعرفون معلومات عن عدد كبير من الطلبة الهاربين أيضا وهناك أعضاء الشيوعي المصري الذين لا تتوافر لدي المباحث الأدلة الكافية عنهم لادانتهم ومن ثم علينا أن نعرف عن اتصالاتهم حتي يتسني تجريم أكبر عدد منهم والزج بهم في قرار الاتهام . وكذلك بالنسبة لقضية حزب العمال الشيوعي المصري والذي تفتقد قضيته الجهاز الفني والمطبعة والأرشيف والشكل التنظيمي - والمطلوب أن أقف أمام النيابة للمرة العاشرة يا سيدي وأقول عن مكان متفق عليه بين المباحث وبعضهم بأنه مكان مصطفي الخولي وهنا تقول المباحث بأنه تم مهاجمة المكان والعثور علي الجهاز الفني وتمكن المتهم مصطفي من الهروب قبل مهاجمة المكان بوقت قليل - وبهذا الشكل يمكن تصديقي من قبل النيابة وسوف يشمل الجهاز أوراق تم تلفيقها في سجن القلعة وتحمل بعض الرموز التي يمكن بعد حلها الوصول للشكل التنظيمي للحزب والذي يشمل المتهمين الحاليين .
هذا ما انتهت اليه المباحث يا سيدي المستشار؟ !
وتظاهرت بالموافقة فقد كان الهدف أن أغادر سجن القلعة وفعلا تم نقلي الي سجن الاستئناف علي أن تكون وسيلة الاتصال بيني وبين الضابط هي النقيب جمال شمس الذي سوف يقوم بتوصيلي الي لجنة الامتحان ومن ثم أكتب التقارير وأقدمها له وهكذا .
وفور وصولي الي سجن الاستئناف قدمت طلبا للنيابة بتاريخ 12 مايو أي بعد وصولي بيومين وطلبت فيه تحويلي الي الطب الشرعي وللادلاء بأقوال تفيد التحقيق ولم يتم ذلك وجاءني النقيب جمال شمس وحمل الي تحيات الضابط أيمن وطلب مني التقارير وتعللت بأنني أذاكر وجاءني الاسبوع الثاني وطلب مني التقارير بعد أن حاول أن يعطيني عشرة جنيهات قد أمره الضابط أيمن بتوصيلها لي وهنا هددته بفضح أمره أمام الطلبة الذين يذهبون معي الي لجان الامتحان فاستبدل علي الفور بالملازم أول محمد الخطيب الذي لم يحدثني عن شيء .
وفي يوم 2 يونيه قدمت طلبا مماثلا الي النيابة ووقعته أمام السيد قائد العنبر الذي أعلمني أن جلسة سماع الأقوال بالنسبة لي قد تحدد تاريخها 6 يونيو 7791.
هذه هي الظروف التي عشتها يا سيدي علي مدي عامين كاملين فقدت فيها الثقة بنفسي وبكل من حولي وانهارت قواي وانتهت بي في السجن . لكنني أتطلع الي الله أن يقف بجانبي في شخصكم وعدالتكم بعد أن حاولت المباحث أن تتخذ من القضاء أداة لتغطية جرائمها . وانني أطالب حمايتي وحماية أسرتي من رجال المباحث وتحويلي الي سجن أبوزعبل وعرضي علي الطب الشرعي حتي يتسني لعدالتكم أن تري بشاعة ما مارسه معي رجال المباحث وما خلفته سياطهم من آثار وتشويهات . وأقسم لعدالتكم بالله وكتابه أن جميع العناصر الذين جاءت أسماؤهم في أقوالي أمام النيابة أبرياء من كل ما نسبته اليهم ولا أعرف عنهم شيئا . ربما يكونوا يا سادة المستشار أعضاء في حزب العمال أو غيره . أما أنا فلا أملك دليلا واحدا ضد أحدهم كما أرجو من عدالتكم اعتبار كل الأقوال التي قمت بترديدها أمام النيابة بناء علي طلب المباحث محض افتراءات وأكاذيب حاولت المباحث تغطية موقفها المتخاذل .
انها الحقيقة يا سيدي أقولها لعدالتكم .. وألا هل بلغت .. اللهم فاشهد .
واسأل الله لعدالتكم التوفيق .. والله علي ما أقول شهيد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سجن الاستئناف
أحمد مصطفي اسماعيل
4 يونيو سنة 7791
نشرت في جريدة » الانتفاضة « ثم أعيد نشرها في كتاب (81 ، 91 يناير ) لحسين عبدالرازق .
اخبار الأدب
رقم العدد: 932 الأحد 5 يونيو 2011