كنا ننتظر مشدوهين
لتصفَّرَ الحجارة لنا،
فنصنع من الطين أحصنة لملك الغابة وحاشيته.
كانت أيدينا الصغيرة ماهرة
وهي تعجن الطين...
كانت أصابعنا النحيلة تئن ليلاً
بينما القطة تتسلق الباب
ومن الثقب، بين أسنان المفتاح
يلوح لها ضوءٌ.
كانت عيناها تبرقان بشدة،
وهي تشمُّ الصباح.
كنا ننتظر مشدوهين، لتصفِّر الحجارة.
كم نثرنا من الأحلام
على السكة الحديد؟
أصابعنا ملآى بالليل
وأكفنا الصغيرة، بالماء،
تنتظر برزخاً، لتبدأ بالضوء...
كنا ننتظر الفجر
فنسأل الكبار:
ـ "لماذا هي سوداء حجارة السكة الحديد؟
أين ينتهي الخطان"؟
نتبعهما،
وفي الظهيرة، نعود ممتلئين بالصخب
وهدير القطارات...
نصنع من الطين أحصنة، وكرسياً للملك
تئن أصابعنا،
ويسيل المغيب منها بكثافة...
كانت الأحصنة تستيقظ ليلاً
والقطة بعينيها البراقتين.
ننظر مشدوهين،
يكفي أن نشمَّ الصباح من ثقب الباب
لننطلق,
ممتطين أحصنة الطين.
...............
كان يكفي الحجارة أن تسمع اصطفاق الباب
لتبدأ بالتصفير،
وأيدينا الصغيرة
تصب الماء على التراب...
..............
.......
...
ـ لا زلتِ صغيرةً يا بنيتي،
وفارسك الممتطي حصاناً أبيضَ
لا زال بعيداً،
خلف صوت القطارات والحديد،
سيخرج من البازلت،
ومن الحجارة السوداء...
عندما تكون الأحصنة، قد غادرت الغابة
مع حاشية الملك.
إقرأ أيضاً:-