يسدر الظلام متعثرا بجثة البروق
فدعه يطارد ظلاله المواربة
ويفترس طعناته على الجدران
واركن تثاقلك بالنوم
على رفوف من حطام غبشي
تلتهمه مكابرة الاوراق
او فاشعل ذؤابة روحك المرتعشة
لتنادم فجراً تأسرهُ الاعماق
خذه لانفاق تُهرّب من تحتها الموانيء
على حدود مجرة تخاصم النعاس
ستلج المداخل منذورة للرحيل
وزهرة على كل كاحلٍ
جائزة جاهزة للهروب
او فاطلق جدوى احتمالك الاخير
دع الريح تجرجر لعثمة النداء
لارتعاش قناديل اصابها العشو
فراحت تفشي اسرارها للمنجمين
ولك ان ترتقي حياد المنحدرات
عابث الوعول المتشعبة القرون
عن كمائنها الموطوءة بحافر الشجاعة
واستلَّ من بياض يقظتك خيطا اسود
يسحل حصون الضباب من مفارِق خيبتها
ويلقي بها في مهاوي السيول
أجل سيفيض جبين الارض بالرعود
وتخرج التوقعات ساخنة من الارحام
يخوض في نعومة بارودها التراب
عندها تصدق الريبة انفجاراتها
فتعانق الفجاءة رافلة بمعناك
بدمقس مبارك بغبار النار
فتتعفر الوهاد مضرجة بحروف اسمك
ويفقد الرحيل بوصلة المكان
منكبا على وحولك في ارصفة المتسولين
ماذا تبقى لك
من قرميد المدينة تلك ؟
أو من سقوف بيوتها الواطئة الطين
غير كوة يسمونها المنفى
لاتفضي الى وهن الانين
ولا تطل على اصطخاب الازقة
وماذا تبقى من براعة قنصك
لاهثاً وراء لحظة هربت منك بجلدها ؟
غير انك انت الطريدة الآن
تستغرق الاسئلة عمرك
والاجابة تاكل من اوجاع كتفيك
ولا تقوى على استدراج سنيّكَ
بابجدية يتهجاها قراصنة عميان
فدحرج راسك العامرة بالاعاصير
فانها ليست لك بغير الريح
فان احتفظت بها طويلا
سينعتونك بصاحب الراس الخاوية
وان ملأتها برنين الغياهب
سيقولون عنها
ضاجة بحطام اجراس صدئت
فاخلع اسمال حيرتك الاسيرة
وافتح للبرق كوة في صدر منفاك
تطل منها على رئة المدينة تلك
يتسرب منها اللهاث القتيل
ورهبة الامهات
وابرح عاطفة تقتات الزوايا والثكنات
وهي ترشق المكابرة بحجارة الاخطاء
ستتوج نفسك بيديك
سيداً للمكر المقدس
الوارث من حنكته أشجع المعاني
في أبشع الملمّات
تقود كتائب الذكريات وهي تنسحب
نحو خطوطها الخلفية
وتترك بوصلاتها زينة للعواصم
الساهرة على خط الافق