نصيِّف الناصري
مات كلب في غابة،
جاءت الأمطار معزيةً
زعلت الأشجار، فبال الكلب على الأمطار.
حتى الآن ـ أنا لا أعرف وزن بندقيتي
في الليل أجلس على الكرسي في شرفة
الفندق وحيداً،
القمر الجميل يلمع في مقدمة حذائي.
أيتها السلحفاة التي تنام على ضلعها
الأيمن
كم أنا بعيد جداً عن ولائمك الحقيرة.
الجنود الذين سيموتون في الهجوم القادم
لم يأكلوا شيئاً،
ولم يكتبوا رسائل إلى أمهاتهم.
بعد الآن، لا أسمي الذهب قمحاً
ولا العشب قلادة،
ولا النار طريقاً، ولا الضرع
نبعاً.
تحلمُ الزوجة بمجيء الزوج والأم
بمجيء الابن
والخزانة بمجيء اللّص.
هذه الزهور والينابيع التي
تجفُّ في يدي الآن،
تحجبني عن هواء العالم،
هذه الكتب التي لوّنت حياتي سأحرقها كلّها.
أحدهم، طويل القامة، طويل، طويل
يحمل بندقية محشوة وسلاسل
أجلسني في تابوت وقال: من أنتَ؟
هذه الأغصان اليابسة أظنها عظامهم
أحرقتها قذائفٌ،
لا أحلام عندي الليلة: جميع النساء إلى الجحيم.
... وبدلاً من أن أحييهم بإجلال وفخامة
شتمتهم واحداً واحداً وتزحلقت فوق عمائمهم
الحديدية الشبيهة بأعشاش لقالق.
العزلة العزلة
آه أيتها العزلة العزلة العزلة العزلة
مسودة أنتِ مثل شجرة مسيجة...
على أي وجه سنقذف بالبصاق؟
إنّها لنا هذه الأشجار العالية اليابسة
من أجل التوابيت.
تحت ظلال أشجار البنايات القديمة المثمرة طوال العام
عيناك تدمعان،
وحبيبتك تغني في غرفة المحررين.
من قبل أن تطير الملائكة: من قبل أن
يخلق آدم،
ينمو الموت فينا منذ الولادة
نتنفس معه ويتنفس معنا