لم يعتد بيتاً
لم يعتد
أن يسجل ملاحظات
أن يروي
لذلك كلما همَّ بقول شيء
ربط جذراً غامضاً بالهواء،
تفاصيله مثل أشياء خوان ميرو
تحنّ إلى جغرافيا وهي في أمعاء المكان
أشياؤه أفكار
مثل أرانب تخّرب المتن
ولا تهدأ في الهوامش،
لأنه لم يعتد أن يصدّق
يشكّ في هذه الفكرة أيضاً
وفي الوقت الضائع... الوقت المناسب
يعقص خاصرة الشك.
وفي الردهة الى أحاجيه
تتقافز أيامُه إلى لامكان
لأنه لا يحب أن يكذب
دائماً أقواله اعترافات بما قد يحدث
وذاكرته مطاردات لا تنتهي
استعاراته تعرج خلفه إلى حيث يمضي
هو الذي
لم يعتد أن يلحق بأحد
هو الذي
لم يعتد بيتاً.
* * *
أصدقائي
الذين بمساطرهم الصغيرة يذبحون هواء ليس لنا أن نراه
الذين يخربشون على الحيطان وظهور الضيوف
الذين يصفعون سيقان أمهاتهم وكل ما يصادفونه
وإلى صدورهم البضة يشدّون الأشياء التي لهم والتي ليست
الذين يصرخون بوجه الموسيقى
الذين يقذفون الحليب والأطعمة على الستائر
الذين يحاولون ترقيص أرجل الطاولة
الذين نجحوا في كسر ثلاثة كراسٍ ومزاج الجدة
الذين يفقأون عيون الريموت كونترول ويطرطشون الشاسة بأصابعهم الصغيرة
الذين يتأرجحون على أحذية آبائهم على العتبة لتأخيرهم عن الحياة
الذين يبعثرون علب الدواء ويحطّمون اتجاهات النظر بطاباتهم
الذين يفتّتون الأوراق والمحارم في الصحون الساخنة وعلى الأسرّة
الذين يقرضون السجاد وأطراف الفساتين
الذين ترتجف الكنبات تحت بكائهم
الأطفال
الخونة الأشرار
أصدقائي الموقّتون.
* * *
سأحلم بي
سأفكر فيَّ
أنا حارسي العجوز الأعمى
سأتذكرني
أنا صديقي الذي ينسى اسمي وهو يطري عليَّ
سأحبّني
أنا أمّي في قارة أخرى
سأثق بي
أنا أجيرُ نفسي الذي لم يتعلّم شيئاً
سأضحك عليَّ
أنا ضيفي المتأخر الذي لن يفوته شيء
سأشفق عليَّ
أنا عدويّ الذي يخسر
سأقتلني
أنا... هُم
سأحلم بي
حقيقياً كشيء لم يحدث.
النهار
4-6-2011
إقرأ أيضاً:-