"كل موجة من الهجومِ أسميها تفاحة الغواية..
أمقتُ الأسلحة ولا أحسن الحرب،
وليس لديّ جنودٌ ولا سُعاة، وحدي
كلما ارتدت هجمة أسعفتُ الجرحى،
وبعثت بالأسرى مدججين بالهدايا"
القلعة، قاسم حداد
***
ماذا أفعل هنا يا آرثر رامبو؟
ماذا أفعل هنا؟
لماذا علي أن أنتظر في هذا الموقف
الذي أسمه الصمت؟
الباص الذي كان سيأخذني إلى المعبر الضيق
غرق في مجرى الشمس
قل لي بحق الجحيم يا آرثر رامبو
من تلاعب بالنجوم، بالخرائط و بالحياة؟
وهل نحتاج فعلا إلى حمار خوان خامون خيمينيث
كي نعلم أن العالم
غنيمة حرب؟
لا تقرأ نيويورك تايمز
للعالم زعانف
مثل الثور المجنح في الأسطورة
واحدة اسمها الغموض
و أخرى اسمها المجهول
)هذا أعمق ما كتبته نيويورك التايمز
في عمودها بخصوص العراق (
هذا لا يعني أن قصيدة ادونيس
التي تكتب من النقطة المعتمة من ضوء الشمس
عصية على الإدراك
لا علاقة لاستعارة أدونيس التي ترى بلا عينين
بالسيارات المفخخة
التي لا تدع خيارات أخرى للخصم
لا تقرأ نيويورك التايمز
)إنها تجر العالم من شعره. (
اقرأ أنا و بلاتيرو
كي تعلم أننا غرباء نسبح فوق الخيال
الغيوم أيضا تسكر
الشعراء مراسلو حفيف الفراش
لغتهم لا تفهما سوى الحانة و أرواحهم كما الإسفنج
تسبح بين الذات و النص
قصائد سعدي يوسف
مثلا
في الشيوعي الأخير و هو يشيع آخر قناديل البحر الذي يلج بالشجن
نحو المجهول
لا يمكن أن نفهمها إلا إذا سلمنا بالأمر الواقع
الغيوم أيضا تسكر
الغيوم تطارد المطلق كغنيمة في شارع خيالي
كما أن "قصائد" كارل ماركس أيضا
لا يمكن أن نفهما إلا بعد قراءة التقرير السري ال سي اية ايه
انه هامش النص
و وجهه الآخر السياسي
الشعراء حينما كانوا أطفالا
كانوا يهربون من تحية العلم المدرسي
و يشتمون مدرسة الكيمياء لأنها ليست واقعية تماما
حين كبروا بغتة صاروا يحبون البيرا الألمانية و قضاء الليلة
صحبة نادلة الحانة التركية
و لأنهم يحبون النساء كثيرا فهم لا يتزوجون
الشعراء أعشاب جميلة مصابة بالاكتئاب اللغوي
فهم ينظرون عميقا للبحر مثل احد المحاربين الرفاق القدامى
يرون في المرأة نافذة مفترضة
و في وحشة العنب أسئلة الوجود
الشعراء ديدان القز ملتفون حول التفاحة المشبوهة
لذلك فشتاؤهم يأتي دائما ملفوفا بالعصافير
الشعراء لا يذهبون إلى السينما
إنهم يتفرجون على شفرة دوفنشي على الأقراص المدمجة المزيفة.
إنهم أصدقاء حميميون لببغاء جون سليفر في جزيرة الكنز.
تلك النار ليست من العدل في شيء
1
حين أراك
تختل علي أبعاد الواقع
قلبي يدق بشكل أسرع
ذئب ينهض من الشرايين
كريات حمراء تغزوها شهوة الليمون
2
من يديك،
أشرب الماء و العطش معا
3
بعينيك نصطاد
العدم ملفوفا بالأبدية
4
أفك أزرار فستانك كي أفهم العالم
و أعريك حتى
يشتهيك الموت
5
تظنين أن جسدك هو ساعة جدارية للعالم
و من حضورك ينبعث
الداخل و الخارج
هل فعلا الوقت يستدير نحوك و يبتسم
و الشعر يستدير نحوك و يبكي؟
6
بدونك أنا قاعة انتظار
لا أعرف كيف أجيب العالم
و هل فعلا ذلك أمر ضروري
لا أعرف كيف أفكر
و هل العالم فعلا هنا بمحض الصدفة كي نفكر فيه
لا أعرف كيف أجلس
و هل هناك فعلا مكان
أأمن منك
لا أعرف كيف أتمدد
و هل الأمر يستحق فعلا ذلك
من دونك
أنا الخارج
أنا الليل
أنا الإنسان النار
7
أقيم في خوف شجرة. ربما تكون من فصيلة السرو
لا أدري
على بعد خطوات مني، الغياب يترصد وجهك
أهديك الشباك
لكي تتعلم قصيدتي المفاجأة
دعي يدك فوق الليل
من الممكن أن يطلق العالم وديانه
في أرصفتنا
و نهرب
8
تلك النار التي بيننا والتي تلتهمني مثل القش
تلك النار التي ترقص تحت جفنيك الوقحتين
تلك الفاكهة لنهديك
ليست من العدل في شيء
9
أحب أن أكتب قصة حياتك بدون علامات الترقيم
و بجمل قصيرة تختزل العالم
مثل جمل بول صولن
لي رغبة أن أحتجزك
في الفراغ
الذي لا يعني شيئا سوى أننا غرباء...
إقرأ أيضاً: