علي جعفر العـلاق
(العراق)
سألتُها أن تقودَ الليلَ من يدِهِ
سألتها أن تقودَ الليلَ من يدِهِ
إلى فراشي، فنمضيهِ مناصفة.
نجماً فنجماً..
إلى أن يعتري لغتي
بعضُ النعاسِ
فنغفو..
…………
مرَّ بيْ تعبٌ
يضيءُ مثلَ عصا الترحالِ..
تكسرُني مدينةٌ لم أجدْها..
ثُم تفتكُ بيْ مدينةٌ وجدتني..
محنتي حُلُمٌ
يموتُ فيَّ ليبقى..
محنتي لغةٌ خرساءُ لا تسعُ القتلى
وليس لها إلاّ الحنينُ إلى اللاشيءَ..
ذي لغتي
شريكتي في ابتكارِ الوهمِ
أُرهِقُها بما أحمِّلها
من وحشتي وبما يُلقي على حُلُمي
من حزنهِ الشجرُ.
أمضي وتمضي معي حوّاءُ..
هل وطنٌ يلوحُ في الغيبِ؟
هل منفىً؟
هل المطرُ
يَبِلُّ قيثارتي يوماً؟
حتى يثورَ الهواءُ على ذاتِهِ
عالياً..
عالياً..
أيَتُها الشّجرةْ..
أوقدي لليتامى ثياباً من الخوصِ..
من وحشةِ الأنبياءِ ومن جوعهم..
واتركي لحفيفكِ أن يرتويْ
من كآبتنا..
حرّكي بيديك هواءَ المدينةِ
هذا الرتيبُ.. المملُّ..
اذهبي عالياً..
واغرقي في تجاعيدِهِ
أيّ ذاكرةٍ لتجاعيدهِ
الشّرِسَةْ..!
عالياً..
عالياً..
في الهواءِ المملِّ
الى أنْ يثورَ الهواءُ على ذاتِهِ
ويفجّرَ ملءَ امتدادِ الضحى
جرَسهْ..
ليلٌ يمانيّ
خديجةُ..
لم تُشرقْ على البئرِ..
لم تَعُـدْ إلى أهلها يوماً..
شموسٌ بعيدةٌ
وليلٌ يمانيٌّ يضيءُ
ليجرحا..
ونحنُ
يتاماها الرعاةُ
ونحنُ من يُطيحُ بهم ماضٍ..
وتمضغُهم رحى
----------------------
القدس العربي- Oct 23, 2017