توفي صباح يومه الاثنين الفنان التشكيلي والشاعر المغربي محمد القاسمي بعد صراع مرير مع المرض. كان محمد القاسمي من الوجوه المألوفة في الساحة الثقافية المغربية، هادئ الطبع وقليل الكلام، ترك العنان للألوان كي تبرز قلقه الدائم وتعلقه بقضايا وطنه الصغير والكبير. كان آخر تجلي لهذا القلق معرضه الأخير الذي أقامه بقاعة العرض "المنار" بمدينة الدار البيضاء، وشاءت الأقدار أن تغلق هذه القاعة الفنية التي قدمت كبار الفنانين المغاربة بصفة نهائية قبل أن يودع القاسمي العالم إلى مثواه الأخير. ازداد الراحل سنة محمد القاسمي سنة 1942 بمدينة مكناس.
رغم أن قلبه كان مع "اليسار" الراديكالي منه والمعتدل إلا أن الشاعر الفنان اختار أن ينأى عن العمل السياسي، ولم يحمل في يوم من الأيام بطاقة لأي حزب.
في سنواته الأخيرة اختار القاسمي الطبيعة فهرب من صخر المدن الكبرى ليحط الرحال بمدينة تمارة، القريبة من العاصمة المغربية الرباط، أقام خلوته للعمل وللسكن. لم ينفلت القاسمي من تأثير الطبيعة على أعماله التجريدية، بل استسلم لها وشكلت منعطفا في مسيرته الفنية الحافلة، بهذه المدينة انتقل للاشتغال على اللوحات ذات الأحجام الكبيرة.
بعيدا عن اشتغاله الشعري والتشكيلي كان القاسمي من المؤسسين للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، غير أن أسفاره الكثيرة حول العالم جعلته يبتعد عن هذه المنظمة رغم أنه ظل وفيا لمبادئها.
يلقبه الكثيرون بالكائن المسافر، بيد أن أسفاره لم تنسه الإشراف على نباتات حديقته.
كان المرحوم يكره تمضية وقته في المقاهي شان كثير من التشكيليين والمثقفين، لهذا السبب ربما كان عدد أصدقائه قليل.
تعلق القاسمي، بالإضافة إلى الطبيعة، بأمه، كانت أول من قدم للمرحوم الصباغة" "كنت مرتبطا بأمي بشكل كبير. كانت أول من اشترى لي الألوان، كان دافعها طبعا أن أمكث في البيت" غير أن تلك الهدية شكلت منعرجا في حياة هذا الشاعر التشكيلي.
في أيامه العادية وقبل أن يلم به المرض كان القاسمي يستيقظ باكرا، ويخصص لعمله ثمان ساعات يوميا، ويترك المساء للقراءة.
ظل الشاعر وفيا لنضاله العربي فكان آخر ما قام به رسالة إلى رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان بباريس من أجل رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والإفراج عن الصحافي تيسير علوني مراسل قناة "الجزيرة" لذي كان معتقلا بأسبانيا.
استحق المرحوم من خلال هذه المسيرة الفنية الحافلة الجائزة الكبرى للإبداع في المغرب سنة 2001
اختار الفنان التشكيلي والشاعر المغربي الراحل محمد القاسمي أن يجعل آخر إبداعاته من خلال ولوحاته وتنصيباته الفنية، التي عرضت قبل ستة أشهر بقاعة العرض المنار بالدار البيضاء، تحديا لكل أشكال الخراب التي تسببها الحروب. فتحدى أن ينظم المغرض في هذا الوقت بالذات وأن يطلق عليه "الإبداع في مواجهة الدمار والتخريب".
لمواجهة هذا الدمار والتخريب اختار هذا المناضل والفنان الراحل محمد القاسمي للوحاته شخصيات عبارة عن هياكل كما اختار أن يضعها في عالم داكن، غير محدد المعالم، وكما في أعماله الفنية السابقة اختار أن يدمج الشعر في عمله الفني، فوضع بعض الأبيات الشعرية. ف"قباب" الشرق"، حسب الفنان الشاعر، "يطحنها الوهم والطغاة". اختار هذا البيت الشعري في لوحة صغيرة.
وإذا كان القاسمي انتقل في آخر معرض له بالمغرب في فترة من مسيرته الفنية الحافلة من لوحات فنية ذات أحجام متوسطة إلى أشكال فنية ذات أشكال كبيرة، عندما اختار الإقامة على منطقة شاطئية، فإنه أنه في معرضه الأخير انتقل كذلك إلى لوحات ذات أحجام صغيرة، رافق ذلك انتقال من التجريدي إلى التشخيصي من خلال حضور أشباه شخصيات غير محددة المعالم.
ربما تأثير الحرب التي تحول كل الأحجام إلى قطع متناثرة كانت السبب الأساسي في انتقاله هذا. ويعبر عن ذلك تلك الشخصيات العاجزة عن الكلام. الحرب لم تكن حاضرة في أعماله فقط بل في اختياراته الفنية إذ يعرض إلى جانب اللوحات تنصيبات فنية عبارة عن أعمال فنية من حجم صغير. تضم التنصيبات 54 قطعة فنية، هيمن عليها اللونين الأحمر والأسود.
كما ضمن بعض القطع أبيات شعرية، تجعل "جسد الكون في الجسد". تنصيبات القاسمي مفتوحة على المتلقي من خلال "مرآة". هذه المرآة يجعل كل مشاهد للعمل الفني عنصرا أساسيا فيه. بل إن هذا العمل لا يكتمل إلا بحضور هذا المتلقي.
التنصيبات الفنية تظهر فيها شخصيات تحاول جاهدة التخلص من الجبروت الأمريكي، تحاول والانعتاق في إشارة إلى المسيرات العالمية التي عرفتها معظم دول العالم لوقف نيران الحرب ضد الشعب العراقي. كما أن فلسطين من خلال أطفال الحجارة لها حضورها في تنصيبات القاسمي.
مواد الحديد والزجاج والخشب والقماش تتشكل لتصبح عملا فنيا يرفض الدمار.
الملاحظ في هذا المعرض الفني الأخير، هو أن الأشكال أصبحت ذات طبيعة هندسية أصبحت حاضرة بقوة، من خلال الدائرة والمثلث، بل اتخذ الإطار في بعض اللوحات شكلا دائريا.
هناك نص معروض في ركن من أركان فضاء المنار كتبه القاسمي 1991 وهو عبارة عن رسالة يجيب فيها على الشاعر حسن نجمي، وهو مطبوع في كتاب "الريح البنية". هذا النص يسعف في فهم هذا المعرض وفهم اختياراته الفنية فيه.
يقول القاسمي "لقد عودت نفسي أو بتعبير أدق ربيت جسدي على تلقي الأشياء في سخونتها وقتامتها وعنفها. ولما دخلت مدار نور لم أصنفه في زمان أو مكان، فحالة الذاكرة، يضيف القاسمي، قد تأثرت كشبح أسطوري عجائبي في سراديب تاريخ حافل بالظلمة". وقد تأتي من أغوار الأطلس المنسية، وقد تكون وليدة حاضر عنيف أو مستقبل مبهم. ثم يقول "في الواقع أحس بهول الليلة المخيفة قبل وقوعها".
وينقل القاسمي إلى الشاعر حسن نجمي إحساسه في اليوم الأول من الضربات التي تعرضت لها بغداد سنة 1991 "لقد أنجزت دفترا كاملا من تخطيطات كمذكرات سريعة وانفعالية لحالة الفتك والدمار وبغداد تسكن رأسي".
المرحوم محمد القاسمي في حوار سابق مع إيلاف:
في حوار تعيد نشره "إيلاف"، يتحدث المرحوم التشكيلي والشاعر محمد القاسمي عن تعريفه للإبداع واختياره التشكيل على الشعر، كما يتطرق إلى تجربته التشكيلية وأهم الأسئلة المقلقة التي ترافق هذه التجربة. ويقدم تصوره للحداثة ورؤيته للعالم المحيط به وعشقه للسفر. ويسافر إلى عوالم طفولته التي ساهمت في استدراجه إلى الفن التشكيلي.
كيف بدأت علاقة القاسمي مع اللون والشكل والحجم والحرف؟
أنا من عائلة متواضعة مكناسية. لم نكن نملك خزانة أو كتبا...في أحد الأيام عثرت على كتاب عن تاريخ الفن في أوربا في القرن الثامن عشر ب"الجوطية". لم تكن اللوحات ملونة بل كانت بالأبيض والأسود، اقتنيت الكتاب. وأخذت الألوان ولونت الكتاب. كان الكتاب يحتوي على أعمال فنانين أسبانيين كبار أمثال فيلاسكيز وغويا.... والغريب في الأمر، أنني زرت أسبانيا في سن التاسعة عشرة رفقة صديق لي، فأخذني إلى متحف "البرادو" بمدريد فوجد نفس الأعمال الفنية معروضة. غير أن شعورا غريبا أحسست به وأنا أقف على كل اللوحات. كانت اللوحات تتموج، انبهرت بهذا التموج وسألت صديقي إذا كان يحس نفس إحساسي، فأجابني أنه يراها ثابتة، فغادرت المتحف وعدت في اليوم الموالي لأجدها ثابتة.
كيف يعرف الفنان محمد القاسمي الشعر والتشكيل؟
نفس التعريف تقريبا لأن أقرب الإبداعات للتشكيل هو الشعر، هذا رأي خاص بي.
هل هذا الرأي خاص بك لأنك تزاوج بين الإبداعين؟
ليس فقط هذا، لأن الشعر يبحث عن الصورة والفنان التشكيلي يبحث هو الآخر عن الصورة أيضا.
والفرق؟
الفرق يكون في أدوات الاشتغال وأدوات التبليغ وفي أدوات التركيب الصوري لكل واحد. المشكل الآخر هو أحيانا الفنان التشكيلي المبدع الحقيقي، هناك خلط في المفاهيم لدى الناس في كل الفنون.
في مجال حرية التعبير، ربما أن الفنان التشكيلي إذا امتلك قدرا من الجرأة ومن معرفة تكوين الفضاء، يمكنه أن يتجاوز مشكل اللغة. يمكنه في أي وقت خلق رمز أو لغة غير موجودة في القاموس. المسألة لها ارتباط بلغة وبنحو وبتركيب لغوي معين.
الشاعر له قدرة على الانزياح، قلب وإعادة المعاني وإضافتها للقاموس. هذا الفرق، ما أقوله دائما رغم اقترابي من معنى ما، إنني أرى الكلمات كأحجام كظلال كأشكال.
هل لهذا ارتباط بمسألة الخط؟
لا أظن المسألة مرتبطة بجوهر الإبداع نفسه.
على مستوى القدرة التعبيرية هل تختارون الشعر أم التشكيل؟
أظن على مستوى التشكيل. لأنه يسمح بهامش إبداعي أكثر.
قلتم المبدع مضطر في بعض الأحيان للسفر، وأن هذه الرحلة هي استكشاف للذات المعذبة. ماذا تقصدون بالسفر؟
في الواقع لا أقصد بالسفر ذلك السفر الميتولوجي الرمزي كأنه سفر في بلاد المغربات. سفري هو ذلك الصيغة الاستكشافية.
مع أنك كائن مسافر؟
طبعا. السفر بالنسبة لي، وإلى جانبه الميتولوجي الذي قد يسكن الرأس، له جوانب مهمة وأساسا مادية، السفر المادي ممارسة للعالم عن قرب. إذا قطعت الصحراء فإنك تمشي على الرمل تستقبل الشمس وتحس بها، ليس رملا رمزيا وإنما رمل مادي يحرق ينزلق وينزاح. يصبح السفر ذا ارتباط بهذا البعد المادي، ربما لدي رؤية خاصة كفنان للماة لأنني أشتغل بها وعليها. معنى هذا أن العلاقة تنطلق من هذه الصيغة. ثم أننا لما نسافر سفرا واقعيا. في الكتاب مثلا تنفلت منا العطور والروائح...ينفلت استنطاق الأشياء في مكانها. فالحجر مثلا عندما تلمسه يكشف لك عن نفسه يعطيك معلومات حول كثافتها وشكلها وضوئها.
السفر عندك رابط بين الماضي والحاضر بين الذاكرة والذات كيف؟
حينما نتحدث في المغرب عن مسألة الذاكرة ومسألة الهوية في الواقع إذا طرحنا السؤال عن كيف نعيش الذاكرة، ثم بالنسبة للفنان يوجد في مرحلة ما هو من الماضي ولا من المستقبل هو داخل هذه التركيبة كلها. إنه داخل العالم من بدايته حتى نهايته. تفكر في العالم ككل ككتلة معينة وتقرأ الرموز المتداخلة والمرتبطة فيما بينها، أعتقد أن هذا هو الجو الذي أرى به العالم.
وماذا عن الذات المعذبة التي تتحدث عنها، هل هي الذات التي يتجاذبها عالمان عالم الماضي وعالم الحاضر ؟
الذات المعذبة كمعنى مفصول عن سياقه تعطي معنى ميتافيزيقيا، ومع هذا ففي السبعينات كان موضوع الأصالة والمعاصرة مطروحا بحدة، في هذا السياق وقع نوع من التمزق في تفكيرنا أو انفصال في التفكير. تنتقل رمزيا ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، ولكن تدخل عليك ثقافات أخرى. فنموذج التطور على المستوى الاقتصادي والجمالي والفني كان هو أوربا.
كان ذلك في السبعينات، هل استطعنا تجاوز ذلك في الوقت الحاضر؟
نسبيا، عندي تردد بخصوص تجاوز هذا الموضوع لأن تجاوزه لا يمكن أن يكون إلا بمعاينة خاصة لمجموعة إنتاجات في مكانها وطريقة تغيرها ومكانتها على المستوى المغربي أو العالم.
هذا مرتبط بالحداثة، قاسمي يعتبرها ليست سلفية أو اجترار النفس المعذبة أو رد فعل تجاه الآخر إنها فعل متكامل متولد عن مضامين عميقة لزمننا المتحرك. هل هذا ما يجيب عن سؤال؟
أظن أنه يجيب عن بعض التساؤلات.
هل هذا مازال قائما لأنكم كتبتم ذلك في التسعينات ونحن في 2002؟
مازال هذا السؤال يطرح نفسه بإلحاح. كنت قد شاركت بعرض في مكتب التعريب حول مسألة اللغة في المدينة وعلاقتها بالإشهار. فلما استمعت إلى المداخلات وجدت نفس الخطاب لدى الأساتذة الجامعيين الذي سمعته منذ عشرين سنة خلت.
تعود لمسألة البحث وللبنية التعليمية نفسها وتعود للتوجيه السياسي للتعليم ولتداخل القطاعات المتعددة. هل التعليم الجامعي تعليم حي يمارس في الحي أم أنه مرتبط بصفة أكاديمية. لست ضد كلا التجربتين، ولكن أظن أننا في حاجة إلى إحداث ثروة داخلية في النظام التعليمي. في حاجة إلى ناس مغامرين. إلى تجارب جديدة.
لماذا الاشتغال على الخط ألأنه القاسم المشترك بين فني الشعر والتشكيل أم أنه مرتبط بالمتلقي؟
أشير في الأول أنني لا أستعمل كلمة خط، بل كلمة كتابة. حتى لا يقع خلط بين الحركة التشكيلية التي تسمى الخطوطية والمعتمدة على استلهام الخط العربي لتركيب أشكال معينة. أما الكتابة فأحدثها بعد أن بدأت الاشتغال على المساحات الكبيرة، ورطت جسمي في المساحات الكبيرة لأن الجسم يدخل هو الآخر في عملية حركة معينة. لما أشتغل تطرح علي أسئلة فأتلقى أجوبة على شكل جمل. فأقول إن هذه الجملة مرتبطة باللحظة الإبداعية. لذا أدخلها في العملية.
لكن هل كان الأمر بنفس ما وصفتموه عندما اشتغلتم مع شعراء آخرين-تجربة مع محمد بنيس مع نجمي... ما الفرق بين اشتغالك مع ذاتك واشتغالك مع ذات مبدعة أخرى؟
في الجوهر ننطلق من نفس المفهوم. وسائل التعبير هي التي تختلف. تجمعنا مسألة التركيب الخطي ثم مسألة الصورة ومسألة تصور الفضاء.
لماذا الدخول في تجربة المزاوجة بين الشعر والتشكيل؟
أظن أنها نتيجة ظروف تاريخية، ثم أنتجتها ربما الرغبة في خلق علاقة بين أشكال تعبيرية مختلفة.
لم يكن هم سؤال التلقي مطروحا. فالجمع بين الفنين قد يوسع قاعدتهما؟
لا، بالنسبة إلي لم يكن هذا الهم مطروحا علي على الإطلاق. كان همي هو الدخول في التجربة ثم اختراق قوانين
الحوار.هل التشكيلي قاسمي يقرأ القصيدة ثم يبدع أعماله أم العكس؟
حسب الظروف. مثلا مع نجمي كانت العملية أعقد. كان ذلك في حرب الخليج، كنت أقمت معرضا بالمناسبة. كان أول معرض دولي حول حرب الخليج. طيلة حرب الخليج كنت أرسم كل ليلة، بعد أن أستمع للأخبار وأتابع التلفزيون. وتحولت هذه الإبداعات للقاعة. وفي نفس الفضاء قرأ الشعراء قصائدهم وهم يتجولون داخل الجمهور الحاضر للمعرض.
لم يفزع قاسمي من الرسم المبنين والمغلق والمسور؟
هو خوفي من القوالب الجاهزة وكل ما يمكنه أن يؤطرني داخل أسلوب. وإن كنت لا أومن بقضية أسلوب بقدر ما أومن بقضية تكسير.
هو محاولة مني لإعطاء نفسي فرصة إبداع حقيقية. لا أريد بناء قوانين بقدر ما أرغب في مغامرة إبداع.
هذه المغامرة تتجلى في اختيار الألوان. من خلال طغيان الأزرق على الأسود و...أو من خلال الأشكال. تداخل دائرة مع مثلث. في مرة تمارس التكسير. حتى الكائنات التي تمكن أن تقبض عليها مشوهة ومكسرة. هل هو محاولة لبناء إنسان جديد؟
ليست مسألة تشويه بقدر ما هي مسألة اختبار.
والالتباس؟
لا أملك له تفسيرا دقيقا.
هل هذا مرتبط باللحظة الإبداعية؟
للحظة الإبداع تفسيرات متعددة. أساسا لما يفكر بهذه الطريقة. الفنان لما يشتغل يفكر بالشكل. قد أصل أن أدخل في عملية نسيان المراجع، كل هذا لإحداث اهتزاز معين في المسار الإبداعي، والخروج عن سلطة اتجاه فكري.
النسيان تشتغل عليه. هذا يذكرنا بنصيحة خلف الأحمر لأبي نواس عندما قال له احفظ 10 آلاف بيت شعر وانسها؟
طبعا أكيد كما أنه يذكر بابن عربي عندما قال امح ما كتبت وانس ما قرأت. هذه من ضمن المراجع التاريخية
هل يمكن اعتبار أعمالك ذات نفحة صوفية؟
في هذا الاتجاه ولكن ليست الصوفية الفقهية.
أين يتموقع قاسمي بين الحزب والمثقف وماذا عن استفادة الأول من الثاني؟
حضور المثقف في الحزب كفاعل أساسي لمراقفة تحولاته سؤال مهم في الوقت الحاضر، أشير في البداية أنني وإن كنت متعاطفا مع أحزاب سياسية فلم أنخرط مع أي حزب. ولم أحمل بطاقة حزبية.
يبدو لي أن أغلب من يشتغلون بشؤون الثقافة من مثقفين وغيرهم يتحركون في فضاء تقليدي. هذا بالإضافة إلى أنني كنت قد حضرت في الأيام القليلة الماضية لندوة عن توظيف اللغة العربية في الفضاءات العمومية وما أثارني هو أن بعض المثقفين مازالوا يوظفون مصطلحات كانت توظف في السبعينات. لم يتطور خطابهم ولم تتطور رؤيتهم على ضوء الواقع الحالي.
كيف حدث الانتقال من الأحجام الصغيرة إلى الأحجام الكبيرة على مستوى اللوحات عند القاسمي؟
لهذا الانتقال قصة. حدث ذلك لما انتقلت من مكناس إلى المنطقة الشاطئية "هرهورة" بتمارة بداية التسعينات، هيأت محترفي قبالة البحر. طيلة الأشهر الأربعة الأولى، لم أتمكن من إنجاز عمل فني. في كل مرة كان البحر يمتص أفكاري ويبتلعها. وفي إحدى الليالي استيقظت من نومي وغيرت وجهة المحترف بأن أصبح موجها نحو الحائط. كان هذا الأخير متجاوبا معي، فكانت أول لوحة في هذه الفترة كبيرة.
سنة 1942 ولادته بمدينة مكناس.
سنة 1965 تنظيم أول معرض بالمعهد البلدي بمدينة مكناس
سنة 1969معرض برواق باب الرواح بمدينة الرباط
.سنة 1975 معرض جماعي بمتحف فنون إفريقيا
سنة 1982 معرض بالرواق المركزي بجنيف
سنة 1993 معرض "كهف الأزمنة الآتية" بالمركز الثقافي الفرنسي بمدينة الرباط
سنة 2001 معرض بباريس
سنة 2003 معرض الإبداع في مواجهة الدمار والتخريب" بقاعة العرض المنار بمدينة الدار البيضاء
المشاركة في البينالات الفنية
سنة 1983 البينال الدولي بتونس
سنة 1987 بينال ساو باولو وبينال دكار
1993 المهرجان الدولي الخامس بالقاهرة
كتب الشاعر
سنة 1990 "صيف أبيض"
سنة 1994 "الرياح البنية" رفقة الشاعر حسن نجمي.
عن مجلة (إيلاف)