لم يكنِ الألمُ وبريقُه ثمناً لشيء.
النظرةُ لا تزالُ تائهةً مُتْرَعةً باللامعنى،
والألمُ ليس مفتاحاً لبابٍ سرّي.
ليس بالألمِ تُقاسُ الكواكبُ السوداء
واللؤلؤةُ التي ستنمو في القلب.
أُنظري الآن:
ذاك الألمُ كلّه، ولا مَحَار في القاع!
تظنُّين أنّ ثمة مكافأة؛
أنّ الجرحَ سينتهي نوراً تحت الرُخَّام.
تظنّين أنّ له زهرةً فعلاً
وستمسي شجرةً عصافيرُها العِظَام.
تظنّين وتكيلين نفسَكِ بألمِكِ...
ثم لا جَمال بلا ألم!
الابتسامةُ جريحةٌ، وامرأةُ التِمْثال بلا يدين.
وفي الدُّرْجِ، نصفُ صورةٍ بالأبيضِ والأسودِ
وجدْتِها مرّةً في كتابٍ قديمٍ ابتعْتِه مُستعملاً،
وصـــورةٌ تُذكِّرُكِ بصـــورةٍ لــمدينةٍ لم تعدْ تُشبِهُ نفسَها،
وهذا بالطبعِ مُؤلم!
أشياءُ جمالُها ألمُها الذي هو ألمُكِ ومِعيارُكِ
لقصائدَ تسقينها نارَكِ
علّها تشتدُّ حُلْكَةً، وتنجو.
وأمّا الهشاشةُ فمن فرطِ الألمِ بلا ريب،
فالقوّةُ كلمةٌ لساكِنِيْ السُطُوحِ العالية
حيث الحواسّ بالكاد تُلامسُ قِشرةَ الليل.
وبعد،
أنتِ لا يهمُّكِ إذا كان الألمُ بدأَ بتُفّاحة،
أنتِ تتساءلينَ هل سينتهي بتُفّاحة!
لا!
السلّةُ ثقيلةٌ بغيابِ التُفّاح،
والتُفّاحةُ فارغةٌ أصلاً!
روحُكِ في المَهَبّ تعرفُ الحِكايةَ بحدّيها:
جمالها ولا معناها،
تعرفُ أنّ مَثُوبَةَ الألمِ زوالُه ولا شيءَ أكثر.
تتأمّلين آثارَ الجُروحِ وتتألّمين هذه المرّة من لاألمِكِ
أو ربما من ألمِكِ المَغْدور
من لمستِكِ الباردة على صدرِكِ
وحياتِكِ المُنْسَلّة من مَنابتِ القبور،
من فراغِ يديكِ وعينيكِ وصوتِكِ
ومن فداحةِ زُهْدِكِ.
الحياة- الإثنين, 05 أكتوبر 2009