هاشم شفيق
من أين يأتي الصوت؟
لا أدري؟
ولكن ثمة الآن حفيفٌ.
إذن سوف أبقى ندىَ ضائعاً في
الوريقات
في غيمة لا تشيخ، وفي أفق
لن يموت.
غامض عطر الحديقة، غامضة
ليلتي في آخر الفجر الذي
يلبس قبعة باردة
من غصون.
كان لي في سهوب العراق بُيَيْتٌ ونافورةٌ
من طيورٍ،
لم أجد منزلي والبويب ولم ألق
شباكه الخشبي.
لا وقت للسائس المتعجل أن يستضيف
البنادق والتحفيات والكلبَ...
والوصيفةُ ترفوا الشِّراع وترحلُ.
انظرْ إلى نبضك ستعرف كم الساعة الآن
جُسَّ أعشاب الرازي
ستعرف في أي فصل نحن.
لا شيء غير عيدان ثقابٍ،
وأعقاب لفائف مطفأةٍ عند حذاءٍ
مطاطي ثقيل.
سيدتي إني مغنٍ من الأوديون
وهذه قيثارتي
أأُسمع كلبك بعض أنغامٍ
لأفارقه غابرين...
أيُّها الكلب الأبلق هل تسمع نشيدي:
إنَّ ذيلك ضيفٌ على لحيتي
وشرف لي أن أمسِّد طوقك الجلدي
وأقارنه بحزامي.
أيُّها الكلب الأبلق هل تسمع نشيدي:
إنَّ ذيلك ضيفٌ على لحيتي
وشرف لي أن أمسِّد طوقك الجلدي
وأقارنه بحزامي.
سيدتي كم السّاعة الآن وفي أي هجيرة نحن،
حذاؤك ضيف على جبـيني
هذا الحذاء المطنب في البريق...
وكلُّ شيء يذوب ويتفصّد
إلاّ حذائي الثقيل:
يجرني من شارع لشارع حتى
أرى ما لا يراه غيره.
في السِّرِّ أردِّد:
لعنة الله على اليقظة
وعلى أولادها الماكرين.
سوف نأوي إليها، ننام بطياتها
كالملابس
مستنفرين على غير ما نبأٍ لنداء السَّفر.
بي رغبة لتدخين لفافة لا تنتهي
وبي،
رغبة لا تجارى لكسر قدحٍ في حانة.
والثالث أمسكه كلَّ صباح
أتمرأى فيه
أصفِّرُ أحياناً وأغني.
علام أحنُّ لرائحة الذكريات
لمقهىً صغيرٍ،
به صحبة وسامرون.
هو البيت سياج يحتويك
ويحتويني
أو يحاصرنا بصحراءٍ.
أمسيتُ غيماً،
ـ باغتتني غيمةٌ ـ
ثم أبرقتُ ـ فخلت النّاس
أعشابا.
أتحق لي الاستعارة،
لِمَ لا تحق ما دمنا في جائحة،
إذن: هذا الوجه وجهي والعين عيني