السجاد عالم بحد ذاته ولسجاد الشرق تاريخ عريق، يحكي قصص الماضي والحاضر، ثم أن السجاد موروث حضاري فضلاً عن كونه فناً وتجارة.
يكاد لا يخلو بيت شرقي ولا حتى غربي مهما كان متواضعاً من السجاد، ثم إن مئات الملايين من المسلمين يستعملون السجاد عند أداء صلواتهم.
والسجاد الى عالم الزخرفة والديكور له تأثير لا يستهان به وكما يقال هو عنصر من عناصر نزهة المشتاق يملك سحراً وجاذبية الى إشارات ودلالات على دفء المكان عدا عن شخصية ألوانه الراسخة والجاذبة وتلك الجاذبية المرئية على الأرضيات والأرائك والحوائط.
لا تكتمل أناقة منزل إلا بسجادة تُضفي عليه الدفء وتبرز فخامة وجمالية تصميمه الداخلي وهندسة الديكور والبناء.
في السابق كان يطغى على مواده الصوف الخالص أو القطن وسرعان ما أدخلت عليه مواد جديدة كالحرير. اليوم تتعرف على عالم السجاد والفنون كجزء من الحركة التشكيلية وكقطع فنية غنية تدوم لسنين طويلة ويزداد جمالاً وقيمة عاماً بعد عام.
والسجاد الشرقي المنسوج والمحاك باليد ما يزال يستقطب الكثيرين في حين أن العالم الغربي بقي متخلفاً عن صناعة السجاد حتى نهاية القرون الوسطى. وعندما تعرف على السجاد الشرقي لاقى الأخير نجاحاً منقطع النظير فناً وتجارة ومع تطور رسوماته من بدائية لتصبح مدروسة ومتقنة وتشكل نسيجاً في أعمال كبار الفنانين التشكيليين العالميين.
السجاد الشرقي خيوط وألوان وعقد ومواد وفن وتجارة وأسواق وأسعار وحضارات وثقافة وتواريخ يضيء عليها كتاب فخم جداً وبجهد كبير لإياد وحنان أبو شقرا. عمل درامي امتد لسنوات لثنائي صحافي وعلمي ولثنائي عائلي عاشق لعالم السجاد.
الكتاب منشورات "دار الساقي" بالاشتراك مع إيلاف ويحتوي على مقدمة وعشرة فصول الى مراجع غنية جداً تتعرف من خلالها على عالم كامل "العقد" في كتاب توثيقي يلقي الضوء على ألوان السجاد وطرق العناية به وأنواعه مع مجموعة كبيرة من الصور.
السجاد اليدوي يحتل حيّزاً مهماً في الكتاب وأصبح نادراً اليوم وباهظ الثمن، وصار اليوم ينافس اللوحات التشكيلية على الحائط ويحافظ عليه بالكثير من الأناقة والدفء.
والسجاد لا يغطي فقط الأرض ويضفي رونقاً خاصاً ولا الأرضية فقط فهو يشيع صوراً من الراحة، كما يقلّص الضجيج ويتنوّع ويتطوّر كثيراً في الأشكال والألوان والنقشات يماشي ذائقة عامة تعددية.
السجاد الإيراني العجمي مشهور وغالي الثمن (صوف وحرير وقطن) وتعتبر بعض أنواعه من أغلى السجاد في العالم حيث تصل عقده الى مليون عقدة في القدم المربعة لبعض الأنواع.
السجاد التركي يُعد من أفخم السجاد عالمياً يحاك بالحرير ويطعّم بالخيوط الفضية والذهبية ويغلب على نقاشاته الطابع الزخرفي الإسلامي وتضاف إليه كتابات بالحرف العثماني. أما ألوانه فمتنوّعة وزاهية.
السجاد الصيني نقشاته هادئة وكلاسيكية مثل الورود والأزهار ويتميّز بغنى أنواعه ويستعمل الصوف العالمي الجودة على وجه السجادة.
السجاد القوقازي يستخدم رموزاً هندسية مثل النجوم والمربعات والأزهار والحيوانات، وألوانه تتنوّع بين الزهري والأزرق والأخضر والأصفر والبرتقالي.
اليدوي
على الرغم من التقدم التكنولوجي وصناعة السجاد وتوفّره بأشكال وألوان ونماذج، الجميع يتمنى اقتناء قطعة ولو صغيرة من السجاد اليدوي الذي يعدّ تحفة فنية للمنزل. وللسجاد بمختلف أنواعه طرق عناية لتبقى القطعة على رونقها ويستعرضها الكاتبان ويقدمان نصائح الخبراء في نظام متكامل من العناية والود بذلك العالم الذي صار موروثاً حضارياً مثل الذهب والفضة وإدخاراً مادياً مهماً على غرار اللوحات التشكيلية الى كونه فناً وتجارة.
وترى أن أكثر من مدينة اليوم تهتم بنوع من السجاد ونقشاته وأبرز المدن: أصفهان وتبريز وكاشان وقم وطهران.
أسعار السجاد باهظة جداً، وسعر السجادة بعدد العقد في كل 7 سنتمترات، فهناك من خمسين الى مائة عقدة والسجادة بمساحة 12 متراً مربعاً ومن الحرير الخالص يصل سعرها الى عشرات الآلاف من الدولارات، وأكثر من ذلك من يتعلّم حياكة السجاد يتعلّم فن السياسة باعتبارها فن تنظيم الوقت والحرفة العالية وهندسة الأفكار على اختلافها والفطنة والمخيلة والإبداع.
كتاب جميل يعتبر مرجعاً مهماً وشاملاً لزوم كل مكتبة فنية وعاشقي السجاد وألوانه والدفء والفخامة والأناقة وما بذله إياد وحنان جهد مشكور جداً يلفّ تاريخاً عريقاً من الفسيفساء الشرقية بخيوطها وألوانها وكل نقاشاتها وعقدها حتى لا تقول تعقيداتها وفنونها وتجاراتها على الأرض أو تلك المعلقة على حوائط المدن الشرقية وعلى طريق الحرير بمجاميع القصص كافة.
الكتاب كما يشير عنوانه يقتصر بحثه على السجاد الشرقي وما يوازيه من ضروب النسيج، لكن تعمّد الباحثان توسيع إطار المسمى الجغرافي بحيث يشمل إنتاج دول شمال إفريقيا لإبراز مدى التفاعل في فنيات النسيج وبالأخص صناعة السجاد بين بلاد المغرب والمشرق.
أما المناطق التي يغطيها الكتاب فهي: العالم العربي وتركيا وإيران والقوقاز وأفغانستان وباكستان والهند والصين ويلاحظ من الكتاب أن إيران تأتي أولاً وتركيا ثانياً ومنطقة القوقاز ثالثاً ومناطق الإنتاج التركماني رابعاً، تحظى بنصيب وافر من العرض والتحليل والصور، وذلك لما لإنتاجها من أهمية كبيرة في تاريخ هذه الصناعة الفنية الرفيعة.
الكتاب في 357 صفحة من القطع الكبير وبطباعة فاخرة وأنيقة يغني عن مشورة الخبراء ويقدم مساعدة معرفية مرجعية قيّمة جداً ومحكمة التحقيق لذلك يعتبر من الكتب المحكمة والنادرة فعلاً في هذا المجال وهو الأول من نوعه باللغة العربية لم يترك مؤلفاه أمراً ذا صلة بالسجاد الشرقي إلا وتحدثا عنه، من انطلاقة الفن ومراحل تطوّره مروراً بلوازمه وتقنياته وبتصاميمه وآفاقه.
هنا مقتطفات فصول الكتاب:
إطلالة جغرافية وتاريخية
انتشرت صناعة السجاد كما نعرفها اليوم في جميع أصقاع العالم، ولكن تقنيات صنعها وفنياته تفاوتت كثيراً. ففي القارة الأميركية، مثلاً، لا يوجد أي دليل على أن الأميركيين الأصليين (الهنود الحمر) صنعوا السجاد الوبري المعقود، الا انهم في كل من أميركا الشمالية والجنوبية نسجوا وما زالوا ينسجون منسوجاتهم منبسطة، وهي تستخدم كمعاطف أو لفاعات عريضة Pancho، بجانب استخدامها ككسوات أرضية.
ومن أشهر انتاج سكان أميركا الأصليين (الهنود الحمر) من المنسوجات، ومنها البسط، ما ينتجه شعب النافاهو Navajo في ولاية اريزونا بجنوب غرب الولايات المتحدة، وكذلك قبائل سكان كندا الأصليين الذين ينسجون لفاعات وأغطية سميكة شبيهة جداً بالبسط، وهي عموماً ذات ألوان زاهية غنية، ثم هناك انتاج قبائل المكسيك التي أثرت رسومها وتصاميمها كثيراً على انتاج النافاهو، وتعد مدينة واهاكا Oaxaca في جنوب البلاد من أهم مراكز هذه الصناعة وتسويق منتجاتها. ولا شك في ان الملايين من رواد السينما ومشاهدي التلفزيون العرب شاهدوا اللفاعات والمعاطف المكسيكية في أفلاة رعاة البقر.
تقنياً، هذا النوع من المنسوجات يشبه الى حد بعيد السجاد المنبسط "الكليم"/ "الكيليم" أو ا يعرف في بعض مناطق شبه الجزيرة العربية ب "السدو". ويستخدم نوع مشابه لهذه المنسوجات في المشرق ودول المغرب العربي - حيث يسمى في تونس ب "المرقوم" - ايضا حتى اليوم كخيام، أو أغطية للمفروشات آلياً، في معظم أنحاء أوروبا باستثناء اسبانيا وبعض مناطق ايطاليا وفي منطقة البلقان، وتحديداً في رومانيا وبلغاريا ومناطق في يوغوسلافيا السابقة.
ولكن بالرغم من أهمية صناعة السجاد الأوروبي - ومعه أيضا الموشيات Tapestry التي أجاد صنعها بصورة خاصة الفرنسيون والفلمنك البلجيك - وعراقة تاريخ تطورها، والانعكاسات الحضارية المميزة للمنسوجات الاميركية، فان دراستها بشكل مستفيض تظل خارج نطاق هذا الكتاب.
المعقود والمنسوج
بالرغم من تعدد تقنيات صنع السجاد والبسط يمكن اختصارها بتقنيتين رئيستين هما: تقنية الحياكة أو النسج Weaving القائمة على شبك خيوط الطول والعرض (أو السداة واللحمة)، وتقنية العقد Knotting حيث تعقد خيوط قصيرة اضافة هي الوبر أو الزئبر على خيوط السداة ومن ثم تلبد وتحضر بخيوط اللحمة، وقد تجمع في السجادة الواحدة التقنيتان معاً، تاو يضاف اليهما ايضا التطريز وتدخيل القصب أو الخيوط المعدنية النفيسة المسحوبة من الذهب أو الفضة.
وتتعدد اساليب النسج وأنواعه، واشهرها في البسط الشرقية نوعان هما: النسج الشقي أو المشقوق Split Weaving المالوف جداً في البسط التركية وبعض البسط اليدوية المعروفة ب "الكيليم" (أو الكليم)، والنسج المكثف أو الملتف المألوف في ما يعف ب "السوماك" Soumak، وهو أمتن بنية وارق عموماً من حيث خصائصه التصميمية والفنية.
أما السجاد المعقود في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا والقوقاز وشمال افريقيا فاعتمد فيه أيضاً نوعان من العقد هما: "العقدة الفارسية" أو اللامتوازية المعروفة ب "السنه" Senneh و"العقدة التركية" أو المتوازية المعروفة ب "الغورديز" Ghiordes. في النوع الأول يلفت خيط الئير لفة كاملة على أحد خيوط السداة ويمرر بلا عقد تحت خيط السداة التالية، بينما في النوع الثاني يلف خيط الزئبر لفتين كاملتين تحت خيطي السداة المتجاورين.
وفي حين طور في اسبانيا نوع ثالث من العقد يعرف ب "العقدة الاسبانية" او العقدة الفردية/الأحادية يقوم على عقد خيط الزئبر حول خيط واحد فقط من خيوط السداة، فقد انتشرت في مناطق النسج البربرية - وخصوصاً مناطق الأمازيغ والشلوح - بشمال افريقيا أنماط خاصة من العقد الخاصة منها عقد خيط الزئبر على خيطين أو أكثر من خيوط السداة ومن ثم لفه بشكل الرقم "8"
سجادة الباريزيك
ولكن الشرق، او بالأصح "المشرق" Orient، كما يستدل من الدلائل التاريخية، كان النبع الأساسي لفن صنع السجاد، وفي وسط آسيا تحديداً عثر على أقدم نموذج للسجاد الوبري المعقود، وهي "سجادة البازيريك" Pazyryk.
حكاية "سجادة البازيريك" بدأت عندما اكتشف علماء آثار ومنقبون عام 1929، ثم بين عام 1947 و1939، ثروة من العاديات الخاصة بالشعب السكيثي Seythians تعود الى القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد في مدفن وسط واد جاف اسمه وادي البازيريك بجمهورية قزقستان (كازاخستان) في آسيا الوسطى نسبة لشعب البازيريك المترحل القديم الذي كان يعيش في المنطقة الحدودية بين سيبيريا والصين. وكانت بين هذه العاديات سجادة مطمورة تعرضت لتلف جزئي، ويعتقد ان الثلوج حفظت ما تبقى منها على امتداد القرون. واليوم تحفظ هذه السجادة شبه المربعة الشكل وذات الاطار المزين بصور حيوانات في متحف "الارميتاج" بمدينة بطرسيرج (لينينغراد سابقا) في روسيا.
ولكن بمرور الزمن تأثرت منطقة شمال افريقيا، وكذلك عدة أجزاء من أووبا، بالحضارات المشرقية لاسباب دينية ومجتمعية وبيئية وثقافية. وفي مجال صناعة السجاد، على وجه الخصوص، اضحى من الطبيعي ادراج السجاد المصري والتونسي والجزائري والمغربي تحت مسمى السجاد الشرقي.
كتب التراث
تشير كتب التراث الاسلامي والعربي بوضوح الى اقدم مراكز صناعة السجاد والبسط الشرقية. ويذكر كبار المؤرخين والجغرافيين منها: ارض سواد العراق وتحديداً كورة دجلة وميسان، واقليم طبرستان (محافظة مازندران الايرانية حاليا) ومدينة نهاوند، وكذلك جهرم ودارا بجرد وغنديجان وهي في اقليم فارس بجنوب ايران، ومدينة تون في اقليم خراسان بايران ايضا، واذربيجان وموقان ووان (شرق تركيا) ودبيل (في أرمينية) وقالي قلا - او قالي قالا - (ارضروم الحالية) وأرمينيا عموماً، ثم شمال افريقيا.
وقد أورد ابن خلدون والمسعودي وياقوت الحموي والاصطخري وأبو الفرج الأصبهاني وابن خوقل والثعالبي وابن عبد ربه والجاحظ وغيرهم معلومات قيمة عن هذه الصناعة وأماكن ازدهارها. ومما ذكره ياقوت الحموي (1178 - 1229م/574 - 626 هـ) في "معجم البلدان"، مثلاً، ان السجاد المحفور الفاخر كان يصنع في طبرستان ولا سيما في مدينة آمل Amol، مع ملاحظة أنه لا يشير الى مكانة كل من مدن اصفهان وتبريز وكرمان في هذا المضمار، بل يكتفي لدى ذكر صناعة اهل كاشان (قاشان) بالاشارة الى شهرتها بصنع الغضائر أي الخزف (القيشاني أو القاشاني). كما أشار الى صنع "بسط جليلة" في تبسة (اليوم في شمال شرق الجزائر).
وكتب ناصر خسرو في كتابه "سفرنامه" - بين 437 هـ/1045 م و444 هـ 1052 م ان تون (وهي مدينة فردوس الحالية في محافظة خراسان) "مدينة كبيرة ولكن معظمها كان خراباً حين رأيتها وهي على حافة واد به الماء الجاري والقنوات، وفي جانبها الشرقي بساتين كثيرة ولها حصن محكم وقيل انه كان بها اربعمائة مصنع للسجاد".
كما روى عندما زار الحرم الابراهيمي في مدينة الجليل بفلسطين عن ان "ارض هذا المشهد وجدرانه مزينة بالسجاجيد القيمة والحصر المغربية التي تفوق الديباج حسناً، وقد رايت هناك حصيرة صلاة، قيل ارسلها امير الجيوش وهو تابع لسلطان مصر. وقد اشتريت من مصر بثلاثين ديناراً من الذهب المغربي، ولو كانت من الديباج الرومي لما بلغت هذا الثمن. ولم ار مثلها في مكان قط".
أما ابن حوقل، الذي توفي بد 977/367 هـ، فتحدثت في "صورة الارض" عن براعة اهل اصفهان في صناعة الحرير واشار الى صنع القماقم في كاشان. وأما المقريزي (766 - 845 هـ/ 1365 - 1441م) فأشار في "الخطط" خلال سرده محتويات خزنة الخليفة الفاطمي المستنصر الى الكثير من الأكسية والسجاد والانخاخ والبسط، منوهاً بالخصوص بالانتاج الايراني الذي يصفه ب "الخسروانيات".
ويجوز الاستنتاج هنا انه على الرغم من وجود صناعة منسوجات وبسط وحرير محلية ناشطة في مصر، فان السجاد الفاخر كان يأتي من ايران جنباً الى جنب مع ذلك المستورد من تركيا. ومع اعتبار انه لم يكن في مصر الفاطمية في تلك الحقبة صناعة سجاد موازية لمستوى السجاد الايراني يجوز الاستنتاج أيضاً ان التأثر بالسجاد الايراني كان وراء استخدام العقدة الفارسية في سجاد القاهرة المملوكي لاحقاً.
والحقيقة ان صناعة السجاد في ايران بالذان انتعشت وبلغت الأوج في العهد الصفوي. وربما سبقها تقدم القوقازيين (بمن فيهم الأرمن) والأتراك.
أما بالنسبة للسجاد التركي، فانه، وتحديداً، انتاج أوشاك (عشاق) وبرغاما (برغمه) كان أول سجاد شرقي نبه أوروبا الى هذا الفن، وعاد الفضل في ذلك في المقام الأول الى لوحات رسامين أوروبيين بارزين مثل الألماني هانز هولباين والايطالي لورنزو لوتو، ويظهر من خلال استعراض ابن بطوطة (704 - 779 هـ/1304 - 1377م) في "تحفة النظار" المدن التي زارها في رحلته في تركيا ان المراكز التاريخية لصنع السجاد مثل اسبارطة (سبرتا) ولاديك (لاذق) وميلاس وبرغاما (برغمة) كانت عامرة في تلك الفترة.
المستقبل
الجمعة 29 تشرين الأول 2010
إقرأ أيضاً:-