إبراهيم الحسين
(السعودية)

إبراهيم حسنعامٌ، كي نهتدي إلى أقدامنا
بأقلّ وقتٍ ممكنٍ
عام، لئلا نخطئَ الوجهَ
داخلَ غيمتِهِ
ولندركَ حدودَ الجرحِ
فلا نأتي
على حقِّ غيرِنا..

حتّى نقولَ للوردِ:
أيّها الوردُ
اِستقمْ فينا
استقمْ أيّها الوردُ؛
كما يصعدُ القتلَى إلى
أعوامهم.

عامٌ، لنعدَّ الصباحاتِ،
    نعدَّ الجراحات،
        الخيانات
عامٌ، لنعدَّ فقط..
     ونكبرَ.
لنردَّ عن أحلامِنا
غوائلَ يقظتِنا
عَلَّ الليلَ
يتأخرُّ قليلاً؛
فلا تنكسرُ
قهوتُنا الرقيقةُ.

عامٌ،، كي نذهبَ
كما يذهبُ الطيّبون
إلى أيّامهم
خفيفينَ ومتجرّدينَ
حتّى من الأماني..
كي يكون عامُهم هذا
خفيفاً وطيّباً
مثلَهم..

خفيفينَ من الشفاهِ
ومن العيون
نتذكّر ولا نغنّي
إلا مع الحجر

ذو الحجة 1424هـ ـ الأحساء

***

الذكرى

الذكرى..
حقلُ الغريب
وثيابُه

الذكرى..
جنّةُ الغريب
لا يخرجُ منها
أبداً.

الذكرى..
شمعتُهُ
إذْ يُخْرِجُ قلبَهُ
بينَ أصابعِه
ويراه.

الذكرى..
حُمَّاهُ
التي تُرَجِّفُهُ
فيضيء.

الذكرى..
بَرْدُهُ
الذي
يجتثُّ
شجرةَ
النوم.

الذكرى..
ورقةُ الغريب
يتيهُ فيها
أربعينَ
سنة.

الذكرى..
زيتونةُ
الغريب.

الذكرى..
الذي ذهبَ
في ومضةِ الفأسِ
كيف يعود؟
الذي فارَ
في جمرةِ اليأسِ
كيف يعود؟

1424هـ ـ الأحساء

***

وجوه

1 ـ شمس

رُغْمَ هديرِ الضحكات
رغم حفيفِ الأسى
الذي يثقِّلُ الأقدام
رغم بَشَراتِنا الكامدة
من فرط انخسافِنا؛
انتبهْنا جميعاً
إلى ظلِّها..
أُخِذْنَا
واحداً واحداً
بسرعةِ أجنحتِها.

جاءتْ تمشي
على شَعْرَتِها
التي مسّتْ
أرواحَنا.
كانتْ قصيّةً
في الماءِ
حين رقصتْ
وحيدةً
في الرَّمْل،
حينَ لابتْ
فوقَ رؤوسِنا
وكانتْ حوافُّها
قد اخضرّتْ
في القاعِ
حين التقَمَها
الباب.

2 ـ إبراهيم الحساوي

لم يكتفِ بالرُّطَب
الذي
أشعلَ الطاولةَ
بينَنَا
فَهَوَتْ إليْهِ
أيدينا،
ولا بالأغاني
العراقيّة
أيقظَها
من رقدتِها..

أشعلَ مبخرتَهُ
علَّقَها
بينَ إصبعيْهِ
ثمّ
راحَ
يطوِّحُها
أمامَ وجوهِنا؛
كأنّه أدركَ
ساعتَها
أنَّنا
جميعاً
كنّا نحترقُ
ونتطوَّح.

3 ـ عبدالله التَّعْزِي

كانَ في زجاجِهِ
الغائم
أَدركَ
ضحكتَهُ..
أَسقطَ
ما عليها
من الرمل
أَعاذَها من
الغبار
تشبّثَ بها
أمامَهُ،
ثم راحَ
يبحثُ
عن
أيامِه.

4 ـ أسامة الملا

من بَياضِ بَشَرَتِه
من سَهْمِ ضحكتِهِ
من كتفيْهِ
العَذْبَتَيْنِ
أَطلقَ لنا
شجرةً..
عَلَّمَنَا
تَسَلُّقَها
وأن نرى..
كيف يكونُ
الليلُ
ناضجاً.

5 ـ أحمد الملا

منذُ متى
وأنتَ تطاردُ الوردةَ
الوردةَ التي غادرتْنا
على حوافِّ الأوراق؛
لأنَّ الهوامشَ
ضيّقةٌ
عنّا

منذُ متى
وأنتَ توقدُ الوردةَ
الوردةَ التي جعلتْنَا
خارجَ المواقد
مثلَ جمرٍ
فائضٍ
عن الحاجة
كي يترمَّدَ
وحيداً

منذ متى
وأنتَ تحملُ الوردةَ،
أيّها الغصنُ
يا صديقي.

1424هـ ـ الأحساء


أقرأ أيضاً: