آخين ولات

آخين ولات أين هو المخرج؟
لن أرشد "المينوتور" إليه؛
لا الأرانب ولا الأخوات الثلاثة...
إنه في مكانٍ ما؛ هنا أو ربما هناك.
سقطت الشمس كاملةً على الرجل ذاته؛
الذي أسقطتُ عليه ضوءاً قبل حين،
لأراني بوضوحِ أكثر
في عينيه.
***

سيجلدونه إن هو أحبّها.
سيرجمونها إن هي أحبّته...
فلتكوني نصفي الحر. قال لها.
فلتكن أناي الطليقة في روح الطير. قالت له.
***

أمكنةٌ سيئة،
وجوهٌ أسوأ وعيونٌ في الزجاج؛
جامدة.
خذوا أشياءكم واتبعوني:
لي أمُّ تغني دوماً وتزيل البرد عن قلب Molly
***

هناك في الخارج
تأكل الأرانب عشب الأطفال،
ونساءٌ خلف الأسوار يهمسن في آذان بناتهنّ.
أكفٌّ تضرب زجاج النوافذ بقوة،
يتمرّأ العواء فيه نديّاً.
***

أرانبٌ ثلاثة في المصيدة،
وطفلاتٌ ثلاثٌ بعيونٌ هامدة
وموسيقا القداس ـ الختامية.
لا تخفنَ...
كلّ الذين هنا، بلا أمهات.
***

الطفلات الثلاث يهربن،
فيتبعهنّ المقتفي اللعين.
إنّهنّ في الغابة،
وسيمحو المطر كل أثرٍ لهنّ.
هششش اصمتنَ. تقول Molly المرشدة الكبرى.
اتبعاني إلى النهر.
سنأكل جراداً؟ تقول Daisyالصغرى.
شكراً للسرطان. شكراً للحَمَل، شكراً للنمل والنمور. تقول الوسطى.
أرى بلاداً غريبة، تقول Molly
أين نحن؟ تسأل الصغرى.
لقد تهنا، وتاه النهر عنّا. تقول الوسطى.
***

خلف السياج أمّ بعينين مزورعتين في روح الطير.
احترسنَ من الصبيان؛
يصطادون أرانب الغابة.
***

أسبوعٌ مضى...
هذا السياج أعرفه. تقول Molly المرشدة.
وهذه الأرض، رائحتها تشبه رائحة أمّنا
اتبعاني وأنا سأتبع السياج.
تعبتُ .تقول الصغرى.
سأحملك على ظهري. تقول الكبرى.
***

هناك في البعيد جداً، تقع بلادكنّ.
لقد ابتعدتنّ كثيراً. يقول المضيف الطارئ.
أريد أمي، وجورباً سميكاً. تقول الصغرى.
ساقاي واهنتان،
وقدماي شائكتان...
تبّاً للزجاج،
كم يبدو الوجع واضحاً فيه.
***

شهرٌ مضى...
في الرمل ضاعت آثارهنّ.
إنه السياجُ Molly، أريد أمي. تقول الصغرى.
خذي هذه العشبة،
بلّليها جيداً. إمضغي نصفها
والنصف الآخر، ضعيه فوق جرحك. تقول الوسطى.
إنهضي!
إنها روح الطير في السماء،
هل ترين أمّنا فيها؟
وتركض الأخت الوسطى...
***

لقد اختطفها العسكر... تبكي الصغرى .
إنّه السياج Daisy
تقول Molly،
وتلك نارٌ، أشعلها مقتفي الأثر اللعين
في قلب أمّنا الحزينة.
إنها هناك؛
خلف الأسلاك الشائكة...
***

هل سيعثرون علينا Molly ؟
لا، ولن يمسكوا رائحة أمّنا.
ثقي بذراعيّ وجناحي الطير...
***

تصوّب الأم مخالب الطير نحو المقتفي اللعين:
لن تأخذهنّ ثانيةً.
وتغرّد المرشدة: Molly سامحيني أمي
لقد خسرتُ واحدةً،
خسرت الوسطى يا أمي،
خسرناها...
فلتكنّ أناي الطليقة في روح الطير. قالت الأمّ.
هل ترينه؟
لقد أرشدته أختكنّ الوسطى إلى مخرج المتاهة.
فلنكن روحها الطليقة في الممرات الضيقة،
وصمت الزجاج.
***

الزجاج؛
الزجاج...
يا له من ابتكارٍ بهشاشة الدم،
ولون الفجيعة.
***

هل سيجلدونه إن هو أحبّها
ويرجمونها إن هي أحبّته؟؟

النص مستوحى من فيلم: Rabbit proof fence