خالد المعالي
السيدة التي نسيت كلَّ شيء
أردافها الكبيرة المجنحة،
مشدات ساقيها،
ساتانها الأسود على المدفأة.
والضوء من بعيدٍ
يصلُ
إلى طاولةٍ وحيدة.
تصعد الرّمال ورحيق الآلهة
في داخلي،
على شكل حالةٍ من دخان.
أعرف الدَّرب المؤدي إلى النهاية
أعرف الكأس، أمامي،
لوحده مقعياً، كالقط ساهماً...
كلُّ ما كتبت كان في القطار
حان لي النزول،
انتهى وقتي، سآخذ قهوتي.
أُدخِّن.
الضوء على فمي، استطلعت دخان
عابرين،
مرّوا خلال يقظتي.
رغم المجد المكبوس في ورقه
أجلس في طريق فارغ
وأشباحي تدور حولي كالحروف
أعددت شخصاً من كآباتي
وأرسلتُ الكتاب
يواصلُ سيره في طرقات الآخرين.
وأمام صدى النصائح وآمال العائلة
نطيح بالشريعة التي هي كلب
مسعور دائماً يطارد الأولاد والبنات في الحدائق.
ها أنا وراء الحصان، أعيد تحميل نفسي
أعدُّ العدة، أتبارى في إغلاق نفسي والذهاب
بعيداً عن الهرج.
أستطيع الكتابة إليكم دونما إدراك للتحفظ
إذ أنني مفتول كقافية ومحاطٌ
بأبنية كجدال محصور بين فريقين.
فكرنا بهم جميعاً،
بشهر أيار وبالصيف وبالموت يأتي
فاخترنا طريقنا المغلق
وانكببنا على شرب الخمور والدموع.
يتعين عليّ التلويح بيدي
لامرأة تنام في فراشي
وتصغي لهواء يتكرّر.
هكذا نمضي إليكم كالزائرين
الورد في أحمالنا، وعلى جمالنا البنادق
هدايا العرس وعطر الأمير.
أستطيع مناداتكم كوجه شديد السواد
لا لأي شيء
ذلك أني أتحرك كيوم ينوي الغياب.
إني مقاد إلى تلك الأمسية كعربة
أنوي الابتعاد ولو قليلاً عن خطوط المحيط
أريد الجلوس على مقعد فارغ،
أريد الانتباه.
حاولتُ أن أقي نفسي بالأعمال
التجارية والتهريب،
حاولت أن أرتضي، غير أن الجدارة
لا تصنع خيطاً لي،
ترشد نحوي الأبقار.
عيون تتابعني من بعيد
وكلبٌ وحيد نابحٌ
يعوي في الليالي كروح جريح.