حاوره :عدنان حسين أحمد
استحوذ هاجس الكتابة الكولاجية الحرة والمغايرة علي ذهنية الشاعر والروائي فاضل العزاوي منذ زمن مبكر، ففي منتصف الستينيات فاجأ العزاوي الوسط الأدبي محليا وعربيا برواية مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة كنموذج للنص المفتوح لم يكن شائعا حتى في الغرب نفسه، لكن ظروف النشر السيئة، ومحدودية التوزيع، وغياب الرؤية النقدية هي التي سرقت منه هذا الابتكار، وظلت ماركة النص المفتوح أو الكتابة الحرة مقرونة بالعزاوي بالرغم من الظروف الملتبسة التي كانت تسعي لخنق المحاولات التجريبية.
بدأ العزاوي شاعرا مقلقا زعزع الكثير من القناعات التي كانت سائدة آنذاك، كما سببت طروحاته الجديدة هزات كبيرة في الحياة الثقافية العراقية. كان العزاوي حاضنة حقيقية للتجارب الشعرية الشابة التي اتسعت مضاربها، وأخذت حيزا مهما علي الصفحات الثقافية لمجلة ألف باء التي تألقت كثيرا بفضل خروقاته المستمرة للفضاءات النمطية.
لم يتوقف العزاوي عند كتابة الشعر والقصة القصيرة والدراسة النقدية، بل تعدي هذه الأجناس الأدبية إلى كتابة عدد من الروايات التي انقطع إليها زمنا طويلا ويكفي ان ننوه إلى رواية آخر الملائكة التي استغرقته عشرين عاما. كان العزاوي من بين الأدباء المشاكسين في المشهد الثقافي العراقي، بل ان الكثير من الأدباء كانوا يتجنبون لسانه الحاد الذرب، ويتحاشون المساس به، لذلك لم يتجرأ أحد من النقاد علي تناول أعماله الأدبية بالنقد والتحليل. كان العزاوي، ولا يزال، كائنا مشتعل الأعماق، مدججا بالمشاريع الإبداعية، يواصل عمله ليل نهار من دون ان يتسرب إليه الملل، ويعزو ذلك إلى نشاطه الذهني المتقد. ومن طريف القول ان العزاوي لم يمرض طوال حياته، ولا يعرف فصيلة دمه حتى الآن. هذا اللقاء كان حصيلة ليلة بلجيكية امتدت بنا إلى مشارف الخيط الأول للصباح بعد ان نفدت ذخيرتنا من الحوارات المشتعلة التي أحرقنا فيها العالم علي حد تعبير العزاوي، ولكي أطفئ شيئا من هذه الحرائق غربلت الأسئلة من جديد وتركت له فرصة الإجابة عليها في وضح النهار فكان هذا اللقاء:
يقترن اسم الشاعر والروائي فاضل العزاوي بالتمرد الشعري والحياتي، فلقد دشنت حياتك الأدبية بكتاب مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة الذي يعد كولاجا نصيا يتضمن أكثر من جنس أدبي، أما زلت ميالا للتجريب والكتابة الحرة المفتوحة، ذات النفس التلقائي؟
ــ كنت قد كتبت قبل رواية مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة المئات من القصائد التي لم أنشر سوي القليل منها في مجلات شعر و الآداب و الأديب و المجلة اللبنانية، فضلا عن نشر قصائدي ومقالاتي في المجلات والصحف العراقية. وبرغم انني بدأت حياتي الأدبية شاعرا إلا انني جربت كتابة القصة القصيرة والمسرحية والنقد أيضا، فقد كتبت خلال فترة اعتقالي التي زودتني بأهم تجارب حياتي، ما بين 1963 و1965 مجموعة قصصية كاملة، تركتها في السجن لاستعادتها تاليا، خشية تفتيش متاعي عند إطلاق سراحي، فاختفي كل أثر لها بعد ذلك، مع مئات الصفحات من المذكرات والقصائد. وحينما عملت في الصحافة بعد ذلك أتيحت لي فرصة الاطلاع اليومي علي أهم الاتجاهات والتطورات الشعرية والثقافية الجارية في الغرب، وبخاصة داخل الثقافتين الإنكليزية والأمريكية. ومع دراستي في الجامعة للأدب الإنكليزي قبل ذلك امتلكت معرفة غزيرة بروح الكتابة الجديدة ومعناها في زماننا.
لقد كتبت نص مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة ما بين 1965 و1967 ولكنني لم أفلح في نشره إلا في العام 1969. كان في إمكاني ان أصدر حينذاك ديواني الأول، بيد انني وجدت ان المخلوقات تعكس هواي الأدبي أكثر من أي نص آخر وتشكل كسرا للحدود التي تفصل الأنماط الأدبية ببعضها وخالقا شكله الخاص به، ممتلئا بالكثير من الظلال الفكرية والسياسية والفلسفية المنبعثة من آخر قعر في المخيلة. لقد تعمدت في المخلوقات ان أدمر البنية الشكلية للمادة التي أتعامل معها قبل ان أخلقها حلميا من جديد، إنها تتضمن الكثير من التلقائية، ولكنها تلقائية مدروسة بدقة. وفي ما يتعلق بالتجريب فان كل كتابة حقيقية جديدة هي كتابة تجريبية بمعني ما، أي الخروج علي ما هو مكرر ومؤسس، وما هو عمل استثنائي اليوم يمكن ان يتحول إلى عمل كلاسيكي في الغد. ان عصرنا هو عصر الكسورات والخروقات الكبرى في الأدب والفن والعلم والأخلاق. وبهذا المعني لن تكون ثمة قيمة أدبية حقيقية لكتابة عربية تظل أسيرة أشكال الماضي. حينما كتبت نص مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة في أواسط الستينيات وأشرت في مقدمته القصيرة إلى كونه نصا مفتوحا، لم يكن مفهوم النص المفتوح قد ظهر بعد حتى في الغرب نفسه والذي استخدمه النقاد في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينات، ولكن المؤسف هو ان ظروف النشر العربية البدائية لم تسمح بوصول هذا النص المبكر إلا إلى عدد محدود جدا من القراء، مما دفع دار الجمل الآن إلى نشر نصه الأصلي الذي كان قد طبع في العراق قبل 31 عاما.
سيلان صور مجانية
في أغلب قصائدك ثمة بنية قصصية وحكائية وثيمة متنامية، هل تتعمد هذا المزج بين جنسين أدبيين، وكيف تنظر إلى القصائد المفككة التي يكتبها الشعراء المحدثون الذين يعتمدون علي المفردة الحسية والمشاهد البصرية التي ترتبط بخيط غير مرئي يشد وحدة القصيدة؟
ــ ان إحدى مشاكل القصيدة العربية الحديثة، وبالذات القصيدة النثرية، هي أنها تبني نفسها في الأغلب علي صيغة المناجاة الذاتية الرومانسية التي تغري الشاعر بحرية الانتقال من قول إلى آخر ضمن شكل فضفاض يقوم علي سيلان الصور المجانية، وهو أمر يكاد يكون مشابها للقصيدة العمودية التي تقوم علي وحدة البيت، لا علي وحدة الموضوع وتمتلئ بكل ما يمكن ان يخطر في بال الشاعر، مثل جراب الشحاذ الذي يرمي بداخله كل ما يحصل عليه، مع هذه القصيدة انهار ذلك العنصر الضروري الذي قام عليه الفن الحديث كله، وهو وحدة الموضوع، حيث للكلمة دورها في السياق العام لقول القصيدة، ولكل حركة لونية علاقتها البنيوية بالتشكيلة الكاملة للوحة، ولكل ضربة صوتية أثرها الكامل في الإيقاع العام للقطعة الموسيقية. وبالطبع يمكن للشاعر ان يحقق وحدة القصيدة بوسائل مختلفة، تعتمد علي مهارته كشاعر، بيد ان الأمر ليس كذلك دائما، إذ يمكنك في الأغلب ان تحذف مقاطع كاملة منها من دون ان تحس باختلال الشكل أو حتى ان تستبدل مقطعا بمقطع آخر أو أن تضيف مقطعا من قصيدة لشاعر ما إلى مقاطع لقصيدة من شاعر آخر ويظل الأمر مألوفا. وإذا كانت للقصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة أمراضهما، فان المرض الأخطر الذي أصاب القصيدة النثرية العربية هو النمطية ووهن الشكل الواحد، في حين ان فكرة قصيدة النثر تقوم في الجوهر علي غني أشكالها وتعددها اللانهائي.
لقد جهدت منذ البداية ان اكتب قصيدة أخري لا تختلف عن قصائد الشعراء الآخرين فحسب وانما تمتلك كل قصيدة مفردة ما يميزها عن سواها من قصائدي ولها فكرتها الخاصة بها ضمن بناء يصعب ان تحذف كلمة واحدة منه. ان استخدام البنية القصصية في بعض قصائدي لا علاقة له في الحقيقة بالجمع بين جنسين أدبيين وانما برؤيا القصيدة ذاتها لموضوعها وطريقتها في الكشف. وفي النهاية فان في كل قصيدة، مهما كان شكل تحققها، قصة ما، تشكل البؤرة التي يبني عليها الشاعر عمله.
في ديوانك الشجرة الشرقية قلدك شعراء كثيرون، إذ كتب حميد سعيد مملكة عبد الله وكتب ياسين طه حافظ عبد الله والدرويش فيما كتب خالد البرادعي عبد الله والعالم وكتب عادل قره شولي هكذا تكلم عبد الله ، ما الذي أغري هؤلاء الشعراء في إيقاع تجربتك الشعرية في منتصف السبعينيات؟
ــ ليس هؤلاء الشعراء فحسب، ثمة شعراء آخرون أيضا وقعوا تحت أسر ديوان الشجرة الشرقية الذي صدر في العام 1976، هذه الدواوين التي استعارت حتى اسم بطل ديوان الشجرة الشرقية صدرت في الثمانينيات والتسعينيات، وبعضها حائز علي جوائز أيضا. لا شيء يضيرني في هذا الأمر سوي تقصيري في إعادة طبع أعمالي وضعف متابعة النقاد العرب للظواهر الأدبية. انني اعتبر الشجرة الشرقية عملا متميزا بشكله وبنائه وموضوعه وإيقاعه وروحه في الشعر العربي الحديث، وهو عمل أثار انتباه بعض المستشرقين الآن بعد مرور ما يقرب من ربع قرن علي صدوره، مما جعلني أنقله كاملا إلى اللغة الألمانية وأنشره في عام 1998 ضمن نص هو ليس ترجمة حرفية وانما إعادة صياغة له.
في قصيدتك المدهشة كل صباح تنهض الحرب من نومها والتي كتبتها ونشرتها عام 1986 تنبأت بحدوث حرب الخليج الثانية، إذ قلت في المقطع الخامس قادسية قادسيتان، متي الثالثة؟ هل تعتقد ان النبوءة هي صفة ملازمة للشاعر المبدع الذي يستبطن الأشياء ويراها بعين مغايرة؟
ــ كان رامبو هو الذي قال ان علي الشاعر ان يكون رائيا مثلما تحدث عن الشاعر الذي يصل إلى المجهول، وفي رأيه ان الشاعر الذي يفهم روح زمنه وقبل ذلك نفسه، بكل توجهاتها الداخلية، محكوم بأن يجعل اكتشافاته تشم وتحس وتسمع. في قصيدة كل صباح تنهض الحرب من نومها نبوءة أخرى ربما كانت اكثر إيلاما:
ما بين حرب وحرب
يكبر منفانا ويصفر الوطن.
ما وقع جائزة ديوان الشعر العالمي الأمريكية التي منحت في العام 1997 لديوانك في كل بئر يوسف يبكي الصادر باللغة الإنكليزية علي فاضل العزاوي؟ هل تعني لك شيئا مهما وهل ترضي غرورك كشاعر مشحون بالطاقة الإبداعية التي لا تنضب؟
ــ لا شيء، انني لا أكتب لأحصل علي أي جائزة في العالم ولا لأرضي أحدا ما، جائزتي هي المتعة التي أجدها في الكتابة ذاتها. لست موهوما حول ما أنجزته حتى الآن وأشعر بالقلق في كل مرة أكتب فيها عملا ما، ثمة كثيرون يعرفون كيف يسوقون أنفسهم مثل أي بضاعة، حيث يصبح التسويق هو الغاية، لكن ما يهم الشاعر أو الكاتب الحقيقي ليس الشهرة ولا حتى المجد الذي تجلبه الظروف الطارئة، كما هو عليه الأمر في العالم العربي، وانما قناعته هو نفسه بالعمل الذي يكتبه. قال جان بول سارتر ذات مرة ان علي المرء ان ينتظر مرور قرن علي الأقل علي عمله ليتأكد مما اذا كان ما أنجزه يستحق البقاء حقا.
كتبت سيرتك الذاتية من خلال قصيدة أشهد أني عشت حياتي التي كشفت فيها المستور وقدمت اعترافات لا حد لها أوشكت ان تعري أعماقك كشاعر، تري هل تبقي للشاعر من أسرار بعد كل هذا البوح الإبداعي الذي استمر أربعين عاما؟
ــ ثمة أسرار كثيرة هي أسرار الإبداع نفسه، نشرت حتى الآن اكثر من عشرين كتابا، ومع ذلك فإنني لم اكشف سوي عن جزء مما أستطيع إنجازه، أما قصيدة أشهد أني عشت حياتي التي ألقيتها في بعض الندوات الشعرية التي أقيمت في مسقط وأبوظبي ولندن والدار البيضاء، وهي قصيدة غير منشورة حتى الآن، فتتضمن اعترافات شاعر يشعر انه فعل كل شيء في حياته من اجل ان يظل وفيا لنفسه، مثلما تكشف عن كبريائه في مواجهة النسيان المفروض عليه.
تجاوب الجمهور
في مهرجان يوم الشعر العالمي بالمغرب شجعك الشاعر الهندي تانكور علي ان تتحول إلى سياسي محترف، ما الذي حفزه لان يوجه لك مثل هذه الدعوة الغريبة؟
ــ يبدو انه اعجب بالطريقة التي ألقيت فيها قصائدي والطريقة التي تجاوب فيها الجمهور معي، ان إحدى مشكلات القصيدة الحديثة هي ان الشعراء لا يعرفون كيف يلقون قصائدهم علي الجمهور.
في قصيدة كيف تكتب قصيدة سحرية؟ اعتمدت علي بث الدهشة في نفس المتلقي، كما عولت علي صدمة وزعزعة توقعات السامع في قصيدة صباح الخير أيها الله هل هذه الزعزعة مقصودة لذاتها أم أنها سمة أسلوبية لديك؟
ــ انني لا أحب القصائد الجادة العبوس، ذات الدم الثقيل واليقينيات المطلقة، وقد عرفت منذ البداية قيمة المفارقة والفاكهة في تبديد القتامة الشعرية وانغلاق المعني، قد تصدم قصائدي القارئ، بيد انني لا أتعمد الأمر، ان ما اسعي للعثور عليه هو الصاعق اللغوي الذي أفجر به الفكرة التي آمل ان يصل إشعاعها إلى القارئ.
دخلت السجن بسبب قصيدة
كيف تتعامل مع جملة الاستهلال في النص الشعري أو الروائي، وهل تشكل هذه الجملة عقبة أمام الشروع بالنص، بمعني آخر، كيف تقدح شرارة النص في داخلك؟
ــ يعتبر ماركيز الجملة الأولى مفتاح الرواية التي يكتبها، أما أنا فأعطي اعتبارا خاصا للبداية التي تتجاوز حدود الجملة الأولى، مدركا أهمية ان أحدد للقارئ منذ البداية شكل ومستوي اللعبة التي أنوي القيام بها معه، انني أفكر كثيرا في العالم الذي أعكسه في أعمالي، أحيانا تتراكم المادة في الذهن، ولكن الشكل يظل غائبا، مما يعني ان ثمة نقصا في الرؤيا، فقط حينما تجد المادة شكل تحققها الأفضل ضمن الرؤيا التي يقصدها الكاتب تصبح الكتابة ممكنة، لقد احتجت إلى أكثر من عشرين عاما للعثور علي الشكل الذي كتبت به روايتي آخر الملائكة . كل عمل فني من الشعر إلى الرواية هو في الحقيقة لعبة خلق، أحيانا يترك تغيير جملة واحدة في رواية أثره في كل الفصول الأخرى، وحينما أغيّر كلمة في مطلع قصيدة أو في خاتمتها يتوجب علي البحث عن العلاقات الجديدة التي نشأت بسبب ذلك.
أعتقلت عام 1971 بعد ان ألقيت قصيدتك المعنونة أنا الصرخة، أية حنجرة تعزفني؟ في جمعية التشكيليين ببغداد، هل كنت تتهجم فيها علي حزب السلطة حقا أمام جمهور كبير صفق لك، وفيه الكثير من البعثتين أيضا؟ ولماذا أطلق سراحك بعد فترة وجيزة؟
ــ انني لا أكتب قصائد أتهجم فيها علي أحد، ولكن قصائدي أثارت دائما بلغتها ونبرتها ورؤياها أدلاء الأرواح الضالة من كل الأصناف، فقبل هذه القصيدة أيضا أثيرت ضجة حول قصيدتي الطويلة نزهة المحارب وأصدر اتحاد الأدباء بيانا ضدي بعد إلقائها في أمسية لاتحاد الأدباء العراقيين، ففي حين كان السائد عند الشعراء الأيديولوجيين حينذاك كتابة قصائد ساذجة عن قطار الأحلام الذي سيقل العراقيين إلى الجنة كانت قصائدي تتحدث عن الآمال المغدورة والأجيال المطعونة:
ماذا أفعل يا جيلي؟
حتى أمنع عن وجهك هذا الليل المحرق، يعبره الأعداء إليك، يدرسون عليك بأحذية الفولاذ، يزورونك في النوم، ينادونك بالحب وأنت ضحيتهم؟
.................
ماذا أفعل يا جيلي
وأنا بين الغرباء أسير غريبا
يطردني الغرباء لأني لم أحمل شارة صلبي.
أجل، اعتقلت حينذاك لفترة وجيزة، حيث جري اقتيادي من قبل رجال الأمن من مكتبي في مجلة ألف ياء ، بيد انهم أطلقوا سراحي، بسبب الضجة التي آثارها اعتقالي بين المثقفين العراقيين، فضلا عن التدخل السريع لبعض كبار قادة الحزب الحاكم والدولة في الأمر، تجنبا للفضيحة.
عملت محررا ثقافيا ومديرا للتحرير في مجلة ألف ياء للفترة من (69 ــ 76) وكنت تشجع الشعراء الشباب كثيرا وتنشر لهم باعتداد وجرأة، هل لأنهم كانوا يشكلون صدي لتجربتك أم انك كنت تجد نفسك في تمردهم، وأنت المتمرد الأكبر بين شعراء جيلك؟
ــ لم أفعل ذاك لكونهم صدي لتجربتي وانما كأخوة في الإبداع، وبرغم انني لم أبخل علي العديدين منهم حتى علي المستوي الشخصي بكل ما يشد من أزرهم في العملية الإبداعية والثقافية ويفتح الطريق أمامهم إلى مستوي جديد في الكتابة فإنني أردت لهم ان يكونوا مبدعين ومثقفين حقيقيين، يدافعون عن حرية كتابتهم وحقهم في استقلالية رؤياهم الإبداعية، بعيدا عن كل التحديات الأيديولوجية التي تخضع الإبداع للتعصب السياسي الأعمى. وإذا كانت تجربتي قد ساعدتهم حينذاك علي الأقل علي امتلاك رؤيا نقدية عميقة للحياة خارج حسابات الربح والخسارة فهو أمر سوف يجعلني اشعر الآن أيضا بأن ما قمت به في العراق لم يذهب عبثا في النهاية. انني أتلقي حتى الآن رسائل من شعراء وكتاب يعيشون داخل العراق ويتابعون أعمالي بكل اهتمام ومحبة كما لو كنت ما أزال بينهم، هذا وحده يجعلني أشعر انني ما أزال أعيش.
هل صحيح ان النقاد يهابون فاضل العزاوي، ولهذا لا يتناولون أعماله بالنقد والتحليل، كما يري أحد الشعراء الكبار من أصدقائك، أو انك المبدع العربي الوحيد الذي لم يكن عنده ناقد، كما أكد ياسين النصير؟
ــ لا أعرف ان كان النقاد يهابونني، لقد قال لي ذلك الصديق الشاعر محمود درويش ممازحا ذات مرة، وهو يقرأ ردا لي علي أحدهم. كلا، اعتقد ان الأمر يتعلق بما هو أكثر من ذلك، فقد ظل النقاد طيلة عقود يحللون قصائد رواد الشعر الحر بمصطلحات أصبحت بالية لكثرة تكرارها وفقدت حتى معناها، أما دراسة الظواهر الشعرية والأدبية الأكثر حداثة وبالتالي تعقيدا فكانت تتطلب مفاتيح جديدة للوصول إليها ومستوي آخر من الوعي بالنص الجديد، يتيح للنقد نفسه ان يكون شريكا في اكتشافه وخلقه.
وفي الحقيقة يصعب الحديث منذ عقدين علي الأقل عن وجود نقد عربي، فما ينشر في العادة في الصحف ليس سوي مراجعات واستعراضات انطباعية سريعة، تكاد تخلو من أي قيمة نقدية، وليس من النادر ان يكتشف المرء ان بعضهم لم يقرأ حتى الكتاب الذي ينقده.
هناك أسباب شخصية أيضا تتعلق بي قبل كل شيء، فقد أهملت دائما نشر أعمالي بالطريقة التي تجعلها في متناول الجميع، بعض هذه الكتب نشر قبل عقود وبعضها الآخر لم يوزع أساسا بطريقة جيدة، فاختفي تماما عن الأنظار، ولذلك أفكر الآن في إعادة طبع كتبي لجعلها في متناول القارئ والناقد علي حد سواء، ومع كل هذه المشكلات العملية فان الأمر لا يخلو من أبعاد سياسية وثقافية تتعلق بمواقفي التي اتخذتها حتى الآن منذ مغادرتي العراق قبل حوالي ربع قرن، فقد دافعت عن حريتي ككاتب ضد كل الوصايا المقدسة مثلما رفضت الدخول في لعبة المافيات الأدبية العربية التي لا يهمها من الإبداع سوي نجومية أبطالها الطارئة.
قيمة الرواية
لديك رأي مفاده ان بعض الروائيين العرب يكتب بعقلية القرن التاسع عشر، هل يعني هذا انهم لا يتتبعون حركة الرواية ومسارها في العالم، ما هي أسباب هذا القصور بوصفك روائيا تكتب بنفس حداثوي واضح؟
ــ لا يمكن لأحد ان ينكر حقيقة ان الرواية العربية حققت إنجازات كبيرة في نصف القرن الأخير، لكنها ظلت عند ابرز ممثليها أسيرة فكرة الانعكاس الاجتماعي أو التصوير التاريخي في إطار مفهوم الواقعية النقدية، وهي مرحلة تجاوزتها الرواية العالمية منذ زمن طويل، معظم الروايات العربية تحاول تقديم صورة فوتوغرافية عن الواقعين الاجتماعي والتاريخي وضمن مقولات سياسية محددة سلفا، في حين تستفيد الرواية الجديدة في العالم من كل المعارف العلمية والفلسفية والفنية واللغوية المتوفرة في زمننا، ليس فقط في اختراق الداخل الإنساني وانما في تشكيل منظور جديد إلى الحياة ذاتها، وفي الوقت الذي يبتكر فيه الروائي العالمي الشكل الخاص بروايته وطريقته في بنائها، ساعيا للوصول إلى ما لم يصل أحد قبله إليه، يفضل الكاتب العربي الالتزام بمثال رواية القرن التاسع عشر الطبيعية، معتقدا ان قيمة روايته تنبع من موضوعها وحده، ولذلك لم تفلح أي رواية عربية حتى الآن في ان تشكل إضافة فنية إلى حركة الرواية في العالم.
هل صحيح ان الرواية العربية لم تكون بعد هوية خاصة بها بالرغم من المنجزات الروائية العديدة التي كتبها مبدعون عرب، فإذا كان الاسبانيون يفخرون بـ دون كيشوت ، فنحن نفخر أيضا بـ ألف ليلة وليلة التي تعتبرها أنت واحدا من أهم الأعمال التي انتجتها البشرية، بماذا تختلف الرواية العربية عن الرواية الإنكليزية والروسية والفرنسية ورواية أمريكا اللاتينية؟
ــ اجل، يمكن للعرب ان يفخروا بـ ألف ليلة وليلة مثلما يمكن للإنكليز ان يفخروا بأعمال شكسبير والألمان بفاوست غوته والإيطاليين بالكوميديا الإلهية لدانتي والأسبان بدون كيشوت لسرفانتس والفرنسيين بـ البحث عن الزمن الضائع لبروست والايرلنديين بـ يوليسيس لجيمس جويس، الأدب العربي أحد أكثر الآداب الحية قدما وتنوعا وغني، وقد أعطى العرب الكثير للحضارة الإنسانية في الماضي، ولكن الأمر يختلف في ما يتعلق بالرواية، بمفهومها المعاصر، الرواية فن جديد ظهر في عصرنا الحديث ويرتبط بحركة الحداثة التي بدأت قبل ما يقرب من خمسة قرون، حينما كانت الحضارة العربية قد انهارت تماما. وبرغم ظهور بعض المحاولات الروائية العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر فإنها لم تبدأ تماما إلا في القرن العشرين.
ومع ذلك فان الطابع الكوني للثقافة في زمننا قضي علي هذه الفجوة التاريخية، فالكاتب العربي الآن لا يقرأ روايات نجيب محفوظ أو طه حسين وحدها وانما أيضا روايات دستويفسكي وهمنغواي ومالرو وبوروز وجويس وموسل وتوماس مان وكيرواك... الخ، وفي إمكانه أيضا ان يمتلك كل المعرفة المتوفرة لزميله الأوروبي وان يدرك روح عصره، بل يستطيع إغناء هذه الروح بعناصر ثقافته القومية الخاصة. وربما كانت الصعوبة تكمن في عجز العرب حتى الآن عن بلورة مفهوم سياسي ــ اجتماعي وثقافي للحداثة، يؤهلهم ليكونوا جزءا فاعلا في حركة زمنهم، وهو أمر يرتبط بالصراعات الدائرة داخل المجتمعات العربية والتي سوف تحل مع الزمن.
الاهتمام بالنهاية
أنت تركز كثيرا علي النهاية في كل أعمالك الروائية وحتى في قصائدك، ما سر هذه العناية الفائقة بالجملة الختامية؟
ــ ترتبط النهاية عندي بالطريقة التي أكتب بها العمل، حيث يظل التوتر قائما حتى الفقرة أو الجملة أو الكلمة الأخيرة التي ما يكاد يبلغها المرء حتى يتوهج العمل كله ثانية ربما بطريقة لا يتوقعها المرء، وهو يرتبط بالمعني الفكري الأعمق للرواية أو القصيدة. من دون ذلك يفقد العمل الكثير من امتيازه. في مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة يتكرر المدخل حرفيا، فاتحا الطريق لرواية أخرى يمكن ان يرويها القارئ نفسه، وفي القلعة الخامسة تشير النهاية إلى فكرة الدائرة المرتبطة باستمرار الإرهاب الذي تتكرر من خلاله الضحية، وفي آخر الملائكة تظل النهاية مفتوحة مثل الحلم نفسه.
برهان عبد الله، المنقذ، والذي شبهه الناس بالمهدي المنتظر لم يمت، رغم ان جنود يأجوج ومأجوج قد حاصروه من كل الجهات، إذ انه يرفع يديه ويحلق بهما عاليا، هل تعتمد إنقاذه من الموت كونه يمثل الأمل الذي تشبثت به العامة من الناس؟ أم هل جاءته قوة سحرية وأنقذته من موت مؤكد؟ ولماذا اعتمدت المشهد الحلمي في نهاية هذا النص الروائي المثير؟
ــ كلا، لا يتعلق الأمر بقوة غيبية سحرية أنقذته من الموت ولا حتى بالأمل الذي تتشبث به العامة من الناس، كل ما في الأمر هو انه ما كان يمكن له ان يموت بعد ان اكتشف الحقيقة، صحيح انه شهد نهاية كل الأشياء الجميلة وعاش ما يشبه أهوال يوم القيامة، بل وفقد كل فرصة للنجاة إلا انه تشبث بكبريائه واخلاصه لنفسه عندما خجل من ان يتواري كالآخرين داخل الحفر والمغاور. قوته الداخلية هي التي جعلته يحلق عاليا مانحا الأمل للعامة الذين سوف ينتظرون عودته ثانية ذات يوم.
المشهد الحلمي لا يقتصر في الحقيقة علي النهاية وحدها وانما يشمل الفصل الأخير كله، وهو في رأيي يشكل ذروة الرواية، وقد بذلت الكثير من العاطفة في كتابته حتى انني كنت أمرض وأصاب بالحمى بعد الانتهاء من كتابة أي مقطع فيه، لا اعتقد ان أي نهاية أخري غير تلك النهاية كان يمكن لها ان تعكس روح العمل وتعمق أسراره الخفية الكثيرة.
الميتا واقعية
أنت كاتب ميتا واقعي يعتمد في نصه الروائي علي بنية واقعية وأخري روحية، ولكنك تميل إلى كتابة النص الملحمي كما في رواية آخر الملائكة التي تستدعي البحث في الميثولوجيا ورصد التوليفة الاجتماعية التي تتشكل منها مدينة كركوك والنبش في الإرث الشعبي، فضلا عن وجود الحس الفنطازي، كيف استطاع فاضل العزاوي ان يوائم بين هذه الأضداد؟
ــ مفهوم الكتابة الميتاواقعية هو أكثر شمولية ودقة مما عرف في كتابة أمريكا اللاتينية بـ الواقعية السحرية ، وهي تسمية شعرية مقتبسة أساسا من السينما الإيطالية، بعكس الميتاواقعية التي ترتبط بتاريخ تطور الأدب نفسه وتمتد إلى أكثر العصور إيغالا في القدم مثلما تشمل التيارات الطليعية في الأدب الحديث. فبعكس الكتابة الواقعية الآلية يقوم مفهوم الكتابة الميتاواقعية علي مزج الواقع بكل العناصر الخيالية المرتبطة بالحياة الإنسانية، أي انه يذهب إلى ما هو أبعد من سطح الواقع الظاهري إلى الواقع الأشمل الأكثر غموضا، كما يفكر فيه المرء، علي حد قول بابلو بيكاسو، حيث يصبح الحلم نفسه جزءا من بنية الواقع نفسه. كل الأدب العظيم الذي كتب حتى الآن انطلق من هذا المفهوم، ابتداء من ملحمة كلكامش وأوديسة هوميروس و ألف ليلة وليلة ودون كيشوت سيرفانتس ورحلات جوليفر وروائع شكسبير وروايات كافكا ويولسيس جيمس جويس وحتى الكتابة السوريالية والواقعية الفانطازية والطليعية.
لقد حاولت في آخر الملائكة ان اعكس الواقع، عبر تجليات المخيلة الجمعية الشرقية وان أحول حيا صغيرا مهملا في كركوك إلى مركز للعالم كله، بل الكون بأجمعه، لم يكن همي علي الإطلاق عكس التوليفة الاجتماعية لمدينة كركوك ولا النبش في الإرث الشعبي وانما خلق أسطورة الحياة ذاتها من خلال مزج الواقع بالحلم والجزء بالشمولية الكونية.
في رواية مدينة من رماد عالجت فكرة الضحية والجلاد، حيث كل منهما يهدم الآخر، هل كنت تعني ان هذه الثنائية تبدو وكأنها راسخة في العراق، وهل كان همك منصبا علي الجانب الفكري والسياسي أم ان تشظيات هذا الموضوع قد شملت موضوع الخيانة الزوجية الذي يلعب دوراً محوريا في بناء النص؟
ــ موضوعة الضحية والجلاد هي أبعد من العراق وترتبط بالتاريخ الإنساني كله. ثمة دائماً جلاد وضحية، ليس في السياسة وحدها وانما في كل ما يرتبط بالحياة الإنسانية، بقدر ما يهدم الجلاد الضحية تهدم الضحية جلادها. هذا هو ديالكتيك التاريخ نفسه. كلا، لم اكن معنيا بالخيانة الزوجية وإنما بالحالة الإنسانية ذاتها، وتشابك علاقات الحب والبغض والقوة والضعف والالتباس الوجودي القائم في قلب كل علاقة.
قلت ذات مرة انك تعيد صياغة الجملة الشعرية والروائية مرات عديدة قبل ان تقتنع بها، ما سر هذا القلق الذي يراودك أثناء الكتابة؟
ــ كل عمل جديد للشاعر أو الكاتب هو امتحان جديد له، انني اكتب أعمالي دائماً كما لو انني لم اكتب أي عمل من قبل. الكتابة الحقيقية هي ضد الوصفات الجاهزة التي يكرر فيها الكاتب نفسه، ثمة شعراء يظلون يكتبون طوال حياتهم القصيدة ذاتها، مغلقين أنفسهم داخل شكل واحد يتكرر في كل مرة وثمة روائيون يفعلون الأمر ذاته أيضا. يكفي ان تقرأ قصيدة واحدة لهم لتستغني عن كل ما عداها، وهنا ترتبط البانورامية بمدي غني الرؤيا وتعدد أشكالها، وأيضا بالبراعة الفنية ومعرفة علاقة الموضوع بطريقة كتابته، حيث يندمج الشكل نفسه بالمعني.
لقد تعلمت من تجربة الكتابة ان ثمة ألف طريقة لصياغة جملة ما، عارفا ان بينها جملة واحدة هي ما ينبغي علي الكاتب الوصول إليها. انني لا اشتغل علي الجملة وحدها وانما علي الفقرة والفصل والنص أيضا، مثلما ابذل الكثير من الجهد للسيطرة علي الإيقاع العام للعمل وعلاقاته المتداخلة، تماما كما يفعل الموسيقي مع سمفونيته والرسام مع لوحته، حيث يكون كل شيء مرتبطاً بكل شيء. أحاول ان أفكر بكل كلمة في العمل حينما اكتب جملة جديدة. هناك روائيون عرب كبار ينسون أحيانا أرقام بيوت أبطالهم أو أسماءهم أو حتى ينسون ما حل بهم، اعرف كاتبا عربيا معروفا أرسل بطلته في سفرة إلى أوروبا، لكنها ظهرت في اليوم التالي جالسة في مكتبها، وتشكت مترجمة نجيب محفوظ الألمانية من التناقضات الناجمة بسبب النسيان في رواياته، وإذا كنت أهتم باللغة فذاك لأنني اعرف ان الأدب العظيم يرتبط دائماً بجمال اللغة التي يكتب بها الكاتب وغناها والطاقة الهائلة التي يمكن ان تشع بها.
أعرف انك قرأت كتاب هوبكنز تاريخ موجز للزمن عدة مرات. ما الذي أغراك بقراءة مثل هذا الكتاب الصعب اكثر من مرة؟ كيف تتحدد العلاقة بين العلم والشعر والأدب؟ وهل للمعمار الكوني علاقة بمعمار القصيدة أو الرواية، كما ذكرت ذات مرة؟
ــ منذ طفولتي اهتم بالعلم، وبالذات بما يسمي بفلسفة العلم. ولو لم أكن شاعرا لاخترت ان أكون عالما في الفيزياء الفلكية، لقد سحرتني الشعرية الكامنة في الكون وغموض الخلق وأسئلة الموجود والعدم والمعني واللامعنى والتي حاولت ان اعكسها في أعمالي، منذ عملي الأول المنشور مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة الذي تحدثت فيه عن الوحدة في كون مهجور، في كون غادره الوعي، يعيش لذاته. ثمة أمور غامضة، غير مفهومة تماماً بالنسبة لي في كتاب هوبكنز، ولكن ها هنا يكمن سحره، فعندما سئل هوبكنز في مقابلة أجرتها معه مجلة دير شبيغل الألمانية قبل مدة بأن ثمة أمورا في الكتاب يصعب علي القارئ العادي فهمها، أجاب: وماذا في ذلك؟ أنا نفسي لا افهم الكثير مما يتضمنه كتابي . ان هذا يذكرني بشكوى القراء من غموض الشعر، من دون ان يعرفوا ان الغموض يرتبط بالمعني نفسه. لا اعتقد ان هوبكنز كان يتعمد التواضع عندما قال جملته تلك. ففي المتاهة الكونية التي لا بداية لها أو نهاية، حيث تمور مليارات المجرات، ويفقد الزمن معناه، تتداخل الحقيقة باللاحقيقة، والوهم بالواقع، كما لو أننا داخل أسطورة كبري بحجم الكون، داخل قصيدة حلمية مكتوبة بالعدم والوجود، بالوضوح والغموض، هذه البنية الكونية التي يتساوى فيها الخيال مع الحقيقة تدخل في جوهر معظم قصائدي ورواياتي، مانحة إياي الطاقة علي ان أقول لنفسي معزيا، وأنا أتنزه فوق هذه الكرة الأرضية المرمية في الطرف الأقصى من مجرة طريق التبانة مثل ذرة رمل في صحراء لا نهائية: شكراً لله، ما زلنا قادرين علي كتابة الشعر.
فاضل العزاوي *
ــ من مواليد كركرك/العراق عام1940.
ــ خريج كلية الآداب/جامعة بغداد عام 1966.
ــ دكتوراه في الصحافة من جامعة لايبزج عام 1983.
ــ عمل محرراً ثقافياً وسياسياً ومترجماً في العديد من الصحف، كما تولي إدارة تحرير العديد من الصحف والمجلات الأسبوعية والشهرية منها جريدة الوطن ومجلة ألف باء و الموقف العربي وأصدر مجلة الشعر 69 .
ــ غادر العراق عام 1977، ويقيم في ألمانيا منذ عام 1983 ونشر العديد من أعماله باللغتين العربية والألمانية.
في الشعر
- سلاماً أيتها الموجة، سلاماً أيها البحر ــ 1974.
- الشجرة الشرقية ــ 1976.
- الأسفار ــ 1976.
- رجل يرمي أحجارا في بئر ــ 1990.
- صاعداً حتى الينبوع ــ 1993.
- في نهاية كل الرحلات ــ 1994.
- فراشة في طريقها إلى النار ــ 1998.
في الرواية
- مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة ــ 1969.
- القلعة الخامسة ــ 1972.
- الديناصور الأخير ــ 1980.
- مدينة من رماد ــ 1989.
- آخر الملائكة ــ 1992.
- كوميديا الأشباح ــ 1996.
في القصة
- الهبوط إلى الأبدية بحبل ــ 1989.
نقد ودراسات
- بعيداً داخل الغابة ــ البيان النقدي للحداثة العربية ــ 1994.
- الروح الحية ــ جيل الستينيات في العراق ــ 1997.
ترجمات
- صاحب الفخامة الديناصور ــ 1995.
- سماء وأرض ــ 1996.
- دماغ لينين ــ 1998.
- حياتي مع بيكاسو.
ــ لديه عدد من الكتب الصادرة بالإنكليزية والفرنسية والألمانية منها ديوان في حفلة سحرية وعدد من المقالات المنشورة في بعض الانطولوجيات والمجلات الألمانية والفرنسية.
ــ فاز بجائزة International poetry book عن ديوانه في كل بئر يوسف يبكي عام 1997.
جريدة (الزمان)
18/01/2002
إقرأ أيضاً: