***
بمناسبة صدور مجموعتين شعريتين بالعربية لعبد اللطيف اللعبي
شذرات من سفر التكوين
ترجمة مبارك وساط
قصائد فانية
ترجمة عبد القادر الهجام
***
شذرات من سفر تكوين منسي
***
في البدء كانت الصرخة
ومذّاك كان الشقاق قد حل
كان لابد من كائن ناج
متبق من عصر آخر
منتم إلى كون آخر
لم يطله الاندحار
كان لابد من عالم بالتنصت
يرتوي بالصرخة قبل أن يقول:
الصرخة لا تسمع
إنها سابقة على السماع
الصرخة ليست من هذا العالم
حيث النظر
ليس بعد إلا افتراضا
الشَّم لا يكفي لإدراكها
الصرخة أمر كامن
استشراف
عن مبررها
لا تدري إلا اللزوم
عن طول عُمرها
لا تعرف إلا أنها معمرة
الصرخة هي الضوء الأخير
وخاصة رحيله
لم يعلمها أحد
ولا أحد سيعلمها
الكلام يوجزها
حين لا يحرفها
الفجر مسكنها
والليل موطنها
يعلوها دوران الأجرام قليلا
قليلا جدا
وفي خضم الكارثة
لا تضحي مبهورة الأنفاس
لأن للصرخة
حس اللياقة
إنها المعنى
الذي ينضج في جو الرعب
الرسالة التي تدمر نفسها فورا
(...)
ذاك كان فصل الانتظار
القاسي
فصل مديد
شتاء لاهب مضاد للازهرار
ذاك كان هذيان الحمى المبدع
تجاعيد الوليد
والانتظار ذو سمات الحداد
بأساه المزدهر
(...)
ليس هنالك سوى الانتظار
ولغزه
والأسئلة تزدرد الأسئلة
ما يتبقى منها
فلفل لاذع هو طائر تحت اللهاة
دليل على اللعنة تشكله الحجارة
التي يقذف بها أكثر من مرة
لتزجية الوقت
الانتظار كفن
مطروز منذ الولادة.
إقرأ أيضاً:-