النهايات مفتوحة لالتماس الأقاصي
تذرف ليلها كدمعٍ تدجنه المرايا
وتترك للأكوان غموض صباحاتها
على رفوف من غبار
يخنق زمهرير الأفق نفسه بيديه
فينضج مشهد الأصوات وهي تتعالى
نحو صمتها حين يتشظى الفضاء
برصاصاتٍ أشعلت قميصَ الأثير
وزخرفت الأكفان ترفرف كالرايات
تهف ملوثة بعويلها الأخير
المعنى يُلقي بنفسه من شرفة القول
ويتلقى صدى إيقاعه كانكسار البلور
او كصرير قيود تكبل أقدام السماء
وقد يهوي بعيدا عن حناجرنا
ومحاجرنا المزدانة بالزرقة والكدمات
تتفقده أوبئة البلاد تسيجهُ بالمراثي
وتسعفه في الظلمة نيران الغزاة
سيُغرق النقيق آبار محنتنا
شغوفاً بلزوجة تلك الحكايات العاقرة
رَجعُها يسترطب طمث الأعماق
في ظلمة تستر قامات الظهيرة
لتشفق على عانات الرجال
وألسنتهم المدببة كالمصاريع
فلا تلد غير صدى لهاث يدور
في ليالٍ أصابها الربو
فراحت تفقس الدعاميص
خشيتها في خياشيم القصب
الأشجار تظللها غبرة التعب
لتطبع سحنتها على التراب
الأغاني تمنح الذرائع لأجراس الأسطورة
الحانات القديمة تجفف شفاه المصلين من التهدج
فتنهمك الخمرة تحفر مجراها في دم الصخور
وتطلق ريش سريرها المدجج بغناء الطيور
تخفق الصقور تدجن خزراتها رهبة القناع
ويطير النوم يطارد جوع الفضة في العيون
يعجنه بالدمع على رغيف في هواء غريب
تسحب الوصايا أعنتها عنوة
وتجغرف للدليل بوصلة الصهيل
تقايس وقع الحوافر بأخامص النداء
فتنسرب من ماسوراتها حِنكة الآبناء
بورودٍ لوثها بارود الآباء
تخسر طاعتها قرابين العصيان
رافلة على مذابح الغواية
فيجيش الهياج يهندس شيخوخة الشرائع
يصلب الهواء على مداخن المطابخ
فتصطفق مراقد الدجاج مفجوعة
من وجع يهييء نفسه للفطور
ان تشبعوا فالتهموا المجاعة
ان تحتفوا بالماء اغرقوا في جحيم
رؤوسكم ستطفو كبالونات الاختبار
فانفخوا فيها تباريح الريح
ودحرجوها بعيدا عنها تناسخ التيجان
ناهشوا الثعالب افتراس حكمتها
الأشد بطشا من خداع اليقين
ودثروا فروَّ الأكاذيب بزهو الكلام
واستفيقوا عند نهاية الحلم الأخير