القاهرة - "القدس العربي" فاز الفنان التشكيلي "عادل السيوي "بالجائزة الذهبية لبينالي القاهرة الدولي الحادي عشر المقام تحت عنوان "الآخر" في الفترة من 20 كانون الأول (ديسمبر) 2008 حتى 20 شباط (فبراير) من العام 2009، وهي الدورة التي استضافت الفنان الايطالي الكبير كاروزو كضيف شرف لهذه الدورة.
وقد شارك في اللجنة المنظمة للبينالي قوميسير عام والفنانون إبراهيم الدسوقي، آمال قناوي، تامر عاصم، حازم المستكاوي، حازم طه حسين، خالد حافظ، عماد أبو زيد، محمد طلعت، نجلاء سمير، داليا مصطفى، داليا فرج.
أما لجنة التحكيم فقد تشكلت من كل من الفنانين:
دان كامرون (أمريكا) رئيساً، أرما أرستيزا بال (الأرجنتين)، أدريان فون روك (ألمانيا)، آدم حنين (مصر)، تشوس مارتينيز (إسبانيا)، دانيللو ميستوسي (إيطاليا)، مارتينا توريناتي (إيطاليا)، ورئيس اللجنة دار كامرون هو مؤسس بينالي "نيو أورليانز "الأمريكي الذي عقد دورته الأولى في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي وهو يعمل مديرا للفنون المرئية في مركز الفنون المعاصرة بالمدينة، كما عمل في الفترة من عام 1995 حتى عامين مضيا رئيسا لأمناء المتحف الجديد الذي احتضن عروضا من الفن المعاصر لعدد من الفنانين الكبار مثل إيدينيو ديتبورن وكارول دنهام وتير يزيزيتا فيرنانديز وآخرون.
أما ضيف الشرف بروتوكاروزو فقد ولد في مدينة باليرمو الإيطالية عام 1927 وبدأت موهبته في الرسم في طفولته المبكرة حيث كان يحاول تقليد لوحات الفنانين العظام، واشتهر في مجتمعه بكثرة مشاركته في الانشطة الثقافية والاجتماعية من خلال أعماله الفنية ومقالاته وموضوعاته النقدية وجاءته الفرصة لعرض أعماله الفنية في إيطاليا وخارجها بمجرد أن انطفأت نيران الحرب العالمية الثانية، ففي أول معرض خاص أقامه في مسقط رأسه عرض كاروزو مجموعة من أعمال الرسم مستوحاة من مشاهد الدمار الذي خلفته الحرب، وفي فترة الخمسينيات من القرن الماضي ذهب الى المصحات النفسية في باليرمو حيث أنجز رسومات توثيقية عن الظروف والأحوال المعيشية التي يمر بها المرضى النفسيون في هذه الأماكن وتمثل رد الفعل القوي الذي أحدثته هذه التصاوير في دفعها للسلطات الإيطالية للقيام بإصلاحات كثيرة لتحسين ظروف هؤلاء المرضى والأماكن التي تؤويهم وفي عام 1947 بدأ كاروزو رحلة علمية طويلة زار خلالها مدن براغ ولندن وباريس، قبل ان يواصل رحلته هذه الى آسيا والشرق الأدنى وذلك لمواصلة بحوثه في فنون الخط والمينيمالزم، وفي بعض أعماله الأخرى قاد الفنان حملة كبيرة للتحرر الثقافي في سيسلي حيث مسقط رأسه، ويشتهر كاروزو أيضا كحفار موهوب ورسام غرافيكي يقدم أعمالا مبتكرة تثير إعجاب من يشاهدها. كما جذب الفنان الأنظار إليه من خلال مقالاته وكتاباته التي لا تخلو من روح الدعابة حتى أنه يشار إليه كواحد من أعظم الكتاب والفنانين الإيطاليين الذين كشفوا عن أنفسهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتمتلىء سيرته الذاتية بزخم لا ينتهي من النجاحات التي أحرزها والخبرات الثقافية والفنية التي اكتسبها.
اما المشاركة المصرية فقد تشكلت من الفنان أرمن أجوب، وحنفي محمود، وعصام معروف، ووائل درويش، بالإضافة الى الفنان عادل السيوي الفائز بذهبية البينالي، وهو من مواليد عام 1952 بالبحيرة في مصر، والتحق عام 1970 بكلية الطب جامعة القاهرة، وقد درس الفن بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة عامي 74، 75، وحصل عام 1976 على بكالوريوس الطب والجراحة، وفي عام 1979 قرر أن يهجر الطب كلية، وأن يتفرغ للفن.
سافر السيوي الى ايطاليا وأقام بمدينة ميلانو عشر سنوات بين أعوام 1980 و1990 عاد بعدها إلى القاهرة حيث يقيم ويعمل.
ومن بين مشاركاته، إيطاليا ـ أرابيا، متحف تشلسي ـ نيويورك 2008، ثلاثية المتوسط، قصر الفنون بمرسيليا 2008، معرض الكلمة والفن، إعداد المتحف البريطاني، دبي 2008، فن معاصر من الشرق الأوسط، متحف سان بيدرو، ومتحف أراستوكورتيس ـ المكسيك 2007، الفن الإفريقي المعاصر متحف أورلاندو للفن ـ فلوريدا 1999، بينالي الشارقة 1997، بينالي فينيسيا 1997، بينالي القاهرة 1997، بينالي ساو باولو، وعرض على قنطرة دي لابا 1996، لقاءات افريقية بمعهد العالم العربي بباريس 1994. شارك في بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر كل من إسبانيا، أذربيجان، استراليا، الأرجنتين، الأردن، البحرين، الجزائر، الدانمارك، السعودية، السويد، السنغال، الصين، العراق، الكويت، ألمانيا، المجر، المغرب، المكسيك، النمسا، اليابان، اليونان، أمريكا، انكلترا، إيطاليا، بلغاريا، بنغلاديش، تركيا، رومانيا، سورية، سويسرا، صربيا، فرنسا، فلسطين، فنزويلا، فنلندا، قبرص، قطر، كرواتيا، كندا، كوريا، كينيا، لبنان، ليبيا، مصر، وهولندا.
تصدرت كتاب البينالي كلمة لوزير الثقافة فاروق حسني يقول فيها: يعد بينالي القاهرة الدولي واحدا من أهم الأحداث الثقافية ذات الطابع الدولي، والتي تحرص وزارة الثقافة على دفعها بكل آليات التنفيذ الأمثل، وبما يتفق مع مكانة مصر الثقافية في المنطقة العربية وفي الشرق الأوسط والعالم.
ويأتي استقبال مثل هذه الأحداث على أرض مصر ليعبر عن مدى إيماننا بضرورة دفع وتنمية سبل الحوار أخذا بأنه المسلك الأهم لتلاقي وجهات النظر التي تكفل دائما إحداث دفعات تنويرية يصقلها ذلك النتاج الإبداعي البشري الذي يفرزه الوجدان متحدا مع العقل السوي الذي يقبل الرأي والرأي الآخر.
أما محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية ورئيس البينالي فقد قال: تشهد الدورة الحادية عشرة من بينالي القاهرة الدولي والتي تقام هذا العام تغييرا شاملا، وذلك بعد أن قطع البينالي دوراته العشر السابقة مؤكدا ثباته على خريطة البيناليات الدولية والتي تقام في مناطق متفرقة من العالم، واستطاع البينالي أن يصمد ويستمر في وقت توقفت فيه بيناليات دولية أخرى لأسباب بعضها اقتصادي يتعلق بعدم توافر ميزانيات ومخصصات ثابتة تضمن خروج هذه البيناليات بالمستوى الذي يأمله المنظمون، أو بسبب تأرجح المستوى الفني.
أما إيهاب اللبان قومسير البينالي فيقول: تأتي احتفالية الدورة الحادية عشرة لبينالي القاهرة الدولي مواكبة لمنعطف هام يمر به عالمنا اليوم، فهاهي رياح التحولات السياسية تهب على بلدان كثيرة في الوقت الذي اندلعت فيه الصراعات المسلحة في العديد من المناطق الأخرى الى الحد الذي أوحى لنا بأن دعوات الحوار غير مجدية أو شبه مستحيلة، وانعكس ذلك كله على فناني العالم، فالكثيرون منهم قد عايشوا تلك الهواجس إما في طفولتهم او في مراحل الصبا والشباب، في الوقت نفسه كانت هناك التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى اندلاع الصراعات المدنية في العديد من مناطق العالم متزامنة مع موجات لا تتوقف من الهجرات الداخلية والخارجية.
هذا وسوف تستمر وقائع البينالي في أكثر من مركز ثقافي مصري حتى العشرين من شباط (فبراير) القادم.
القدس العربي
16/10/2009