أيها الموت
آن لك أن تصغ:
أهدر جفونى لأراني،
قبل أن تراني لك.
مثقل بمكين الحجر،
ومع ذلك يدير حجة الهواء.
*
ملكوت يتناده بشريعة الغياب
من شدة صمم يجتبينا،
لا نجفل لمشتكاه.
*
أيها الضرير.. قل لي:
كيف نستبرأ من طعون لا تستضير.
*
تراتيل و تهاليل تثيرها الفراغات
مسالك و تدابيرصرفة،
لا شأن لها بحلولك أيها المستنير.
*
قدومك يتلوك،
خطوك يقتفيك،
حيث لا ظل إلا ظنك.
*
ثياب النور تضني من يغشاها.
*
قمم تسور صخر سحيق،
و
نسورلا تقاوم المستحيل.
*
كل معنى لايستكين نشور.
*
نتناوب لترتيب جسد يتهايل
لترهيب نفس تتهاول.
*
عندما إلتاج بنفيس السهو،
تناهى عن الأجل المقدس.
*
حينما استبرق الحكيم،
انهارت على راحتيه خدائع المكان
لينساح،
كشريان دم تعاقد مع القلب بقيامة عهد فريد.
*
سمه السر،
لأسميك السراج الحافل بمسراه.
*
القمرلا يقوى على القهر
دون تأنيب قدير يفشي الوميض.
*
لأوازيك بعصاي الضريرة،
قدني أيها الأعمى لينابيع فيوضي.
*
قنديل خال من الليل
أسجيه على أصابعي
فيفور الظعن.
*
أهيلوني،
هاقد ..
زودت به.
*
رتق حروفي،
زاول مبتغى نفاذك
كلي إصغاء لحدوثي.
*
أعني يا خفاء التجني،
على مراودة محنة التجلي.
*
كل الملائك تستنير
كل الكواكب تستضيء
عدانا،
بظلامة النظر نبدأ منتهانا.
*
للفراغ حيز حكيم،
تجيره حروف تجور،
حيث المعنى لا يستدل عليه.
*
عناية الحياة عناء،
لمن لا يشقى لمعرفته.
*
معضلة المعرفة،
تعاظم الدليل دون يقين.
*
لتصلوا.. تفارروا
بلا مبتغى يدين غبن المنحنى
بلا غبار يهدى الهوالك.
*
الغاية لا توصل بل تؤصل.
*
حنكة الوردة عطرها الغرير
من غيرها يصف مدى حكمته؟
*
مسيرة الحياة لا تعتد بالتيه المجرب،
بل تعدوه بمسراتها الجائرة.
*
شظف الظمأ لا يبرر عته الطواف
حول سرايا السراب.
*
الهواء مريد فريد
لنهج لا يتأول.
*
أقلني،
تجريح أذى الناي.
*
حينما أجثو،
أجزع من تعطفي.
*
لو الغابة أستقرت في سؤال:
كيف لهم غايات كل هذا العذاب؟
*
اللوتس وهو يتنهد،
يتشابه بأريج مطر يرتهي.
*
عندما يصادق الهنود الحمر الأيل و الغيم و النهر
يوقنون بأنهم يتعرون من نصل بارودنا
بجرأة نسغ ضال.
*
ضد الفأس،
تفتق الجذورمسارات الجذوع نحو أعالى المفر.
*
كل المراعي،
تحفل بخراف تجازي مهارة العشب
بصمت يتفهم مغزى الينوع.
*
أول الجسد حدوث تتوالى
آخر الجسد حدوس لا تتدارى.
*
مغتشة بماض مات،
مختضة بحاضر يحتضر
مرسلة لمستقبل يرتعد
أجدُ الخطو نحوي.
*
يفور،
ليفوز بي.
*
ما أن أغادر عيني،
حتى تفيض الظلمة ضدي،
لأجابهني وحدي.
*
خسارتك الوحيدة،
أنك لا تتأسى لك.
*
أصابع البيانو تتفاوت في رنينها
و
أصابعكم تتناوب دوماً على ذات الرنين.
*
للضحكة هوجة البحر
للدمعة هجرة الموج.
*
لا أندم،
لئلا أستذكي منتدى الألم.
*
أطفو حالما أستتب.
*
لهب يخون الهواء،
ليحتميه.
*
قداسة النبيذ تتحقق في دهس عنب حر.
*
كلما واريت مغتواي
تماهى بمبتغاي.
*
للطفلة أشرعة عسيرة لا تأتمر لغير غيها
ليتني،
لم أخاصم عنف مراميها.
*
لي قلب شغوف بهدرالجبال
كلما رآها تبتعد عنه
راح يتسق بظلالها المديدة.
*
أحببت روحاً طليقة بما يكفي،
لتتنمر ضد مأواي،
و مع ذلك،
أسهمت بإنسراح عراها
لئلا تستبد بحرية عراي.
*
كل قبلة تشيع،
لا سيد لها.
*
ليس لنا،
كل أثم لا يستغفر ضحاياه
لا يهتم بتناول قداس نواياه
لا يديم ردم خطاياه
لايرانا في مستقر المذبح نراه.
*
لاشأن لنا بمرمى خطى لا ترانا.
*
احتملت طويلا عبء الضجيج،
عربدة حديد العربات،
حتى كاد صدري يتهتك بمنتهاه
و ما احتملت أبداً،
هول صهوك الثاقب طاقة قلبي،
آن يرسي لك هدير ثناياه.
*
أياك أن تباعد فتون أصابعك،
عن فراغات تنتشي بمجونها الراحل
بين غوادرأصابعي.
*
تتضرع الشهوات كلها،
حتى تقترب لتستعلم لسع منتواها.
*
كيفما كنت أحبك،
لا تستثرني بتفاسيرك و لا بلغوك الفريد
بل استنزل.. لعناق أقدار تفريك.
*
تكدرت،
حينما تذكرت كم هو مهذار و محتال هذا الشعر.
*
و أنا أنهل من جفاء احتمالك
لا أعرف لماذا تنتابني
عذرية لا تقاوم.
*
لئلا أنهي هذا النص
بدا المطر الكسير،
يكسو صمت الكون.
*
قليل من التفاسير لن تضير سدنتكم
هكذا،
أخرج للشرفة و أدع المطر ليكسوني
لكونه رسول السماء الوحيد الذي يحدونى
بحريرته و ملساته و كفايته ليباسي،
لذا أدعوه دوماً،
لمراوغة موهبة تستدعي الظن به.
*
لا أتحدى الليل،
رأفة بي على الأقل
أدعوه لمجايلتي،
محاكمتي إن شاء،
منابزتي إن لم يشأ،
لكوني أخافه،
أهادن آهاته،
أعصيه،
أستبق معصيته،
لأبدو له.
*
ما يغريني فيك،
قدرة عطرك على التغاوي بما يغريك.
*
اعتدت أن أحتضن الأشجار منذ وقت قديم بالفعل،
كنت أضمها بكلتا يدي ،أتنسم نسغها حتى الموت
لأورق مثلها، لا أدعها تبتعد عني
بل أبالغ في ضمها،
كأني،
في سكرة الخلق أنتشي بخضرة قلب لا يدركني.
*
طفلي يوسف باح لي بخوفه من الله،
فبحت له بخوفي منه،
دون أن أستدرجه لمعناي.
*
القش لا يعلم الحقل،
إنما بقدرة القمح يتعلم منه.
*
أقسى الكلام،
قتل الآخر بتحريم ينتهك حريته
و أقسى الفعل،
تجريمه بإلغاء كلامه.
*
أحب الخريف
لا لكونه يعري الطبيعة
بل لكونه يكتشف مذاقاً آخر له.
*
كل صباح أنهض من سرير الحلم
لأشتعل بسريرة الوهم.
*
للرملة قدرة على تفسير البحر كله
لو تحصلت على حرية بوح الموج.
*
بجلد عميق كأنها الكهنوت
تتوتر العنكبوت وهي تقيس الفراغات
بوكر الضحية،
لا تكترث بعالمنا الضحل
بل تواكب مهنتها على مهل مكر يرتويها.
*
عباد الشمس لا يستدير نحو الشمس
كما نتوهم،
لكنه يستنير به،
ليوحي لنا و للشمس بكونه يوافي الأمر.
*
أوان الحب،
قابلية القلب غامضة كأنها بلا مسعى
غير كسره.
*
أجلُ ما أجنى من صمتي
صدى هذا الكوكب الصارخ
ضدي.
*
وحي بخيل يتنزه بما يكفي
لأجير حدوثي بصريح حبري الأكيد.
*
وجع كفيل برنين كبدي
كلما رأيت طفل يبكي.
*
قتيل يراهم يجفلون لمرآه
ليغادر عنفهم الجلف
يظل يرتاد هواء آخر لم يعتادوه.
*
مشكل الشعر،
قدرته على التلاشي قبل أن تراه عين المعنى الذى تخافه.
*
الملح تعبير المادة عن مدى صبرها على البحر.
*
غاندي العاري من وقته،
لا يقل عن كل ذبيح إكتشف مدى حرية شعب يتسع لقتله.
*
العشب طريح الريح،
كلنا يعرف ذلك
لكن مالا نعرف عنه،
انه من يستنهض كل هذا الفعل.
*
للشك قميص داثر
أول الخطو يتقمصه
و آخره يستبيه.
*
أفيق كل ليلة لأرى الليل.
*
لامني الموت عندما استهمت به
لازمني و أغمدني في عطير كفن
راح يستبسل بي كلما رامني
أفيض بي.
*
مذ أستكفيت بمهارة الفيوض
و أستنرت بموازين القوى
لم أعد أصغ لأحد
لست شاردة و لا حصيفة بسراياكم
لأقد من لوازمي غية النزوع
يكفينى ما يستأمربي.
*
تنبت الأرض سلاحها العاري
و نصوغ سلاحنا الضاري
هي تواكب نبض الكون
ونحن نتكاسر بما تبقى منا .
*
للعنكبوت قدرة تستهوي الزوايا
أقلها تشكيل البيت بحرير ساهي،
عن هندسة لا تساوم تشريف الزوايا.
*
الشرنقة قبل أن تهشم مأوى الحب
تسال أجنحة عمياء تلتذ بجثمان ضار
إلى كيف؟
*
الثعالب ذوات الفراء
تخفي الثلج عنا و الجوع عنها
لئلا نهتم بمصيرنا الجائر
و لئلا نلج خفاء عداها.
*
أحب فيك جرمك و قتلاك و سكينة هولك
كأنك حليف موتى الصعب،
بلا محلفين و لا قضاة و لا منصة
وحدك المتهم البريء الطليق الفريد
و لا غيرك أحداً متهماً ألاي.
*
تنظيم طاغ
يقسرنا على السكون
و الإلتجاء لمكاسر النفس
لماذا؟.
*
البئر لا يتجمل بعذب الماء و قعر الطين
تراب لا يهتم بصيرورة هبوط الدلاء
البئر يدرسنا معنى الحفر لمغتوى تدريسنا.
*
آه العاشق رحيق المحبة و عطر القبل.
*
للروح اشراقة يتقنها القلب
تشريف يتقد و يعلو بنا،
لنعدو كلية هذا الأفق.
النص من كتاب تحت الطبع بعنوان أسمى الأحوال