على وشك الخيبة
- في هذا الكون المُقفَل -
من تميمة كاهن..كم تنبّأ بروعة ما سيأتي بعد الدخان!!
ظلّوا ينفخون في الشعر،
ويُشعلون البخور لأرواح لن تأتي،
إلى أن أبعدوا الأفق..
إلى زمنٍ .. أثقلته غيومٌ دانية،
يَضنّ.. حتّى بالهواء.
نقمة هذا الخواء..
جعلتْ كل الشجون تصدَح..
مُربِكَةً الخَرَس، والشكّ معاً.
لم يكن حلمي ترفاً،
هو وريث هزائمي،
تُحلّق فيه الزوابع،
وتحطّم ما تحطّم..
لتفتحُ كوىً بحجم ثقب قلبٍ هوَى.
لا تتأخّر ...يا حلمي المُعانِدْ،
ولو بوعدك البخس!!
بين مدّين ..
تضحك مدينة الشاطئ..
لعدساتٍ مبتسمة،
وتَزفر هزيمة عمرٍ..
ذرَّ كلّ رماده على قرميدها.
خلف الجدران المُنْهدمة
لمعانٌ حادٌّ، لوجوه وظلالٍ منقوصة..
تودُّ لو تترك المِصيدة في حزنها.
من هول الرابض قريباً..
انتفض العمق...
صار للوقت بريق
يعمي المسافات،
وللأرصفة أجنحة.
ماذا يريد الضباب؟
ولماذا ترحل الأنهار من عندنا باكراً؟
هل للأرواح ملامح زائدة؟
أسئلة كما اللّدغات، تلتفُّ على النبض..
يرمي بها الطيف الذي..
يزورني كل ليلة.
لا أعرف..
كيف وصلني صوتك
حاثّاً كل الصور العالقة لتتخادش في ذاكرتي؟!
كأنّ نصّي الآن
يهدرُ بأكداسٍ من صباحات لدنة،
على صفيحها.. يرتاح فحمٌ كامد،
وفي جوفي.. يتكثّفُ إيقاع زمنٍ مضى، بشرره الناتئ..
المشهد الحيلة ..
يُخرِجني من البحر،
ويُدخِلني إلى حديقة تلدُ كل صباح حديقة..
فتعوم في رأسي أسطورة..
تبتلعُ كل الأوقات النائحة.
في فوضى الحصاد..
تُقامر الأزمنة مرَدتها وأقزامها،
تقلب الظلال..
تشمّع الأرواح..
ولا يبقى من الصور
إلا روائح برّية متفحمة.