صبحي حديدي
(سوريا/ باريس)

زهير أبو شايببين معضلات تلقّي الشعر العربي المعاصر أنّ الحركة لا تتيح للقارئ (لكي لا نقول إنها لا تسهّل عليه) أمر إفراد الأصوات الشخصية للشعراء، علي نحو يعبّد درب الشاعر إلي توطيد علاقة قرائية راقية مع المتلقّي، ينبغي أن تكون أبرز ثمارها أنّ هذا الأخير يميّز (بصمة) خاصة لهذا الشاعر أو ذاك، اتكاءً علي هذه أو تلك من الخصائص الشخصية، سواء تلك المتصلة بالأسلوبية أو الموضوعات أو الأشكال الأثيرة، أو هذه بمجملها وقد توحّدت في هيئة (صوت) فارق.
وعلي الرغم من قلّة نتاجه الشعري (ثلاث مجموعات منذ عام 1986) فإن الشاعر الفلسطيني زهير أبو شايب بين الذين يمتلكون هذه البصمة الشخصية، ومجموعته الأخيرة (سيرة العشب) (ہ) تعزّز صوته بقوّة - بل بكثير من (العناد) في جانب خيارات الشكل الشعري والموضوعات بصفة خاصة. إنه بين تلك القلّة القليلة التي ما تزال (صامدة) في الاستقرار علي التفعيلة، والإلحاح علي استكشاف طاقاتها الإيقاعية، والتوصّل إلي نتائج جديدة ومتجدّدة لعلّ أهمّ فضائلها أنها لا تعيد ترجيع أصداء تجارب الروّاد من جانب أوّل، ولا تقتفي أثر المعلّمين الكبار المعاصرين من جانب ثانٍ، أو هي تفلح في شقّ طريقها الوعر في محاذاة - ولكن ليس في داخل - تلك الوديان التي لا مفرّ من أن تتردد فيها أصداء أصوات الكبار (أدونيس في قصائده التي قدّمت اجتهادات فائقة في إيقاع التفعيلة، محمود درويش وسعدي يوسف في معظم النتاج الشعري، أمل دنقل في النقلة النوعية التي مثّلتها قصائد (البكاء بين يديّ زرقاء اليمامة)).
وليس هذا بالإنجاز اليسير في الواقع، كما أنه جوهر السبب في أننا - للأسف - لا نملك الكثير من نماذجه المتقدمة رغم أننا نقرأ الكثير من الشعراء المواظبين علي استخدام التفعيلة، فضلاً عن حقيقة تالية هي مدعاة لأسف إضافي أشدّ: أن عدداً من الأصوات الشعرية الشخصية القويّة التي تكوّنت خلال السبعينات والثمانينات (وأقصد ضمن خيار التفعيلة دائماً، وخارج تلك الوديان)، خفتت أو تراجعت أو بهتت تماماً في أيامنا هذه، حيث يبدو المشهد بحاجة إلي المزيد من تصارع المقترحات بدل تشابهها، وإلي المزيد من إفراد الأصوات بدل اندغامها في جوقة واحدة.
وهكذا، وفي حدود ما قرأت شخصياً من شعر عربي معاصر، لم يكن في مقدوري أن (أشمّ) رائحة صوت شعري آخر، مألوف ومعروف و(مصنّف)، في مثال هذه السطور من قصيدة (ضدّ) التي يستهلّ بها أبو شايب مجموعته الجديدة:

من يري؟
ملِّسوا السماء ومُدّوا
ذاتَ يُرخي المدى وذات يَشدُّ
هكذا وحشتي
تجيئونَ
أمضي
إنني كيفما أُقلَّبُ ضِدُّ.

حيث لا يكتفي التخطيط الإيقاعي بما ينجزه هذا التوزيع الخاصّ للتفاعيل (وهو توزيع مرن و(مفتوح) إذا جاز القول، والقارئ مخوّل بترتيبه أو إعادة ترتيبه علي أكثر من نسق تسطيري واحد)، بل يرتهن تماماً بما تصنعه العلاقات بين الأفعال (الأمر والمضارع والمبني للمجهول) والعلاقات بين الضمائر (الغائب والمخاطب والمتكلم) من وشائج إيقاعية خفيّة. ليست التفعيلة وحدها أولاً، وليس عدم الاقتصار عليها ثانياً، هو العلامة الفارقة التي تُسجل باسم الشاعر. ما الجديد إذاً؟ الأمر ببساطة أننا نقف علي جماليات هذا النصّ (اللغوية والمجازية والإيقاعية) دون أن ننساق إلي ما يذكّر بسواه. بعبارة أخري: نحن لا ننخرط إلا في قراءة أولي بكرٍ لهذا النصّ الشعري، الأمر الذي يعني أننا (نكتشف) فيه ما ليس مختزَناً في أرشيفنا القرائي، ويعني جوهرياً أننا نقف علي صوت منفرد، أو علي (الصوت) الذي يفرد لنفسه مساحة غير محتلة من قبل في أرشيف ذاكرتنا القريبة بالذات.
النبرة الفلسفية الطاغية هي، في المقابل، العلامة الفارقة التي يمكن أن تُسجّل باسم زهير أبو شايب، إذْ يندر أن نجد في الشعر العربي المعاصر هذا الإغراق الشامل في مشهدية ميتافيزيقية - نفسانية قائمة علي موقف الشاعر من الوجود، وعلي تصالح أو تأزّم علاقته بعناصر محدّدة في شبكات ذلك الوجود: الجسد، الظلّ، الطبيعة، الكون. وإذا كان أبو شايب يستعيد بذلك تراثاً شعرياً مُفتَقداً كثيراً هذه الأيام، فإننا هنا أيضاً لا نشمّ رائحة البطل التمّوزي الذي خلّفه خليل حاوي، أو العرّاف المديني الذي وضعه صلاح عبد الصبور في موقف ثنائي من التهكّم الأسود والبكاء الرثائي علي أحلام الفارس القديم.
كذلك لا تبدو إعادة إنتاج الشخوص الأسطورية التقليدية، أو تلك التي تندرج عادة في مقولة (الأنماط العليا)، بين غوايات أبو شايب، وإنْ كانت روحية الشاعر السيزيفي تطلّ علي استحياء بين حين وآخر. الصخرة التي يحملها سيزيف أبو شايب هي، ببساطة آسرة: الجسد، والجسد منفلتاً من صاحبه الشاعر، والجسد مقترناً بصاحب ثانٍ هو الظلّ. ويندر أن تخلو قصيدة من قصائد (سيرة العشب) من تداعيات هاتين المفردتين، في سياق من ثلاثة ائتلافات تتفوّق فيها دلالات الظلّ إجمالاً: أنه كتلة الظلام النسبي، وأنه صورة الجسد وقد تلقّي الضوء فعكسه معتماً، وأنه الملاذ والمقام. هنا أمثلة من أنماط هذه الائتلافات:

- جسد ملطّخ بالنجوم.
- وأويتُ إلي جسدي في الجبال.
- جسدي ظلّ بيت قديم.
- أعاروني جسداً واسماً وتعاليم مقدسة.
- حبّة رمل جسدي.
- خلفنا أجسادنا.
- حيث ظلّي يبدّدني نقطة نقطة.
- ليَ أرضٌ فصحي شلحتُ عليها / جسداً كاملاً من الأحلام.
- ظلّي يجرّ الأرض / ظلّي قاحلٌ.
- وخرجتُ من جسدي بلا خجل.
- وأسقطُ حفرتي جسدي.
- جسدي عتمة.
- عتمة أنا / لا ضوء تحت لساني / ولا في كلامي جسد.
- رجلٌ / ظلّ سماءٍ / لا ظلّ سوي ظلّي فوق الأرض.
- داهمني جسدي ذات شتاء.
- أنا الجسد.

انقلاب عناصر الطبيعة (الرمل، الطين، التراب، العشب، الجذور، الندي، الريح، البرق، الضياء، السماء...) إلي ما يسمّيه أبو شايب (الروح البرّية)، هو النوع الثاني من الائتلافات، وهذه تصنع تنويعات واسعة لِما يطلق عليه علم النفس التحليلي اسم (المشهدية النفسانية) Psychic Landscape. والشاعر الجوّال في هذه المشهدية، بوصفه كائناً من كائناتها وليس مراقباً واصفاً لأحوالها ومقاماتها، يدرك عناصر عبقرية المكان من جانب أوّل، وتنتابه خشية من روح عبقرية المكان من جانب ثانٍ، وتعتريه سورة التعبير عن معني الإدراك والخشية ثالثاً. شعرياً، لا تقود هذه السورة إلي ما هو أقلّ من استئناس الطبيعة (ومثال والت ويتمان في (أوراق العشب) هو الكلاسيكي والأرفع ربما)، ولكنها قد تقود إلي ما هو أوسع نطاقاً من هذا الميل التعبيري والاندماجي: بدل أن يتأمّل هذه المشهدية فينخرط فيها أو (كما في الموقف الرومانتيكي) يكتفي برشق ذاته عليها، فإنّ الشاعر قد يلجأ إلي العكس: رشق عبقرية المكان، في اتحاد عناصرها وروحها، علي نفسه وباصرته وأواليات شعوره.
وزهير أبو شايب يقول إنه يحدّق مثل جزيرة، ويجرّ برقاً كالفريسة، وينقص كلّ يوم نجمة ليتمّ أحلامه، ويمشي مع العشب إلي أعلي، ويخصف السماء علي عُرْيه، وينسلّ حثيثاً من الجهات. وهو عبد الهواء وقبره، فقيد الأرض، ذَكَر الرعد، وحشته تحرس التراب من الخوف، وهو الذي يرفع الأرض بين يديه، يجلسها بجواره، وينود عليها (بعينين بنّيتين / كنهر غبار). وفي قصيدة (كَيدي حَمأ) يقول:

أنا من هذه الحرارة في الأرضِ
ومن لَثمِ عُشبَتَين لثامي
وحشتي تحرس التراب من الخوفِ
وظلّي يضيئني كمنامِ
ليَ أرضٌ فصحي شلحتُ عليها
جسداً كاملاً من الأحلام
فبأيّ الجهات أفتح أعماقي
وأرمي للشمس عُري عظامي
لو تبوحُ الرؤى بعصفة ضوءٍ
لو بأرض
تكفي لبدءِ كلامي!

وفي الزاوية العليا اليمني من غلاف مجموعته الجديدة يدوّن أبو شايب عبارة النفّري: (وقال لي أنت معني الكون كلّه)، وكان قد فعل الشيء ذاته في مجموعته الثانية (دفتر الأحوال والمقامات)، (1987). وفي المجموعتين نعثر علي اقتباسات أخري من النفّري، مثل (يا عبد أحبب أرضاً ابتليتك بها. لقد اصطفيتك إنْ جعلتها ستراً بيني وبينك)، أو (وقال لي في البحر حدود فأيّها يقلّك)، أو (وقال لي:يموت جسم الواقف ولا يموت قلبه). كذلك تتوفّر اقتباسات من ابن عربي ((أنا كرسيّ منصوب العرش علي قدمين) و(الحال مهلكة والمقام مُنجٍ))، ومن المعرّي ((جسدي خرقة تُخاط إلي الأرض / فيا خائط العوالم خطني).
غير أن موضوعات قصائد أبو شايب ليست بالصوفية، علي النقيض مما قد توحي به هذه الاقتباسات، أو تلك الشذرات المتفرقة هنا وهناك في قصائده، كما حين يصرّح: (تدلّيتُ في بئر روحي)، و(عبد حرّيتي أنا)، و(وارث السرّ / في غرّتي كلماتي)، أو حتى حين يبلغ مستوي الهرطقة الصوفية في القصيدة 20 من (دفتر الأحوال والمقامات):


يا قَصَلَ الموت الذي ينبتُ
من دمٍ وطينْ.
يا قَصَلَ الحياة.
إياكما أعبدُ خاشعاً
وأستعينْ.
بكلّ ما في عنق المذبوح من ضراوةٍ
وكلّ ما في السيف من أنينْ.

كذلك لا ينهض معجمه الشعري علي ما بتنا اليوم نعرفه (وربما نحفظه عن ظهر قلب) من عدّة لفظية تصف الوجد الإشراقي، والتوهّج النبوئي، والإنزياح الحلولي، والرؤيوية الحدسية، الخ... الشاعر الناطق في قصائد أبو شايب بطل نيتشوي بالأحرى، مستغرق في معادلات القوّة إزاء الجسد والظلّ والطبيعة والكون، الصدفة والحلم والماضي، الكلام والصمت والذاكرة، العزلة والصداقة والحرية. أقدامه عالقة بطين الأرض الذي يسمّيه صلصال الوجود، ورأسه يتطامن نحو الأعالي، مكبّلاً بظلّه، أسير خُطاه التي تعيده إلي سواه ((خلفنا أجسادنا / ونحن عائدون في خطانا / كأننا سوانا)). إنه، بعبارة نيتشة، (ذلك البطل الباحث عن زاوية ما في هذا العالم، تتسع بالكاد لنفسه ولكنها لن تكون أقلّ من زاوية التقاط شامل لصورة العالم).
وهذه الذات النيتشوية تتفجّر علي نحو صريح، بليغ ومشحون تماماً، في قصيدة (يَحيَا)، التي تلعب مفردتها الوحيدة علي طباق لفظي بين الفعل (ممارسة الحياة بالمضارع)، وبين الاسم (يحيي بن زكريا، وأبو شايب يقرن العنوان باقتباس جزئي من الآية القرآنية: (خذ الكتاب بقوّة)). كثافة الإيحاءات في هذه القصيدة قد تبدأ، في ضمير القارئ، من كثافة إيحاءات شخصية النبيّ يحيي وتفاصيل سيرته: من الولادة الإعجازية وحتى الاستشهاد، مروراً بإتيان الحكم صبياً. غير أن القارئ لا يكاد يجد فسحة استهلالية هادئة لكي يستحضر تلك الإيحاءات، لأنه سرعان ما ينشدّ إلي ذلك المفتتَح الأوّل المباغت الذي تباشر فيه القصيدة رسم وقفة البطل أمام معضلة الوجود، في القلب من علاقات القوّة بين النفس والعالم، وبين عناصر الداخل وعناصر الخارج. (واقفٌ)، تقول المفردة الافتتاحية في المقاطع الثلاثة الأولي من القصيدة. (كنتُ)، تقول المفردة الافتتاحية في المقاطع الثلاثة التالية.
(انتبهتُ)، تقول مفردة المقطع الختامي.
وفي القصيدة يعلن البطل النيتشوي أنه وارث السرّ، حامل الكلمات في غرّته، فما وسعته صفاته؛ وهو الذي يسوق الجبال قوافل كالنوق؛ وتفيض معه الكاف والنون (كنْ فيكون!) وتغرورقا بالحياة؛ ويأمر الكائنات ف - (يأتينَ سعياً)؛ ويغدق الروح علي حجر يسميه يَحيَا (وهنا أيضاً يلعب علي الطباق بين الفعل والاسم). وفي ختام القصيدة ثمة ضمير مخاطب غامض ينبثق فجأة ليقترن بانتباهة البطل من هذه الاستغراق في علياء التفوّق البطولي:

قلتُ منكَ السلامُ
إليكَ السلامُ
تباركتَ
فاجدلْ دمي بالتي هي أحسنُ،
إنّي نسيتُ علي حجر كلماتي،
وتهتُ.
وانتبهتُ، انتبهتُ.

وهذه القصيدة موقّعة في عام 1987، وعلي غرارها تسير قصائد أخري موقّعة في سنوات لاحقة، مثل (عنّي بهذا الرمل)، و(كلما في الأعالي)، و(جسد مسروق بكامله)، و(كأنّي أبي)... وهذه القصائد تعكس انفجار الذات النيتشوية في احتدام شرطها الوجودي بين المأساة والمهزلة، علي نحو يذكّر بالفعل بمقولة نيتشة الشهيرة: (كلّ ما حول البطل ينقلب إلي تراجيديا، وكلّ ما حول أنصاف الآلهة يظلّ كوميديا مضحكة). غير أنه تجدر الإشارة إلي أمر بالغ الأهمية هنا، وهو أن موضوعة الجسد - الظلّ، واختيار المشهدية النفسية التي ترشق الطبيعة علي الذات وليس العكس، والتقاط تضخّم الذات النيتشوية، كلّ هذه ألزمت زهير أبو شايب باستخدام ضمير المتكلم المفرد.
المدهش، مع ذلك، أنه أفلح في تفادي ما يقترن بضمير المتكلم من انزياحات غنائية شبه إلزامية، الأمر الذي كان سيبدو متناقضاً تماماً مع الحصيلة البطولية التي شاءها لضمير المتكلم في قصائده. وهكذا فإنّ صوت الأنا في معظم قصائد المجموعة يحافظ علي مقدار عالٍ من الدرامية، وإنْ كان لا يفلح تماماً في الحيلولة دون (تسرّب) ظلال غنائية هنا وهناك (كما هو الحال في بعض مقاطع القصيدة الطويلة (دفتر الأحوال والمقامات)، والتي تختتم المجموعة). وفي قصيدة واحدة قصيرة، هي (دم أسود)، تبلغ الغنائية ذروة مشدودة لا تسفر إلا عن إقصاء الصوت البطولي وتضخيم الأنا الغنائية إلي مستوي النرجسية، رغم أن الجزء الثاني من القصيدة يحاول الإرتداد إلي موضوعة التوتّر بين الشاعر والعالم:

ما أجملني
حين نفيتُ الشمسَ إلي عبّي
سبع ليالٍ
ونهبتُ النور القيّوم.

لكنّ يدي فارغة كعيون القتلى
ودمي في الشرق يحوم.
أسودَ
ملعوناً
أسودَ أسودَ
ملعوناً
تلعقه الريحُ
وتنعقُ فيه البوم.

والحال أن هذا المزج بين الصوت الغنائي النرجسي والصوت الدرامي الوثني (والذي قد يذكّر هنا بالشاعر الملعون الذي انتدب نفسه ناطقاً عن القيامة، واصفاً الأرض اليباب)، هو التفصيل الأخير الضروري لكي تكتمل عناصر مشهدية النفس تلك، حيث لا يملك الشاعر الجوّال فيها سوي أن يعلن حالة الفنّان في صورة اليتيم، وحالته في صورة الطفل الجميل الرجيم، الجريح أمام صورته في المرآة وفي المياه. وزهير أبو شايب يقول: (أنا / كرسيٌّ منصوبُ العرش علي قدمينِ / أعلّق ليلاً أبدياً في عنقي / وكوابيسَ / وأبكي تحتَ الأرض / وحيداً أبكي تحت حجارتها / لا يسمعني أحدٌ... / ووحيداً كفراغٍ وثنيّ / أجلسُ في تمثالي). وليس بغير مغزى خاص أن عنوان هذه القصيدة هو... (قُبلة حرب)!

تشرين الثاني (نوفمبر) 1998