1
في مقعدٍ مدرسي ـ لم يكن.
في النهر.
في العصا التي قتلت أمي.
في وداعة الذئب ووسامة الثعلب.
في بيت يحترق.
في مطرٍ يُدخل الطفلةَ في حمّى.
في الطريق إلى حيّ المتسولين...
وهذا البائس في عواء كلاب الأحياء الفقيرة
يحلم أن يكون مليونيراً.
2
للدخان وجهٌ ولي يدٌ فقدَت الأصابعَ
في الصفع.
إرفعوا أجسادكم إلى النهر،
ومنه إلى السماء.
سأقايضكم بدراجةٍ نارية، إن لم تمضوا
وأسابق العواء.
3
فلنكمل اللعبة مقابل أن تغني.
4
خذي هذه الطفلة؛
أنت بعينك الوحيدة هذه، ستكونين أماً لها.
من فقأ عينك اليمنى؟
هذا النهر كان أحمراً آخر مرةٍ رأيته
الآن أسودٌ،
وأكرهه دائماً باللونين.
5
أحتاج أماً تشبهني لأقول لها:
أنت أنا
لكن أنا لست أنت.
6
سأختار أصعب الطرق إليك وأطولها.
لن تبرح دائرتك
ولن يصدقني فراغ الأقواس،
ولا هندسة الأرواح.
7
خذ يدي؛
كن حريصاً على ألا يسرقها أحدٌ في الطريق المزدحم بالعميان.
يدي التي هي عين الموسيقي الأعمى،
في يدك الآن.
8
وإلهي الذي هو إلهك أيضاً؛
لا يراني كما أراه بعينين
مفقوءتين.
9
خذ يدي،
فهي لك منذ اللحظة.
يدي التي
تبصر بعشرة عيون.
10
كلّ ما توقّعته لم يحدث،
وكلّ ما لا أتوقعه يحدث على الدوام.
11
سأرسم دوائر كثيرة...
12
أتقياء الجمعة.
أتقياء الآحاد وأتقياء السبت...
يغسلون وجوههم.
يسرقون ضحكاتنا ويركعون.
يسرقون أدعيتنا ونسرق صلواتهم.
يسرقون أعمارنا ونسرق أسماءهم.
يسرقون أعضاءنا ونسرق تقواهم،
يسرقون ويسرقون ويسرقون.
13
يغسل قاتلي التقيّ سكينه من دمي،
ووجهه من صفعتي الأخيرة.
14
لن يحمل النعشَ سوانا،
ولن يكون في المقبرة إلاّنا.
15
أصواتٌ مبكّرة،
ودوائرَ في الهواء؛
لا زلت أرسمها وأرسمها...
16
كيف لي تخصيصه لك؛
كلّ هذا الصمت؟
وكيف لي القفز طويلاً،
دون إحداث أية ضجة؟
17
سأشغلهم بالتقاط الصور، ريثما تسرقون أفخرالأحذية.
فليعُد السوّاح حفاةً إلى بلادهم.
هنا تاج محل، وهنا البياض عتمة عينيّ
أدخل به النيرفانا؛
أذرو أصابعي المنزوعة أظافرها.
تشتعلون يا لصوص،
وأنطفىء...
18
كانت ستغدو راقصة باليه أو مغنية أوبرا لو لم تفقأوا عينيّ
وتسبقني إليها سيارتكم؛
نحن: أطفال العراء
نسرق إطارات سياراتكم وهي تدهس أجسادنا الطرية.
19
فقدتُ أصابع رجليّ في البحث عنك.
مَن لي بحذاءٍ،
له أصابع ودمٌ دافىء؟
20
هنا حيث الفقدان يزهو:
لن أحبك
ولن أعانقك طويلاً.
سأختار الوقوف بعيداً
وأحسّك لي.
21
للجليد حشراتٌ، وجموحٌ يتدفّق إليّ.
أنا فزّاعة الطير في الجليد: لا تحطي هنا أيتها الطيور
حشرات الجليد متوحشة.
22
عتمةٌ كثيفة،
ويتوقف المطر فجأةً.
أزاحم الطيور في أعشاشها،
أتكوّر في ريشها وأستعير جناحين صغيرين.
هل صحيحٌ أنها لا تراني ملوّنة؟
23
لو كان لي يدٌ أخرى، لما تركتُ يدك تفلت من يدي.
لو كان لي عينٌ أخرى
لما رأيت اللعبة،
ناقصةً دوماً.
24
من هزّ الدّالية وأثار الغبار؟
25
أصابعي لا تميّز الصور...
صلةٌ حميمة بين العين والماء البارد
أنا الماء في عينيك.
26
سأحدّق في الشمس نصف ساعةٍ كاملة
لألمس أدقّ جزئياتك.
27
إليك أيتها الطيور كل هذا القطن
دسّيه بين ريشك
البسيه،
وطمئني جلدك بأنه لن يهيج.
28
كنت قد افتقدتك في الزاوية القائمة
وسط الدائرة.
29
... وكنت في النيرفانا؛
أفتقدك نوراً،
نورا.
30
من هزّ الدالية؟
لا أقوى على النهوض،
في كلّ هذا الغبار.