" خُبْرُ العائلة "، هو الجزء الأول " من ديوان جديد للشاعر صلاح بوسريف، يحمل عنوان " شُرفة يتيمة ". صدر الديوان عن دار الحرف للنشر والتوزيع بالقنيطرة، مَصْحُوباً بقُرص مُدْمَجٍ، هو نفس نص الديوان، لكنه بتسجيل صوتي.
الديوان كاملاً، عبارة عن نص واحد يَسْتَغرقُ الكتاب كُلَّهُ. عمد صلاح بوسريف في توزيع مقاطع النص، إلى استعمال الحروف الأبجدية، إلى جانب الأرقام. عدد الأرقام، هو نفس عدد الحروف الأبجدية. و الديوان هو سيرة ذاتية، حاول فيها الشاعر التقاط بعض لحظات سيرته في الطفولة و في الكتابة، مُعْتَمِداً، في هذه اللحظـات، على التكثيف و التداعـي، و على بناء لغوي، يجمع فيه بين السرد، و شعرية الجُمل، ذات النفس الممتد، و المتواصل. كما أنَّ للتداعيات في الديوان حُضور واضـح، و هذا ينسجم مع طبيعة التجربة لتي تنحو منحى الكتابة في المقام الأول.
ما يُثير في الديوان، هو التوزيعات الخطية، والانتقال بين أنواع الحروف التي أصبحت تتيحُها إمكانات الرَّقْن على الحاسوب، و أيضاً اختلاف التوزيع من صفحة إلى أخـرى، و كذلك نوع الحروف من حيث السُّمْك و الرهافة، ما يجعل العين لا تعثُر على شكل قارٍّ، أو ثابتٍ. هذه التجربة التي هي طبيعة الاشتغال النظري الذي كان بوسريف أكَّد عليه في كتاباته النظرية، و خصوصاً في كتاب " الشفاهي و الكتابي في الشعر العربي المعاصر "، و في ديوانيين آخرين، هما، " حامل المرآة "، و " شهوات العاشق ".
التوزيع الخطي للديوان، و الرَّقْن، من إنجاز الشاعر نفسه، أما تصميم الغلاف، فهو للفنان ناصر بخيت، واللوحة للفنان و الكاتب المغربي حسان بورقية. أما الجزء الثاني من الديوان فهو يحمل عنوان " مَشَارف اليُتم "، كما هو مُعْلَنٌ في الصفحة الأخيرة من الديوان.
نقرأ على ظهر الغلاف:
لَسْتُ مُولَعاً بِتَرْبِيَةِ الأَلَمِ
أوْ
بِجَمْعِ نُقُودٍ قَدِيمَةٍ
لِمُلُوكٍ تَلاشَوْا
كَمَا تَذْرُو الرِّيحُ وَرَقَ الخَرِيفِ
أكْتَفِي بالنَّظَرِ
في
مَا يَجْرِي، و أَكْتُبُ بلا انْقِطَاعٍ
كُلّ الفَدَاحَاتِ التي
لا تَفْتَأُ تَصِيرُ دَماً.
إقرأ أيضاً:-