الإرث
يشتدٌّ سعال الوقت
إذ يبتهلُ الفضاء للغبار
ويحنو التراب على رقّة العشب
لو تناسخنا كيما يتكدّر الفراغ بنا
أو تناسلنا كرياح المَكر
ففي الحالتين نكون إرثُ الطواحين
بأنيننا تحتشد كنوز الأرض
الشُبهات
قدمي ذات الطريق العرجاء
ويدي على عنقي
أُسرّبُ الضروراتَ وراء الأسيجة
لا أرى ما يكيدُ بي
أو ما يتفتقُ عنه الظلام
حتى تبرق الشبهاتُ في رئة النهار
الحبر
يذرف البحرُ كحله في العيون
يتنفس القاعَ مرجانُ وجهي
ولساني بجع الكلمات البيضاء
يمتشق لهاث البحر
يحيل الزرقةَ الى حبر
ورمح العزلة الى قلم جاف
به ألكزُّ رشاقة المعنى
وأخدش جلد البياض
أو سأبري عظامي في فم النهاية
وأؤثثُ لموتي في دورق الرماد
الطوفان
لنا شغف بافتضاض السحاب
وزرقةُ السماء بِكر
الأرض ملأى بالشروخ
والأعشاب تخاف عثرة الظلمات
مطر / عليك الخروج لتبتل فروة الذاكرة
فتزدهر
مطر/ عليك الدخول لتجف جوارب العواطف فيك
ستلقى الصحراء تمرح في سريرك
والطوفان مندلق من ضوء مصباح شحيح
الزقّورة
سياطُ الهواءِ موشومة بقميص صدرك
أضلاعك على شكل زقّورة
تدور الأنفاس مطأطأة تحتها
يسيل معتقا دم الحجارة فيها
يتمادى الجوهر في غيبوبته
فنسمي غبرته التاريخ
انتظارك قصير / وبواعثهُ طويلة
المقصلة
وجهك مقصلة النظرات المرتابة
متواطيٌْ هذا الذي يمازحني فيك
زوادتهُ دعابته كيس قماش اسود
يرجمني ببندق عداواته
يزقني بلعاب مصادفاته النخرة
فتشع أسنانه المعدنية في أذني
وطبقا لما يهمسه عادةً
اتهدّج لأبصق ذاكرتي
وأُغلقٌ فمي خلفي / لئلا يتسوسَ انتظاري
المأدبة
نؤمنُ بنبؤةٍ تبزغُ من ضجيج
وبعهد ننحرُ له أبناءنا على صخرة
في مأدبةٍ مناديلها لا تنتهي
وملاعقها بلا طعمٍ ولا بريق
يجوعُ الرغيف فنطارده بالجمر وبالحكمة
تهرب الأكارع فنمضي في احتمالات الطريق
تنتظم مقاديرنا بلا ترتيب
فنفيض عن الحاجة
إقرأ أيضاُ