"صالون الرسم" وفي ديكورات متميزة في "قصر برونيار" الفرنسي يستضيف باقة من "الأوراق الجميلة" من مدارس فرنسية وإيطالية وإنكليزية متنوّعة في الرسم بين 28 آذار و2 نيسان في إطار تكريمي للرسم بحد ذاته: الرسم بالقلم، بالحبر الصيني، بالقلم الملوّن وكل ما وضعه كبار الرسامين من رسوم وتصاميم أولية للوحاتهم الضخمة الزيتية. كانت دوماً في دفاتر التصاميم أو الدراسات لكنها غالباً ما كانت تنطبع فيها إبداعات قد لا تتكرر بالانتقال الى اللوحات الأساسية الزيتية، ومع هذا لم يعرف الرسم مكانة مرموقة في لائحة الأنواع الفنية والتشكيلية، وكأن الرسم كان يعتبر دائماً غير مكتمل أو كأنه بانتظار الألوان لتحط فوقه أو أنه سيبقى ناقصاً.
هذا الانطباع بقي سائداً في القرون القديمة لذا لم يحظَ الرسم بمعارض كثيرة خاصة به ولا عرفت أسعاره أرقاماً عالية إلاّ في الزمن الحديث. وهذا بالتحديد ما يبحث عنه "صالون الرسم" الباريسي الذي يتكرر كل عام منذ فترة سنوات طويلة وتحديداً هي دورته الثالثة عشرة، وفي كل عام، ثمة إضافات جديدة على هذا المعرض الذي بدأ يأخذ طابعاً عالمياً باتحاده مع مؤسسات ومتاحف عديدة في عواصم العالم تشارك بأجمل ما لديها من رسوم.
أكثر من ألف رسم من عصر النهضة الى اليوم، وفي إطار جمالية "قصر برونيار" وتشارك فيه نحو أربعين صالة وغاليري لبانوراما واسعة حول العصور والمدارس التشكيلية المنصرمة: من القرن السادس عشر الإيطالي (غاليري دوبانيزر وبارميجيانينو) ومن القرن الثامن عشر الفرنسي (لويس رولان ترانكيس، وغاليري ديدييه آرون) ومن القرن السابع عشر الفرنسي (ميشال دورنييه وغاليري ايريك كواتاليم) ومن القرن العشرين النمسوي (ايغون شييل وريشار ناجي) ومن التاسع عشر الفرنسي (رونوار، غاليري دولا بريزيدانس) الى العشرين الألماني (لويس كورنس وأرنولدي وليي...).
وفي كل هذا، كل المدارس التشكيلية حاضرة في الصالون كما كل التقنيات: من لايس الى جان أونوريه فراغونار الى أنطوان واتّو الى آندي وارهول...
ومن دراسة متأنية بالقلم الأسود أو الريشة أو الحبر البنّي أو الأحمر رسومات للنحات أوغست رودان وصول الى تقنيات بالحبر الصيني من ليون سبيليارتي الى حبر بني مع يالداسار بيروتزّي والفوزان الخاص برسوم أوديلون رودون، الى رسم بالقلم العادي لألبرتو جياكوميتي، الى الغواش مع فرنان ليجيه...
ومن أبرز المتاحف المشاركة لهذا العام الى جانب "اللور" و"المكتبة الوطنية الفرنسية" و"متحف كوندي" في شانتيللي، مشاركة من متحف "مون دوبيّتي" من بيرغ ومن هذه المتاحف العملاقة أجمل الرسومات التي وصفها أحد النقّاد على أنه "قد تكون صورة عن اللحظات الصادقة والمعبّرة من أعمال الفنانين" على أساس أن الرسم ينجز بضربات قليلة لا تعاد ولا تتكرر.
المستقبل
الخميس 29 آذار 2012