لن يمنحني هذا الهواء الطلق
سوى أوقات عامة..
لا تصلح كوليمة للحلم.
في أعماق وعيي، ثلجٌ لا يذوب،
تحت قرص الشمس الساكن..
لا ضمان لي.
أنا مصباحٌ قديم،
وهذا العالم يتربّص بي..
هل من طاقة كتيمة لتَحول دون فَنائي؟؟
حتى حروفي التي كانت تُتقن حكّ الألماس،
صارتْ إنذاراً أخرس..
يُنبِتُ الدبق.
الوقت يمضي وأنا عليّ أن أغادر،
بعد أن أُُجمّع غيومي من سمائكم،
وأطوي عواصفي،
حقائبي فارغة..
ربما .. بعض القصائد تنفع.
لم أتعلم السعادة..
بل اكتفيت بالتباهي بالحنين،
والركض مع عاصفة، لم تمنحني قلبها،
كم حلمت بتطويق الأفق،
وفضح الصور التي خدشت وعيّ!!
الآن
وبعد تزايد الضرب على الشجن..
سأغادر .
أنا الآن أقصُّ جذوري .أُيتِّمها..
ولو أنني لا أصدّق ذلك الأفق المَمحو،
بأن روحي ستزدهر هناك؟؟
ولماذا لا يشفع التاريخ لي؟؟
أفكاري ليست ملكاً لأحد،
ربما يتصدّع رأسي وأنا أبحث
عن الإحساس الأسمى..
فصيلتي غامضة..
تُتقن ترميم الفراغ.
لم يعد يُرضيني المُتاح منك
ــ يا قاموس العتمة ــ
سأشرّد معانيك.
هل من..
فراغٍ للتحديق
لتبريد القلق..
للضرب على الفشل..
للسير في تضاريس وهمية..
بحثاً عن الباطن الدافئ
بعد شحّ الغيب واضطراب المعجزة.
تلك الريح ماكرة..
ها قد كشفت عن صقيعها،
سأعاندها بحجّتي؟؟
لن أكون المَغلوبة في أرضٍ..
اعتاد أفقها على كسف الشمس.
خرجتُ من طوق الغابة ..
إلى ممالك لا تتسع،
بعد صدمة العبور ..
تكدّرت بالعالم كما تكدّر بي،
وقبل انتهاء المشهد..
حلّقت بي طيور صائحة ..
إلى خضرة أخرى،
دلّتني عليها أوهام..
تراصّت على شكل غابة.
تحت عصف الرؤى،
ألجُ أرضاً ختَمها التيه
حيث تجثم الحدود العارية
في حيادٍ صقيعي،
ربما، لصدّ قسوة ما،
وأنا أكزُّ على الخوف،
وأفكّر ..
أين يكمن العطب؟؟
هذا الدرب يهذي..
النهر لا يعرف من كسر القصب،
ولا سبب استطراد الغابة
عن سر الاخضرار ..
سأنتظر حتى يطلع النهار،
ويَخرُجُ اللهب،
لأنتهيَ من ليلٍ..
كدّرني بحفيف أشيائه.
مللت وعود الرؤى،
ومقارعة العاصفة،
لن أُكاشف المَدى بعد الآن.
كل يوم ..
ستحمل إليّ فضّة الغسَق
كل هذا الموج من الحنين،
وكل يوم لن أملّ انتظار ما سيقذفه الفراغ الأزرق.
لا مفر من برقك وغضبك يا دكنة السماء..
ملاحتي في قسوتكِ ابتهال
لنعيم..
لو ينهمر؟!!
الوقت غير صالح للعبير،
ومضرّج بالأنا..
لو أُفرِغ المعنى من قيظه،
لأجل الوضوح الذي لا يُرى من هنا..
لأطفو أعلى من هواء المكان،
طرقٌ خفيف..
وأدخل في غيبوبة ما قبل الخروج بروح الفكرة..
بأنّا كنّا.
ها أنا أتمرّغ في التعاسة
بعد تقشّر ملاسة الفخ، وأسأل:
هل أوهامي المُرابطة من صنيعي،
أم هي عزفٌ لطاقة الحاضر؟؟
أنا المُصابة بأبدية البوح.
صدِّقني يا حاضري......
سأحتفي بك يوماً،
وستحتفي بي.
المجد للنسيان!!