ماذا لو جاءوا بثمالاتهم
وحشوها في راسي
لترنحتُ قبل ان تترنحَ
رصاصاتهم السكرى من دمي
ماذا لو أعادوا إلي قليلا
من هواء سرقوه من رئتي
وعبأوه في قناني الغاز
أو عناصر الزوبعة
ماذا لو جادلوني عن جيفارا
لأخرجته لهم من كنتور أمي
ولفافة السيكار بين أصابعه
وغبار قليل على البيرية
ماذا لو مسخوا ظلي
حائطا يتبول عليه المارّة
(من الملآنين بالبيرة (الفريدة
فقد أجفف الأرصفة بمفردي
لكن ما أفعل لنتانة إفرازات
الفائض من حاجاتهم
ماذا لو كسّروا أصابعي
وقالوا تعلق الآن بشباك الحبيبة
وردد دعاءً بدل القصيدة
يبدأ بكلمتيّ: عيناها المباركتان
لتركت صلاتي وعقرت ذراعيّ
ماذا لو ألقوا بي في عاصفة الثلج
وقالوا ان ترتجف فخوفك غموض
لكن وضوحهم ما كساني
بل كفّن الرثاثة في جبيني
فتفاقم عريّ عظامي
ماذا لو قالوا لاتتوهم
ودافوا الوهم بمساحيق الحلم
في عيون نهاري
فآويت إلى المرآة مستنجدا بالليل
من لزوجة أجفاني
ماذا لو غسلوا دماغي بالنفثالين
وقالوا لئلا تقرضه الحشرات والجرذان
فانقرضت سلالة أفكاري
وخلفّت هيكلا عظميا لشاعر
ماذا لو قالوا لاتتهيب
فلكل كسول نصيب
من ارث السلامة
ونوم الظهيرة
والباذنجان المقلي
ماذا لو نادوا عليّ باسمي
وقالوا لست المعني
فما نعنيه قصيدة دون اسم
كنت دمعها الخجول
وضجيجها المقتول
ماذا لو قالوا تريث
فأنت ملاقٍ ربك لامحالة
والمضطربون على الجلجلة كذلك
فالجنة ليست خان جغان
للسلاحف المتصالبة ببطء
والقرابين الناثرة دمها بعجالة
ماذا لو منعوا التجوال في نافذتي
واطفأوا مصباح المطبخ
لكنتُ التهمت الفضاء المحيط بي
وعلست ظلام روحي نيئاً
ماذا لو حاكوا دسائسهم من الفلين
وأوقفوني على شرفة الرياح والمطر
لكنت هبطت الأرض بمظلة سوداء
وصادقت قطعان الجواميس الغاطسة
ماذا لو جعلوني واحداً منهم
علقوا الأجراس في عنقي
ورتبوا حماقاتهم على قياسي
لعرفت طريقي إلى البيت
واختزلت قامتي إلى سروال
ماذا لو برعتُ في كل ذلك
لكنت وجدت آخرين
من كوكب بعيد
يحاولون خداعي بنفس الأقاويل.