كثيرا ما يخدش نزيف الضوء الجدران
فيكون الغموض إطلالة الوجه الأليف
وقسوة المستور وراء الهياج الهش
ويصير الهروب يباب أمام الفيضان
يكتسح فضلات النوم وبراز الأوهام
والغياب جغرافية لترسيم حدود الانقراض
ببحلقة أخيرة تخفي استغاثة الغرقى
بشراهة كائنات تتعلم السباحة في السرير
وتعود البسالة تكهنات الخوّر عن انفجار الجرأة
حين يشلّ الحدس براكين الأعماق
فتنبت التعاويذ ريشاً ملوناً على الشفاه
وأرانب هلعة تطاردها مخالب الحقول
مرتبكا يجيء المدجج بتجاربه
يوزع كتائب ذاكرته على النسيان
ويعلن الحرب على شرائع ألفته
يسائل الذين غرروا بمكره المقدس
عن معنىً يضفونه على الخديعة
فكم تذهله حصانة لم تمارس احتشامها
ويفترسه هزء المروضين لنمور نواياه
وهم بنبشون في خلايا جلده المرقط بالأعوام
بسخرية الألوان الفاترة
تفتش عن عناصر لوحتها اللقيطة
فيما ينبجس فيها من غفلة الضياء
وما يتخلف من هالاتها في عشائها الأخير
مرة أخرى يعلق صبر ذاكرته على الأهداب
ويرمي بأجفانه العطشى للمطر
تتكسر كارتجاف الغصون
وهي تفضي الى بداهة الفأس
أو ضراوة النيران
يناثر لؤلؤ تجاربه كلما أرسل مقلتيه
وهي ترمق قاع الجب بحكمة العميان
لايخدعهم تراب المسافة الا مرّة
حين تقودهم عكازاتهم الى القبور
ودون ان يشيعوا نحيب أجراس السماء
تشع في سنينهم مرآيا البكاء
حتى مأتم الشمس الأخيرة
فنذهب في سباتنا لشتاء يقظة يطول
وحين لا نفيق نفجر فيه غيبوبة البياض
نهتف بالخارجين من اغماد الجراح
هذه ضوضاء أحلامنا تفضحها النواقيس
جابت القبور وبطون الكتب والمعتقلات
وانتخبت خطايانا مفاتيح للتجارب
تتقافز على ورق من غيوم الذنوب
وتصطاد أسراب النجوم والفراشات
بجيوش الكلام النازف سخامه في حضرة النور
على ليل لا تبين يقظة النوايا فيه
فقد أظلت أفلاكها كخواتم عمياء
على أصابع كهنةٍ منشغلين
بالأشرطة المذهبّة في ثياب الأيقونات .