(نص تجريبي)
حبيبتي،
لم أعد أستعمل البارفان الباريسي
ROCHE NOIR
لم أعد أكوي القميص
المرآة لم تعد تحدق بي
سريري لم يعد يهتز
أما يدي فصارت عاطلة عن التلويح
أكتفي بالنظر إلى زجاجة الفودكا المتغيرة ألوانها
و إلى العالم من الطابق العاشر
و الذي أتمنى انكساره المحتمل
قريبا …
في السبت المقبل
أعلم تماما أنك ستسألينني لماذا يوم السبت بالضبط
أليس السبت خدعة الأسبوع؟
و إلا كيف تفسرين أن عيني أمست محض افتراض.
حبيبتي،
لم أعد افتح النافذة
فالنوافذ بدون امرأة حكايات غير مكتملة
…
ضوء لمبات النيون لم يعد يتراقص
الغرفة تحلق في هدوء
الدب القطبي ينظر إلي متخشبا
ألمه عميق
و الغيمة ترقبني من خلف الباب
…
لن أغامر بالإمساك بالحياة مجددا
أنت تفهمين بالطبع ما أقصد
لأنك تقاسمينني النوم و شمس الحجرة
تقاسمينني الأخطاء الهائلة
و
فرشاة الأسنان
حبيبتي،
من المفترض أن يحدث العكس
من المفترض أن تأتي في الحلم و نقفز من العالم ثم نركض كأرنبين
تفهمين
تفهمين أن النوافذ استعارة لأزرار فستانك
العالم ” باب بآلاف الصحاري أبكم و بارد” _ هكذا قال نيتشه على ما أعتقد-
طيران الغرفة سؤال شخصي
ضوء لمبات النيون الذي يتراقص هو تهديد لخصلة شعرك المرتجفة من الانتشاء
الغيمة التي ترقبني من خلف الباب= اللذة الأبدية
يا له من رومانسي فاشل هذا الشاعر !
يكتب عن غرفة طائرة صوب الغسق
عن غيوم بنهدين نافرين
عن دببة حزينة
عن أزرار قميص نوم
عن قمر في الحجرة
عن أشجار سرو و حدائق توت و طيور وهميين
و لا من أحد يستمع اليه
و العجيب انه يستحضر ذاك المجنون فريديريك نيتشه.