أصابع الشّعر
أدمنتُني منذ أول الإنشاد.
منذ غيابٍ فصلني عني،
وعن الهواء.
منذ قهوةٍ،
لا أخفّفها بالحليب.
قلتِ أنك في نيسانَ، ستهربين إلى الشّعرِ؛
وأنا فيه: ألوذ بي.
ها هو نيسانُ،
والشاطئ محتشدٌ بالنوارس.
واصلي الموجَ
بكلّ الأجنحة...
ترغبين ريشاً شفيفاً؟
ما يحتاجه الطيرُ
لا يتعدّى خرزةً على أنفك.
قلتِ أنك لـ نيسانَ، ستقصّين شَعرك،
وتكسري مرآتك القديمة.
تطلين بالزّهرِ
أظافرك؛
ولا يُذكّرك بالعزف
سوى أصابعه الطويلة.
يأخذنا النّقصانُ،
ذاهلينَ عن كلّ الانتصارات.
أصابعٌ أدمنت الشرودَ.
أصابعٌ تاهت عن مغزاها.
أصابعٌ هي قرون الشيطان.
أصابعٌ تُخرِسُكِ.
أصابعٌ تُسكركِ.
أصابعٌ تتحسّس من ذهب
المحابس.
أصابعٌ هي أقصى الحب؛
أصابعٌ هي الزّجرُ
لا يحييها سوى القتل.
ماذا يقتل الغيابَ،
غير صوتكِ والجنون؟
أطلقي على الليل أصابعك،
و يداكِ تقبضان الريح،
بكلّ هذه الصّرامة.
أصابعٌ رقيقةً
تعتق الرّوحَ ـ الشّعر،
منكِ
فاسندي القلبَ
إلى الحبر...
لكِ الصهيلُ،
وللنوارس ألق نيسان.
استراحة الحديد
1
جالسةً القرفصاءَ،
أهذي اسماً،
من الصعبِ تخمينه.
أزقّتك،
وشَغَبُ أطفالٍ
هم قتلاكَ
ليس إلا.
2
تتواطأ مع العسليّةِ ـ تتسلقني.
أهبني لها ناصعةً،
ليس بي إلا
حنينٌ بعيد...
يعتريك البردُ،
فوق قممي.
3
قريباً من النهرِ،
يتشاقى هؤلاء الصّبية.
حتماً
سيغدون رجالاً،
تأخذهم أزهاري.
يقطفونها؛
ويهربون.
4
أصابعي
إذ ما خانها اللسانُ،
ما اكتفت
بالنّبش،
ولا إخراج الموتى
من صمتهم.
أتلاعب بفصاحتك،
وأوراق التوت.
5
كلّ الأشياءِ، أقلّ اكتمالاً.
أقلّ من أن تشدني
وسامة أحدهم.
أقلّ من انتمائي لك،
وغيمةٍ تتباطأ
لأبتلّ أكثر.
6
فراشةٌ تتصيّدني؛
بالأمس كانت عين البومة.
ترشف النارَ
من عينيك.
7
لاتُفرِغ يديك
من الظلّ،
وارفع كأسك عالياً:
ـ هنا المدينةُ،
ستكونْ...
نزهةَ البرونزِ،
واستراحةَ الحديد.