محمد أسليم
(المغرب)

قراءة أولى1. في إشكالية قراءة وتقويم

إن شئنا تقديم جرد للثقافة العربية في الانترنيت، من خلال إسهامات المثقف العربي في الشبكة العنكبوتية، وجدنا مادة غزيرة لتحقيق هذا الغرض، الأمر الذي يحفز على إنجاز هذا المشروع، لكن ما أن نباشر تطبيقه حتى يصير الأمر في غاية الصعوبة: فتقويم شيء ما أو تقديم حصيلة له مسألة تفترض وجود ما هو مكتمل ونهائي، وهو أمر ممكن إلى حد كبير مع الإنتاج المطبوع، بيد أنه شبه مستحيل مع الانترنيت لأسباب أربعة:

1. 1. طبيعة الشبكة ذاتها، والمتمثلة في سيولة هذه القارة وسرعة تبدل معطياتها لدرجة أن أي تقويم لا يمكن أن يتم إلا داخل الانترنيت، كما لن يكون إلا آنيا بالنظر إلى سرعة تدفق المعلومات. فالشبكة العنكبوتية تشبه محيطا تتحرك مياهه على الدوام بما يجعل من المستحيل السباحة فيه مرتين. إنه عالم في تقلب مستمر، ثمة دائما مواقع تختفي وأخرى تظهر وأخرى تغير مكان إقامتها، ترحل من منطقة إلى أخرى...

1. 2. الانترنيت يتيح للفكر والإبداع أن يتجلى في تموجه وحركته الدائمتين، مما يقتضي مراجعة أدوات التحليل والنقد الموروثة عن عصر الكتاب الورقي ذاتها؛ إذا كان النشر المادي يقدم كل نص، إبداعيا كان أم فكريا، باعتباره منتهيا؛ لا يمكن لمؤلفه أن يجري عليه أي شكل من أشكال التعديل (حذف، توسع، مراجعة، تصحيح، تنقيح، الخ.) إلا في شكل طبعة ثانية أو نشر جديد، فإن النشر الإلكتروني، بخلاف ذلك، يجعل من العمل نفسه ورشة قابلة للتعديل على الدوام، بحيث لا يوقف هذه التعديلات إلا رغبة المؤلف. إذا تعلق الأمر بدراسة، مثلا، فإنه صار بالإمكان تحيين محتواها بشكل دائم تماشيا والقراءات الجديدة في الموضوع والمستجدات ذات الصلة. وبذلك لن تقرأ الإنتاج المذكور مرتين في ثلاث تحيينات له، مثلا، على امتداد بضعة أشهر. والأمر نفسه ينطبق على الأعمال الإبداعية…

1. 3. فكرة المبدع والمثقف نفسها تتعرض لمراجعة قوية مع حادث الشبكة؛ فثقافة الكتاب الورقي كرست صورة هذا الفاعل الاجتماعي والثقافي باعتباره شخصا يمتلك سلطة للقول، تمنحه إياها مجموعة من الوسطاء: دور النشر بتراتبياتها الداخلية، الصحف بطواقم تحريرها، المجلات بفرق تحريرها وهيآتها الاستشارية، المؤسسات العلمية، وأخيرا النقاد والقراء. في حين مع الانترنيت صار بإمكان من شاء أن ينشر ما شاء ويقدمه باعتباره ما شاء موصلا إياه رأسا إلى المتلقي، دون المرور من أي وسيط أو رقيب، وذلك على قدم المساواة مع أي أديب أو مثقف آخر اجتاز آليات التصفية التقليدية وكرس نفسه باعتباره اسما وازنا...

أكثر من ذلك، فالرقمية لم تجعل النشر في متناول الجميع فحسب، بل وكذلك أتاحت له التحقق بمنتهى السرعة وبكلفة زهيدة لا مجال للمقارنة بينها وبين الاعتمادات المادية التي يتطلبها النشر الورقي. فإرسال كتاب بكامله إلى أي ملقم في أي بقعة من بقاع العالم وجعله رهن إشارة المبحرين في كافة أرجاء المعمور عملية لا تتطلب أكثر من بضع ثواني إلى بضع دقائق (حسب سرعة الاتصال)، وبالتوفر على مساحة تخزينية بسعة 100 ميغا بايت، مثلا، يمكن نشر حوالي 200 كتاب... فالانترنيت، قبل كل شيء، هو أكبر شبكة من الحواسيب مرتبطة فيما بينها وتقرأ لغة واحدة. ثم إن هذه الشبكة ليست في ملك أي كان، كما لا تستطيع أي جهة لحد الآن أن تدعي امتلاكها أو تمتلك سلطة التحكم في تدفق المعلومات فيهل. الشبكة في الأصل تم تصورها لأغراض عسكرية تتمثل في تفادي انقطاع التواصل بين القيادة وباقي الوحدات بسبب هجوم نووي أو غيره. تفاد تم تحقيقه الآن بالإزاحة عن المركز: في الانترنيت لا وجود لوسط ولا محيط: كل الحواسيب مراكز ومحيطات في الآن نفسه؛ إذا توقفت ملقمات جهة جغرافية ما عن إمداد حواسيب العالم بالمعلومات، فإن ذلك لا يحول دون انقطاع الإمداد من وإلى جهات أخرى، إذ تستمر ملقمات الأنحاء الأخرى دائما في التزويد بالمعلومات وتأمين التواصل بين المستخدمين...

هذه النقطة التي يصطلح عليها بـ "مصداقية المعلومة" أو "غياب المصفاة"، على حد تعبير أمبرتو إيكو [1]، تمثل نقطة سلبية وإيجابية في آن: سلبية نظرا للتلوث الذي تحدثه في الويب، وإيجابية لما تضمنه من مساواة وديمقراطية - إن جاز التعبير - بين منتجي الفكر والثقافة المعنيين بنشره في سائر أرجاء المعمور:

فالرقابة الذاتية على ما ينشر في الانترنيت، والذي لم يعد يقتصر على المكتوب، إذ تتيح تقنية الترقيم تحويل، ولأول مرة في تاريخ البشرية، الصورة والصوت والكتابة في صيغة واحدة هي 0 و1، تلك الرقابة ليست متساوية لدى جميع الناس، وبالتالي بديهي ألا يكون شعرا كل ما يقدم نفسه باعتباره نظما مثلما بديهي ألا نجد سردا ضمن مجموع ما يقدم نفسه باعتباره محكيا، كما بديهي أن يحدث ألا نجد سوى هذيان ضمن ما يقدم نفسه باعتباره إنتاجا فكريا رصينا...

من جانب آخر، العديد من النصوص التي تقصى (أو أقصيت) ظلما من التداول الورقي، إما لمنع الرقيب أو لبيروقراطية جهاز النشر أو لسوء تقدير هيأة قراءة دار النشر، هذه المجلة أو تلك...، العديد من هذه الأعمال يجد فضاء رحبا للتداول، وبالتالي ثمة من ينجح في تكريس نفسه كاتبا انطلاقا من الشبكة، فتجد أعماله طريقها للنشر الورقي، كما ثمة من يكون قد كرس نفسه كاتبا في عالم الورق ولا يجد له موطئ قدم في القارة الافتراضية. وأشهر مثال على ذلك، الكاتب الأميركي Stephen King، الذي أراد في يوليوز 2000، الاستئثار بالعائدات الطائلة لكتابته، بعيدا عن وساطة ناشره الورقي، فوضع روايته الجديدة The plant، على الخط، رهن إشارة القراء مقابل دفع أقساط شهرية، لكن عدد قرائه انهار بشكل متزايد بما جعله يتخلى عن المشروع في شهر دجنبر من السنة نفسها، ولم يكن ما كتبه قد تعدى ست فصول من العمل [2].

1. 4. في صلة مع النقطة اللاحقة، وكما نبه إليه جورج لاندو في سياق آخر يرتبط بدراسة النص التشعبي التخييلي، إن تناول مادة إلكترونية بالدراسة في منشور ورقي أمر لا يخلو من مفارقة بالنظر إلى تباين العالمين: فالمنشورات الورقية أجساد ميتة تسجن النصوص في قوالب مادية، لا تحيل إلا على ما بداخلها. وإذا ما استدعت العودة إلى نصوص خارجية، فالتحقق من هذه الإحالات يقتضي من القارئ بذل مجهود في العودة إليها، وهو ما لا يتحقق دائما. بخلاف ذلك، تتيح المنشورات الإلكترونية في الانترنيت، عبر إمكانية إدراج الروابط التشعبية، الوصول إلى مجموع نصوص إحالات الدراسة (المتوفرة في الويب طبعا)، من خلال مجرد النقر على الروابط التشعبية المفضية إلى متون المراجع على نحو ما نفعل الآن.

2. ثقافتان ومثقفـان:

لقد أفضت هذه الازدواجية، في المجال العربي كما في غيره، إلى ارتسام خط فاصل بين ثقافتين ومثقفين: ثقافة ومثقف سيبيريين رقميين عصريين، وثقافة ومثقف ورقيين كلاسيكيين تقليديين.

في العالم العربي قليلة هي النماذج التي أدركت عمق التحولات التي تعرفها الثقافة البشرية في ظل الثورة الرقمية التي نعيش بداياتها، وبالتالي انتقلت من عالم الورق إلى عالم الرقم أو زاوجت بين الاثنين. يكمن عمق الثورة الرقمية في كونها ستؤدي إلى تحول كبير ليس في ميدان الدراسات الأدبية فحسب، بل وكذلك في أشكال التواصل وحقول المعارف البشرية بكاملها، سواء على مستوى الإنتاج والنقل والإيصال أو على مستوى التلقي والتداول. فما الكتاب، والقراءة، والمؤلف، والإبداع الأدبي، متمثلا في السرد التخييلي والشعر، سوى قضايا جزئية في سياق تحول جذري يهم الحضارة البشرية بكاملها، نحن الآن شهود عيان على بداياته...

هذه النماذج (التي تزاوج بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني) تحضر في ثلاث واجهات:

- صحف ومجلات: النهاران (اللندنية والبيروتيـة)، القدس العربي، الشرق الأوسط ، الزمــان، العلم، ألف ياء، إيلاف، بانيبال، أفق، حقائق، التجديد العربي، الاغتراب الأدبي، ألـواح، نـزوى، مدارات، معابر، الكرمل، أقلام أونلاين، أفق، الآخر، ملكة سبأ الثقافية، الحوار المتمدن، عشتار، النفزاوي، الآخر ، جسد الثقافة، الخ.

إشارة لابد من إيرادها، وهي أن الحضور في الانترنيت لدى عدد لا يستهان به ممن ينشرون في هذه الواجهة والواجهة الموالية لها هو حضور عرضي فقط، يتم من خلال منبر النشر الذي يزاوج بين الإصدار الورقي والرقمي (الصحف)، أو يقتصر على النشر الرقمي باستجلاب مواد منشورة في صحف رقمية وإعادة نشرها في موقعه الرقمي (حالة موقع كيكا، مثلا). وبذلك بديهي أن تحضر أقلام لا علاقة لها إطلاقا بعالم الرقم... من علامات ذلك، تعذر مجرد التواصل مع العديد من الأسماء الكبرى التي كرست نفسها في الساحة الثقافية العربية، لأن مقالاتها لا تحمل عناوين إلكترونية...

- مواقع ثقافية: كيكا، المرايا الثقافيـة، الـزومـال، نسابا، جهة الشعر، ثقافة 11، الإبداع العربي، الخ.

- مواقع شخصية: أسعد الجبوري، محمد عابد الجابري، حمزة الحسـن، عبد الله إبراهيم، نوال السعداوي، المهدي المنجرة، عدنان الصائغ، شاكر لعيبي، قاسم حداد، سيف الرحبـي، شوقي محمد الزين، فيفيـان صليوة، جاكلين سلام، علي مزهـر، عبد السلام الموساوي، محمد زيدان، أحمد العمراوي، سوزان عليوان، محمد الدروبـي، بريهان قمـق، سعيد بنگراد، يحيى اليحياوي، ، أيمن اللبدي، الخ.

إذا اعتمدنا مثل هذه الأشكال معيارا لتقويم حضور المثقف العربي في الانترنيت خلصنا فورا إلى النتيجة المحزنة التالية، وهي أن عدد المواقع الثقافية والفكرية في العربية لا يتناسب وعدد المبدعين والمفكرين ونقاد الأدب في العالم نفسه، وبالتالي فالثقافة العربية لا زالت في شطرها الأعظم ثقافة ورقية كلاسيكية تقليدية، في عصر يتسم أساسا بإعداد مراسيم وداع "زمن جوتنبرغ" وتحول الكتاب الحالي (الورقي) إلى مجرد قوسين في تاريخ البشرية، مثلما كان الحجر والألواح الطينية ورولو البردي مجرد محطات في تاريخ الكتابة أفضت إلى الكوديكس الحالي الذي لن يكون بالتأكيد المحطة النهائية لتجسيد الإنسان لذاكرته وفكره [3].

2. 1. المثقف الورقي:

هو الذي، في زمن الطوفان الثاني (المعلوماتي) - على حد تعبير الفيلسوف بيير ليفي [4] - لا زال متحصنا في قلعة الورق إنتاجا واستهلاكا، اختار الخلود إلى الكتاب لما يوفره من أمن وطمأنينة ويقين. ألا يوفر الكتاب الورقي مادة فكرية مكتملة، ذات بداية ونهاية، محفوظة داخل جسد مادي، يتم التنقل في أرجائه عبر مسلك الخطية الآمن؟ المثقف الكلاسيكي هو الذي أمام إمكانية تصفح مئات الصحف العالمية يوميا (هناك أكثر من 1000 صحيفة إلكترونية مطلوقة للتصفح المجاني)، بثمن زهيد (كلفة الاتصال)، وإمكانية النسخ والتنزيل المجانيين لمئات المقالات والدراسات والكتابات الإبداعية الرفيعة والبحوث الجامعية، وإمكانية التواصل الإلكتروني اليومي مع أناس من كافة أنحاء المعمور بكلفة زهيدة أيضا... أمام ذلك، اختار التقوقع في حيه أو مدينته، والوفاء لصحيفته اليومية وخزانات الإعارة المادية والأكشاك والمكتبات... إذا حرر مقالا أو نصا أو كتابا اتجه به إلى الراقنة، معتبرا جهاز الحاسوب آلة تنتمي إلى عوالم أخرى، معرضا عن التعامل معها إما لجهل أو بخل أو فقر مزعوم...

ضمن هذه الفئة يحدث أن نجد من هو أكثر أصولية من كل الأصوليات، وأكثر سلفية من كل السلفيات التي سبقت إلى احتلال مواقع كثيرة في القارة الجديدة، وبنت صروحا شامخة فيها لدرجة أننا إذا اعتبرنا المواقع الإسلامية في تقويم الشهد الثقافي العربي بالانترنيت خلصنا فورا إلى أن الدخول العربي إلى الشبكة العنكبوتية دخول ديني تراثي بالأساس... من علامات هذا التحجر، مثلا، كون بعضهم (أستاذ جامعي بالمناسبة) كان إلى وقت قريب يرفض استلام فصول رسائل طلبته، في قسم الدكتوراه، المطبوعة على جهاز الكمبيوتر ويفرض عليهم إعادة تحريرها بخط اليد. من ذلك أيضا إعلان بعضهم، وبشكل علني، عن رفضه القاطع للتعامل مع جهاز الحاسوب، وإعراض البعض الآخر التام عن التعامل مع شبكة الانترنيت بدعوى أنها لا تتضمن سوى "ثقافة القشور". كأن الويب في حاجة لتزكيته!!!

2. 2. المثقف السيبيري

بخلاف ذلك، المثقف السيبيري هو الذي، أمام الفوران نفسه، اختار ركوب المغامرة، يتصل يوميا بالشبكة، يجوب هذه القارة طولا وعرضا، لا ليستكشفها فحسب، بل وكذلك ليترك فيها بصمات لمروره، يتصل بأصدقاء من كافة بقاع العالم، يشارك في مجموعات للمحادثة، يتصفح الصحف اليومية عربية ودولية، يزور مواقع، يخزن ويحمل نصوصا للقراءة خارج الاتصال، يتردد على المواقع الثقافية، يتعلم، يُحمل برامج للتعلم والاستخدام. إن كان بصدد إنجاز بحث أشرك في بحثه زملاء وأصدقاء له من كافة أنحاء العالم، عبر التوجه إليهم بالسؤال والاستشارة... بكلمة واحدة، المثقف السيبيري هو من يدخل في دورة للاقتصاد المعرفي، على حد تعبير الفيلسوف بيير ليفي [5]، ويساهم فيها بعملة الأخذ والعطاء؛ فالويب "ليس خزانة، كما أنه ليس متلق سلبي للمعلومات. الويب مكان، أرض، قارة. ليحيى المرء فيها ويكون فعالا، يجب عليه أن يقفز من مكان لآخر ومن حدث لآخر، أن يتحرك، يبحر في الامتداد المستمر لهذه الشبكة ويقبض هنا وهناك على قطع من المعلومات (...) ولضرورة الحركة هذه تأثير عميق على الاستعمال والسطحية وتطور البنية الجديدة لامتلاك المعارف بما أنها ترغم على الانزلاق، بما أنها تدفع إلى الترحل، بما أنها تجعل من الترحل البنية الأولى لامتلاك المعارف" [6].

3. ملاحظات حول حضور المثقف والثقافة العربيين في الانترنيت:

حتى وإن ضممنا إسهام المثقفين العربيين معا: التقليدي الكلاسيكي الورقي والرقمي العصري السيبيري في عالم الانترنيت، نلاحظ أن هذا الحضور لا يتناسب مع - ولا يستغل - الإمكانيات الهائلة التي يتيحها عالم الرقم عموما والانترنيت باعتباره أحد تجليات الرقمية على الخصوص. ولنفتح قوسا هنا للإشارة إلى أن الانترنيت الذي يذهل الآن لا يعدو مجرد تطبيق منزاح عن تطبيقين أكبر، أحدهما لم ير أبدا النور، ظل طوباويا، والآخر ظهر إلى حيز الوجود ولكن الويب شطبه في وقت لازال صاحبه يدعو إليه مظهرا محدودية الشبكة العنكبوتية. المشروعان معا تم اقتراحهما، على التوالي، من قبل فانيفار بوش (1945) وتيد نلسون (1965)، تحت اسمي الميميكس وكسانادو، لحل معضلة صعوبة التواصل المتزايدة بين الحقول المعرفية والعلماء بسبب فوران الإنتاج الفكري الذي يعد من نتائج ظهور المطبعة أيضا (أمر سنتوقف عنده في دراسة لاحقة حول النص المتشعب).

إذا استثنينا موقعي اتحاد كتاب العرب والوراق اللذين يستحقان تنويها خاصا لما يضعانه بين يدي مبحري الشبكة من موارد وثائقية غنية لا تقدر بثمن، إن على مستوى الكم أو الكيف، ومجموعة من المبادرات الفردية المتمثلة في بناء مواقع شخصية أو إنشاء مجوعات للمحادثة عامة (كشكول، نـوافذ، أشرعة ، مثلا) أو متخصصة (المسرح دوت كوم، سندباد للصور والفنون، الجمعية الدولية للمترجمين العرب، الخ.)، فإن الوضع العام هو وضع تخلف رهيب، سواء على صعيد بناء المواقع الشخصية أو بناء مشهد ثقافي عربي، في الشبكة العنكبوتية، جدير بالاحترام والتقدير.

3. 1. على صعيد بناء المواقع:

إذا تركنا جانبا هوامش الاستثناء القليلة جدا لاحظنا:
- غياب التحيين المستمر: وهو أمر راجع إلى أن عملية البناء لا يتكفل بها أصحاب المواقع أنفسهم، وإنما توكل إلى الغير، مما يضمر عدم امتلاك المثقف العربي لبعض التقنيات المعلوماتية في عصر صار فيه المثقف مطالبا بألا يكتفي بالقراءة والكتابة، وإنما يتجاوز ذلك إلى ضرورة ممارسة الرقن، والإلمام ببعض مبادئ علم المكتبات، وقسط من البرمجة لتخزين المعلومات أو إنشاء الصفحات الشخصية وتحميلها وتحيينها شخصيا لعدم السقوط تحت رحمة الغير... ومن النكث الطريفة في هذا الباب أن بعضهم يعرض عليك خدمة "إضافة موقعك الشخصي" إلى صفحة الروابط بموقعه، وفور تعبئتك المطبوع الرقمي المخصص لهذا الغرض وإرسال الرسالة تتلقى إشعارا بالوصول ووعدا بالاستجابة للطلب في غضون الأيام المقبلة. أمر جميل جدا، لأن خلق موقع دينامي وتفاعلي ليس بالشيء الهين. لكنك تعود إلى العنوان بعد انصراف شهور عديدة، فإذا بصفحة الروابط لازالت على حالها، لا تشتمل سوى على حفنة المواقع التي كانت متبثة يوم تحريرك طلب إدراك وصلة إلى موقعك، لم يضف إليها موقعا واحدا، كأن التدفق المعلوماتي المذكور أعلاه ضرب من الخيال...

- هزالة محتوى المواقع: مما يجعل هذه المنابر أشبه بكاتالوغات، حيث يتم عرض البيانات الشخصية والعنوان الشخصي وقائمة الأعمال المنتجة، وفهارس الكتب، وملخصات هذه الكتب في أفضل الأحوال، كأن الأمر يتعلق في المواقع بمجرد استعراض، أو تسجيل حضور أمام المبحرين. وبديهي أن البعد التفاعلي هو الغائب في هذه الحالات. في حين، لا يجب بناء موقع لمجرد أن يتصفحه المارة وكأنهم يشاهدون ملصقا إعلانيا، ثم يمضون، بل يجب إنشاء موقع لإفادة هؤلاء المبحرين، واستيقافهم، وإثارة فضولهم، والإجابة عن أسئلتهم. بكلمة واحدة، يتعين على التفكير في بناء موقع شخصي أن يقترن برغبة في التواصل، ومحتوى الموقع يجب أن يكون هو المقابل الرمزي لما تم أخذه من الشبكة، والذي يستحيل عمليا على أي شخص، بل وحتى جماعة، موازنته أو مضاهاته.

- البخل في نشر الإنتاج الفكري والإبداعي: في وقت "تعززت فيه ثقافة المجانية بسبب طبيعة الانترنيت المساواتية بعمق، والذي يتيح لكل واحد أن ينشئ موقعه الشخصي و، متحولا بدوره إلى مزود للمحتويات، يستولي على حظوة ظلت إلى الآن حكرا على مجتمعات تتوفر على رؤوس أموال ضخمة. ففي كل يوم، يضع آلاف مبحري الشبكة، وبشكل تطوعي، معرفتهم في خدمة الغير، سواء بوضع وثائق من كل نوع في الويب، من كتاب الوصفات إلى المذكرات الشخصية اليومية، أو بتحرير مقالات حول كل الإنتاجات والقضايا التي يمكن تصورها من أجل مواقع المحادثة" [7].

- التقوقع في فضاء خـُلق أساسا للانفتاح: فالكثير من المواقع لا تحيل إلا على نفسها، تجعل من ذاتها ما يشبه قلعات محصنة أو جزرا معزولة، تترفع عن إنشاء صفحة للروابط، وهو أمر بقدر ما يحرم المبحر من الحصول على معلومات بطريقة ما يسمى بـ "الغوص في الأعماق" أو "السير في اتجاه عمودي" (وأداتها تقليب صفحات روابط المواقع) مقابل الطريقة الأخرى المسماة بـ "الإبحار السطحي" أو "السير الأفقي" (ووسيلتها محركات البحث) بقدر ما يساهم في تكريس بعض سلوكات الواقع المتردية وإعادة إنتاجاها عن وعي في أغلب الأحيان. وإلا فما معنى إنشاء موقع شخصي دون إدراج وصلات لمواقع الزملاء في الاختصاص ومواقع مثقفي ومبدعي بلد الانتماء؟!

3. 2. على صعيد بناء مشهد ثقافي عربي عام بالشبكة:

يلاحظ أنه:
- لم يتم لحد الآن عقد ولو ندوة عربية واحدة في الانترنيت، رغم الإيجابيات العديدة لهذه الندوات، والتي أقلها إتاحة توسيع دائرة المشاركة، خارج إكراهي الزمن والمكان، ثم الانخفاض الكبير لتكلفة الإنجاز بالمقارنة مع تتطلبه الندوات التي تعقد على أرض الواقع، وإفادة أكبر عدد من القراء، وبشكل دائم، بأعمال الندوة. من التجارب الرائدة في هذا المجال ندوتا: "النص الإلكتروني" و"التداخل المعرفي"، وكلتاهما أخذت حيز 3 أشهر للإنجاز، بمعدل متدخل كل 15 يوما، ثم إتاحة فرصة للمعقبين، والنتيجة في حالة "النص الإلكتروني" هي نشر الأعمال الكاملة للندوة ووضعها مجانا إشارة المبحرين، وبتسع نسخ لكل مداخلة (لكبار المتخصصين المتدخلين في الندوة): نسخة بالإنجليزية وأخرى بالفرنسية، وثالثة بالإيطالية، وكل واحدة بثلاث إخراجات: نسخة للتصفح بغلة الـ html، وواحدة للطباعة، وثالثة للاستماع [8]...

- لم يتم لحد الآن ولوج الأشكال الجديدة للكتابة، كما لم تكتب ولو رواية عربية واحدة ضمن الجنس الأدبي المسمى بـ "النص المتشعب التخييلي"، وهو جنس أدبي استحدثه مبدعون روائيون في الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة بعد صياغة تد نلسون لمفهوم "النص المتشعب"، أولهم ميكائيل جويس بروايته Afternoon التي صارت الآن من كلاسيكيات هذا الجنس الروائي. وهذا الشكل الإبداعي الجديد الذي عرف انتشارا واسعا وأحدثت برامج خاصة لإنشائه [9]، يستحيل كتابته وقراءته في الورق نظرا لأنه يفتح إمكانيات عديدة للكتابة والقراءة، يحرر المؤلف من إكراهات الكتاب الورقي (الأبعاد الثلاثية: الطول، السمك والخطية) ومقتضيات السرد الكلاسيكي، ويدخل القارئ في متاهة؛ يضعه أمام خيارات عديدة للقراءة على نحو يجعله هو كاتب ما يقرأ....

- لم يتعامل مبدع عربي واحد مع الوسائط المتعددة، من خلال استغلال إمكانيات البرمجة المعلوماتية والتخزين في القرص المضغوط، على غرار ما فعل في فرنسا، مثلا، رايمون كينو، وجورج بيريك وجاك روبو، في إطار ما يسمى بالأدب التركيبي (حكاية على طريقتكم، مائة مليار قصيدة شعر، 243 بطاقة بريدية بألوان حقيقية). تجربة مائة مليار قصيدة شعر، مثلا، تتيح للقارئ تأليف ما شاء من القصائد، وفي الموضوعات التي يشاء، انطلاقا من خيارات للقراءة، تنجزها الآلة اعتمادا على مادة خام من الأبيات ألفها الشاعر [10]..

- لا يوجد موقع عربي واحد على غرار موقع "فابولا" الخاص بنظرية الأدب، والذي يتيح - ضمن ما يتيح - لجميع الفرنكوفونيين المهتمين بنظرية الأدب ليس المساهمة في الموقع بإنتاجاتهم فحسب، بل وكذلك التواصل فيمنا بينهم من خلال التسجيل في قائمة الموقع، بإثبات عناوينهم واهتماماتهم وتخصصاتهم تسهيلا للتعارف والتواصل...

- لا نجد موقعا عربيا واحدا خاصا بإنتاج شخصية فكرية أو إبداعية عربية مشهود بثقل إسهامها في الثقافة العربية، يضع رهن إشارة المبحرين مجموع إنتاج المؤلف، لكن أيضا بحوثا أكاديمية حوله، بما يجعل الموقع مرجعا علميا رصينا في الموضوع. هناك أمثلة عديدة في المجالات الغربية، نود الإشارة منها إلى موقع واحد، هو موقع نيتشه المتشعب الذي تم إنشاؤه بمبادرة من باولو ديوريو (من المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي) والمنشورات الجامعية الفرنسية، والذي موضوعه "ليس وصف مشروع نيتشوي، بقدر ما هو بسط الأسس التقنية، المنهجية والفلسفية لعمل علمي حقيقي وجامعي يستعمل الانترنيت ليس نكاية في الوقت أو انسياقا مع مقتضياته، وإنما باعتباره أداة قادرة على إعطاء حيوية جديدة لأبحاثنا" [11].

- غياب منتديات متخصصة في الشؤون الثقافية، يجتمع فيها المثقفون والمبدعون والنقاد ذوو الاهتمامات المشتركة لتبادل الخبرات والتجارب وطلب المساعدة أو تقديمها، وذلك خلافا لمجالات أخرى كالمعلوميات بكافة فروعها التي يزخر الويب العربي بمواقع عديدة وعديدة جدا منها.

- الدخول العربي اليوم إلى الانترنيت دخول تراثي بالنظر إلى زخم الموارد التراثية (الوراق، المحدث، الخ) بالمقارنة مع الغياب التام للإنتاجات الأدبية المنتمية إلى المجال العمومي (أين الأعمال الكاملة لجبران خليل جبران؟ للمنفلوطي؟ لقاسم أمين؟ لرفاعة الطهطاوي؟ لأحمد شوقي؟، الخ. بالقياس إلى ما يفعله الغربيون مع الأدب المصنف في الخانة نفسها (ديكارت، ديدرو، مشروع جوتنبرغ، كلاسيكيات العلوم الاجتماعية.، الخ...)..

4. محاولة تفسير هذا التخلف:

مع أن تفسير هذا الوضع يقتضي إنجاز دراسة ميدانية، فإنه يمكن تقديم بعض أسباب هذا التقاعس بتعليلات لا تعدو حاليا مجرد فرضيات تحتاج إلى تأكيد:

- وجود نوع من الحصر السيكولوجي لدى الفئة الواسعة من المثقفين العرب أمام الآلة في وقت تطورت فيه تكنولوجيا المعلوميات وبرامج الاستخدام بما جعلها بسيطة الاستخدام، تتجه إلى حدس المستخدم أكثر مما تخاطب عملياته الذهنية وطاقته الفكرية.

- مقاومة التغيير: وهذا أمرٌ طبيعي، فعندما ظهرت الكتابة ساد التشكي من قبل الرواة خزاني الذاكرة الجماعية لجماعاتهم البشرية، ولما ظهرت المطبعة في أوروبا ساد التشكي من لدن نساخ المخطوطات وحرف الوراقة عموما، لظهور مؤشر اختفائهم، كما من قبل القراء الذين وجدوا صعوبة كبرى في قراءة الكتاب المطبوع بالمقارنة مع المخطوط...

- الرغبة في الإبقاء على حظوة الكاتب وامتيازه، وبالتالي سلطته الرمزية. رغبة تجد نفسها في غاية الصعوبة أمام طوفان النصوص التي تُنشر في الويب من قبل كتاب مجهولين، بل ومن قبل أفراد لا يجدون حرجا في توقيع نصوصهم بأسماء مستعارة، ناهيك عن الكتابة الجماعية لأعمال أدبية، مما يؤشر على اختفاء الأعلام الأدبية الكبرى في مرحلة أولى، ثم فقدان المؤلف لأي حظوة في مرحلة ثانية.

- تفضيل العالم الواقعي على الافتراضي: ثمة من يستمر في النشر على حسابه الخاص، نافقا مبالغ طائلة بالمقارنة مع الكلفة الزهيدة للنشر على الويب، آسرا الكتاب في مجال تداولي محدود جغرافيا (داخل بلده). وهو سلوك لا نجد له تفسيرا سواء في سياق معطى الشبكة الذي يتيح للمؤلف اليوم أن ينشر إنتاجه في بضع دقائق، ويجعله رهن إشارة المهتمين به، في أرجاء المعمور قاطبة، أو في سياق الثقافة العربية الكلاسيكية التي أعطت الأولوية لمجتمع الأدباء الافتراضي (بمعنى مختلف عن افتراضية اليوم) عن المجتمع الواقعي.

- سيادة المفهوم التقليدي للثقافة والمثقف، والذي يميل إلى التقوقع داخل التخصص في وقت أصبحت فيه الحدود بين المعارف والتخصصات تتهاوى، وتحققت فيه نبوءة ميشال فوكو التي تصور فيها نشأة ثقافة، في يوم من الأيام، تروج فيها الخطابات بحرية دون أن تتقيد بحدود بين الحقول المعرفية، ويروج فيها الخطاب دون الاكتراث لمن ينتجه . من نتائج هذا الوضع غياب تنسيق وتعاون بين المعلوماتيين والأدباء؛ فالمشارقة (السعوديون والإماراتيون) يمتلكون ناصية الرقم في مجالات البرمجة وإنشاء المواقع ولكن أي تعاون بين المعلوماتيين والأدباء لم تتم ملاحظته إلى اليوم على غرار ما نجد في فرنسا، مثلا، حيث أثمر اللقاء بين مجموعة من المعلوماتيين والفلاسفة ونقاد الأدب إلى إنشاء شعبة للوسائط المتشعبة بجامعة باريس الثامنة، يدرس فيها الآن بعض عمالقة فلسفة الويب والنص التشعبي التخييلي (بيير ليفي، وجان كليمون، الخ.).

- غياب مناخ عام يشجع على الانخراط في عالم الرقم. هذا المناخ يساهم في تكريسه:

أ) الحكومات العربية التي يبدو أنها لم تدرك بعدُ الرهانات العميقة التي تنطوي عليها شبكات المعلومات ولم تتخذ بعد الإجراءات العملية لبناء ما يسمى بمجتمعات المعلومات أو "المجتمعات المعرفية" في وقت صار فيه محو الأمية وتعميم التعليم ونشره يقتضيان الاستثمار في حقل المعلوميات واتخاذ الرقمية خيارا استراتيجا للتنمية وفرصة متاحة لردم الهوة بين دول الشمال ودول الجنوب. ومن النماذج التي نالت تنويها في هذا المجال دويلة مالطة التي وضعت خطة ثلاثية بموجبها ما يتخرج التلميذ من التعليم الابتدائي إلا ويكون قد أتقن التعامل مع جهاز الحاسوب.

ب) وزارات الثقافة واتحادات الكتاب العربية التي تختزل حضورها في الشبكة في تقديم ما يشبه كاتالوغات تعرض منجزات الوزارة والمعلومات الخاصة بها دون تجاوز ذلك إلى تقديم خدمات رقمية للمواطنين، كالعلب البريدية المجانية وصالونات الدردشة ومساحات مجانية لبناء المواقع الثقافية وغيرها، وهي خدمات تتطلب اعتمادات مالية زهيدة جدا بالمقارنة مع ما يتطلبه تنظيم مهرجان ثقافي أو فني واحد أو ندوة دولية واحدة.

ج) التمسك بالكتاب والنشر الورقيين دعما واقتناء في سياق يشهد هجرة ضخمة للكتب من رفوف الخزانات المادية إلى عالم الرقم والافتراض إما لاعتبارات تقنية (حالة أمريكا التي ترقم مجموع الكتب العائدة إلى القرن 19 لما سيطالها من إتلاف) [12] أو تماشيا مع مستلزمات الثورة الرقمية. هجرة أدت إلى ظهور معالم لا يمكن لاستحضارها إلا أن يبعث على الاستغراب من رؤية بلد عربي يصرف مبالغ طائلة لبناء أكبر خزانة ورقية في إفريقيا لاستعادة أمجاد خزانة اندثرت منذ قرون عديدة. من هذه المعالم، وعلى سبيل المثال، يمكن ذكر:

- الخزانة الوطنية الفرنسية: رقمت منذ مستهل التسعينيات وإلى حدود سنة 1996 من ممتلكاتها الوثائقية 000 300 مجلدا، استغرقت 000 10 ساعة عمل، 000 80 منها موضوعة رهن إشارة المبحرين مجانا، منذ سنة 2000، انطلاقا من ملقم غاليكا بموقع الخزانة على الشبكة [13].

- مشروع جوتنبرغ: أخذ على عاتقه ترقيم مجموع الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الإنجليزية المنتمية إلى المجال العمومي، ووضعها على الخط، وقد بلغ إلى اليوم مجموع ما تم ترقيمه ووضعه في الشبكة مجانا رهن إشارة المتصفحين حوالي 000 10 كتابا.

- مكتبة كلاسيكيات العلوم الاجتماعية: وتتضمن النصوص الكاملة لمئات الأعمال الرفيعة في مجالات علم الاجتماع والتحليل النفسي والأنثروبولوجيا والفلسفة، موضوعة رهن إشارة المتصفحين للتحميل المجاني.

- مكتبة أثينا: وتتضمن 2000 عمل ينتمي إلى المجال العمومي الفرنسي، موضوع أيضا بغاية التصفح والتحميل المجانيين.

د) المؤسسات العلمية وفي مقدمتها الجامعات: لم تبادر ولو جامعة عربية واحدة بوضع مواردها النصية على الخط على غرار ما نجد في مشروع الأطروحات السيبيرية، وجامعة مونريال بكندا، أو جامعة ليون 2، أكثر من ذلك لا نجد في مواقع معظم هذه الجامعات حتى قوائم للأطروحات المسجلة وروزنامات الدروس والبرامج...

هـ) تقاعس دور النشر العربية: من خلال تفحص مواقع هذه المؤسسات في الانترنيت، يلاحظ أن أنها تتخذ من تسويق منتوجاتها همها الأول، وبذلك فالشبكة، من منظورها لا تعدو مجرد واجهة زجاجية لبيع إصداراتها.


إقرأ أيضاً:-