يلماز غونيه و"الطريق".
عاصفة بحر البلطيق...
يدك التي في الهواء،
وللسماء عينان، يعصبهما الدم.
***
هتلر.
صينيون يثورون في سوريا.
شهود يهوا، والإمبراطورية الموعودة.
بهمن قوبادي بنصف قمره والدفوف الفضية،
ووقته المحفوف بخيولٍ ثملة.
شهوة جمالٍ خارق.
بَطْريقٌ يتزلج على الجليد.
صديقي محمد عبد العزيز، مع كامل حبه لـ دمشق،
ولصٌ يسأل الغابةَ عن ثروتها،
والماءَ عن مخزونه.
***
تركيا تخاف الثوار السوريين،
والكرد في "ديار بكر".
تركيا تغوي الثوار،
تركيا تسنّ أسنانها لوجبةٍ، دسمة...
هذه القوة الثالثة.
تلك الزاوية ورصيفٌ يغطيه ذرَق النوارس؛
طيورُ القلق في صبيحة الإثنين،
وحدسها الذي يقول
أنها ستقع في حب رجلٍ تافه.
***
يوم الجمعة 18- 3- 2011
الحصة الأولى: رياضيات.
ثلاثُ كرات ثلجٍ، وضوءٌ يتفاقم،
حيث المعلمة جميلةٌ جداً،
وتتفقد طلابها:
أحدهم يقيم في رواية.
الثاني في قصيدة.
والثالث في سطرٍ لم يكتبه بعد شاعرٌ مُبْتلٍ بالنسيان.
***
يتأنّق الطالب المُجِد على غير عادته.
يمشّط شعره، يفرّقه من اليمين؛ ويصيح بما في البسطة:
شوكولا.
فاكهة مجففة.
طائرة حربية.
جدول الضرب.
بسكويت لك ولنصفك الحلو؛
علكة مسواك و شخير أبي.
أحب معلمتي وأنا أصغرها بستة عشرة سلحفاةً،
ودبابةٍ مغطّسة بالشوكولا.
أعشقها يا أبي، كفاك شخيراً؛
لقد مزّقت طبلة أذني.
***
تكبر أولى كرات الثلج ،
ومعلمة الرياضيات تصحّح أسس التربية القومية
ومقومات الدولة المدنية.
تأخذ الكرة ثلاثة أرباع الطلاب من الباحة.
تأخذ أقلامهم والحقائب،
والدفاتر البيضاء.
تأخذ المعلمة وطالباً ينادي بإسقاط المؤسسات الاجتماعية
وحقوق المرأة والزواج.
***
المطار. طائراتٌ للسواح، ودبابةٌ لقصف ذبابةٍ،
مندسّةٍ في أذن شهيد.
يبحث الشهيد عن معنى آخر لكلمةٍ عريقة،
يرددها الأحياء بخشوعٍ
ويموت قهراً من جديد.
***
سيارةٌ تقترب...
لن يسمعا صوت محركها؛
غارقان في آخر مقطوعةٍ لـ موزارت،
وقُبَلٍ أكثر سخونةً من الحرب الدائرة،
في آسيا وإفريقيا.
***
كان أبي صياداً ماهراً، يصيد أضخم الغزلان
وأصغر الحشرات.
***
سأقدم زهرة غاردينيا لمعلمتي غداً
قبل الحصة.
سأنقر على بابها بباقة زنبقٍ أبيض بعد الحصة،
وأمتنع عن الغيرة من زوجها الكريه.
إنه بليدٌ، يتظاهر برومانسيةٍ مقرفة،
ويتشبّه بـ روميو...
أحمقٌ، يواظب على سماع الموسيقا الكلاسيكية بانتظامٍ ممل؛
إنها تحبني أنا يا أبله.
أنا عاشقها:
بائع الدبابات المغطسة بالشوكولا الأسود.
***
إنها وأنا نحب الشوكولا ونكرهك،
كما تحب أنت فيفالدي و روميو،
والفصول الأربعة.
***
تأخذ كرة الثلج في طريقها المآذن والصلبان،
وتثير كل العقارب في الأقواس.
مثيرةٌ هي العقارب...
يقول الطالب الذي ما عاد مجداً.
إنها الأقواس؛
ترد المعلمة.
***
تأخذ القطّة جوارب المعلمة،
وكلّ ما في بسطة الطالب العاشق.
أتركي الجوارب فقط،
وخذي ما تشتهين.
***
تتدحرج كرة الثلج.
تتكاثف
تتصلب،
وتكبر أكثر من مداخل كل المدن.
***
اتركي لي الجوارب.
إنها لحبيبتي: معلمة الرياضيات المثيرة.
لم تعلمني بعد؛ ناتج طرح غواصةٍ حربية من دبابتين،
زائد مدفعية وصاروخ أرض جو،
زائد طيارة ميغ 25.
وكذلك ناتج تقسيم كأسٍ ممتلئة، على ضفدعتين
زائد سمفونية بيتهوفن السابعة؛
وناتج ضرب: ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين كيلو متر مربع من الأسلاك،
بحقلٍ من الألغام،
ناقص عاشق خلف الحدود؟
***
خذي كل الصراصير الإرهابية والبرغش،
والبعوض والقوارض
و كلّ الشعارات وثالثَ خطابٍ للرئيس،
ولا تنسي التصفيق.
خذي كل شيء وامنحيني رائحة أرجلٍ حرّة،
مثل رجلي حبيبتي،
وكل الشهداء.
***
لا أحب الأظافر الزرقاء،
وحبيبتي لا تطلي أظافرها سوى
بالأحمر.
***
توتوت. توتوت: إنها خلف الحدود، حسب آخر
SMS
مسجٌ مقتضب:
ابتسامةٌ،
وثلاثة آلافٍ وثلاثةٌ وثلاثين قبلةً شائكة.
***
إنّ غيوماً سوداء ستنقشع عن سمائكَ؛ يقول طالعه.
ويقول طالعي: إن تلك الغيوم،
ستستقر في سمائكِ اليوم.
***
هل أخذتِ حبة "الفولتارين" ؟
يذكرها الطالب الذي صار طبيباً،
وحارس بابٍ لن تفوته إلا لارتكاب أجمل الحماقات.
***
تباً للثورة...
كان يومي مجرد همبرغر،
وحادثٌ طفيفٌ فقدت فيه قلبي،
وأخيراً سميح...
يقول "ريدر" ذو الطبيعة الثورية الهادئة،
حتى النزق.
تباً له، سأنادي بإسقاطهما معاً:
سميح: الطبيب الذي يسخر من ذكرياتي،
والثورة التي بحّ لها صوتي،
فيُلبِسونها عباءة جدي،
الموروثة من زمن العثمانلية.
***
تقرأ شاشة الموبايل.
تزهو بابتسامةٍ فاضحة:
لم يُبقِ على أية قطعةٍ من هريسة اللوز.
الكل يهتف للحرية،
وأنا أهتف لإسقاط الحب.
***
حمقى، يعتقدون أني أصرخ للثورة،
وأني متحمّسٌ لإسقاط الدكتاتور.
الشعب يريد إسقاط النظام،
و أنا أريد إسقاط الشعب
وحبيبتي.
***
تبتسم المراهقة وفي عينيها لمعة حبٍ،
لا يعرف الرياء.
ولكنني بمثابة أبوكِ يا صبية!!!
يردّ معلم التربية الروحية؛
على بعد خطوتين فقط من بوابة المدرسة
تنطفىء صبيةٌ،
تحت عجلات شاحنة.
***
شوكولا أسود...
ثلاثة ألواح بقبلةٍ واحدة دون أشواك. يصيح الطالب العاشق.
ثلاثُ دباباتٍ مقابل لمسة يد،
والبسطة كلها
مقابل جوارب حبيبتي.
***
أشاغلني بتعداد الشامات في وجهها.
تباَ لهذه المساحيق والألوان،
لولاها لكان أجمل وجهٍ،
على الإطلاق.
***
ثلاثةٌ وثلاثون شامة، بأكثر من ثلاثة أحجام.
أتحسس مكان شامةٍ، ظهرت فجأةً،
فوق أنفي
واختفت ذات صدفة.
***
"لن أخرج إلى المظاهرات" أعد أمي كلّ خميس،
وأخالف الوعد في كلّ جمعةٍ؛
أعود مساءً، فتسألني:
ما هي أخبار بيت عمك؟
تعرف أني أكذب عليها،
وأعرف أنها لا تصدقني.
ولكن لماذا تريد تصديق كذبتي؟
يقول "ريدر" الذي يكتبُ لافتاتٍ جميلة،
لكل جمعة.
***
هل يبقى شَعركِ أحمراً حتى الصباح،
حين تنامين؟
لا بد أنك أكثرتِ من القهوة،
ونسيتِ أن تشربي ـ كعادتك ـ
الماء.
***
لا أسخف من أن تعشق عينين ـ لا تبصرانك ـ
سوى وطنٍ مسقوف!!!
وملوخية بدون كزبرة،
وثوم.
***
هل يكفي أن تسوق بسرعة 200 وترفع صوت الـ هيب هوب إلى السماء،
حتى يطير سقف السيارةِ،
وسقف الوطن؟
***
تنتقي المعلمة ملابسها الداخلية،
بنفس العناية؛
فيما قبل ستة عشرة فراشة...
***
التاريخ: يوم الجمعة 24- 6-2011
الحصة الأخيرة: رياضيات.
ما هو ناتج طرح أوربا من الخمس قارات،
وحاصل جمع رئيسين مخلوعين،
مع ثلاثة في الدور؟
ما هو حاصل طرح الصحراء الغربية،
من مجموع الدول العربية؟
ماذا يساوي
ثورة زائد ثورة،
ضرب 21 ديكتاور؟
***
صمتاً. صمتاً. صمتاً.
إنها الأوبرا، وأنا المحارب القديم.
سأحمل نصف القمر الآخر،
وأتفرّغ لحفظ،
وتحفيظ
جدول الضرب
1×1-1 = 0