تأبَّطَ منفى، في القاهرة عن دار "آفاق" للنشر والتوزيع في القاهرة، صدر للشاعر العراقي عدنان الصائغ، الطبعة الثانية من ديوانه " تأبط منفى"، بـ 112 صفحة، ضم 71 قصيدة ونصاً قصيراً عكسا تجربة الشاعر في تغربه في بلاد الشتات، إضافة إلى تجربته المرّة التي عاشها في وطنه، سنوات القمع والحرب والحصار.
ضم الديوان في قسمه الأخير قصائد مهداة للشاعر، في سنوات متفرقة، كتبها الشعراء: عبد الوهاب البياتي، د. عبد العزيز المقالح، علي الدميني، عبد الرزاق الربيعي، والسويدية ماريا ليندبيرغ Maria Lindberg .
وصمم الغلاف الفنان محمد سعيد الصكار.

هذا، وستقام للصائغ، ضمن أيام مهرجان القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين للفترة 23/1- 4/2/2007، قراءات شعرية وحفلَ توقيع لديوانه الصادر "تأبّط منفى"، بالإضافة إلى ديوانه الآخر "تحت سماء غريبة" الذي صدر العام الماضي عن الدار نفسها..
تقام الأمسية يوم الخميس 1/2/2007 في دار نشر ومكتبة "آفاق"، الواقعة في [ 75 شارع القصر العينى - أمام دار الحكمة – القاهرة].
]75 QASR AL -AINI ST. IN FRONT OF DAR AL - HEKMA CAIRO –EGYPT [

من الجدير بالذكر أن الصائغ، المقيم حالياً في لندن، كان قد صدر له مؤخراً كتابه الجديد "تلك السنوات المرّة، والمنفى الآخر" عن مجلة تموز في السويد، والطبعة الثانية من قصيدته الطويلة "نشيد أوروك" بـ 535 صفحة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، كما وأقيمت له على مسرح البلاديوم Palladium احتفائية شعرية مع الشاعر السويدي الكبير توماس ترانسترومر Tomas Transtromer ضمن ليلة سكارابيه skarabe الثقافية في مدينة مالمو.

من أجواء الديوان:

تأويل
يـملونني سطوراً
ويبوبونني فصولاً
ثم يفهرسونني
ويطبعونني كاملاً
ويوزعونني على المكتباتِ
ويشتمونني في الجرائدِ
وأنا
لمْ
أفتحْ
فمي
بعد

* * *

أبواب
أطرقُ باباً
أفتحهُ
لا أبصر إلا نفسي باباً
أفتحهُ
أدخلُ
لا شيء سوى بابٍ آخر
يا ربي
كمْ باباً يفصلني عني

* * *

شيزوفرينيا
في وطني
يجمعني الخوفُ ويقسمني:
رجلاً يكتبُ
والآخرَ - خلفَ ستائرِ نافذتي -
يرقبني

* * *

العراق
العراقُ الذي يبتعدْ
كلما اتسعتْ في المنافي خطاهْ
والعراقُ الذي يتئدْ
كلما انفتحتْ نصفُ نافذةٍ..
قلتُ: آهْ
والعراقُ الذي يرتعدْ
كلما مرَّ ظلٌّ
تخيّلتُ فوّهةً تترصدني،
أو متاهْ
والعراقُ الذي نفتقدْ
نصفُ تاريخه أغانٍ وكحلٌ..
ونصفٌ طغاهْ

* * *

ثلاثة مقاطع للحيرة

(1)

قال أبي:
لا تقصصْ رؤياكَ على أحدٍ
فالشارعُ ملغومٌ بالآذانْ
كلُّ أذنٍ
يربطها سلكٌ سرّيٌ بالأخرى
حتى تصلَ السلطانْ

*

(2)

بعد أن يسقطَ الجنرالُ من المشنقة
بعد أن يرسمَ الطيرُ دورتَهُ
في الهواء الطليقْ
بعد أن تتخضّبَ راياتُنا بالدماءِ....
ما الذي نفعلُ؟

*

(3)

جالساً بظلِّ التماثيلِ
أقلّمُ أظافري الوسخةَ
وأفكّرُ بأمجادهم الباذخةِ
هؤلاء المنتصبون في الساحات
يطلقون قهقهاتهم العاليةَ
على شعبٍ يطحنُ أسنانَهُ من الجوعِ
ويبني لهم أنصاباً من الذهبِ والأدعية

* * *

(!!...)
هؤلاء الطغاة
أصحيحٌ يا ربي
انهم مروا من بين أناملِكَ الشفيفةِ
وتحملتهم!؟

* * *

(...)
………..
أيهذا الغريبُ الذي لمْ يجدْ لحظةً مبهجهْ
كيف تغدو المنافي سجوناً بلا أسيجةْ

* * *


إقرأ أيضاً: