ديكارتديكارت هو رياضى و فيزيائى وفيلسوف فرنسى مرموق عاش فى الفترة من عام 1596 حتى عام 1650 ميلادية. وقد خلد ديكارت اسمه فى ميدان الرياضيات باكتشافه الاحداثيات الكارتيزية اللتى لا غني لاي تلميذ فى المدرسة عنها ناهيك عن الرياضيين والفيزيائيين. وكتاب ديكارت “تأملات فى الفلسفة الاولية” يعد من الاعمال الكلاسيكية الخالدة وهو ينتمى الى ميدان نظرية المعرفة. ذلك الميدان اللذى يهتم بدراسة مالذي يمكن للأنسان ان يعرفه وماهى حدود تلك المعرفة. وكان هدف ديكارت من هذا الكتاب ان يصنع أساسا صلبا يمكن ان تقوم فوقه العلوم المختلفة. حيث لاحظ ديكارت ان كل العلوم تعتمد فى جوهرها على الفلسفة. لكن الفلسفة فى حد ذاتها متنازع فى شأنها. وهناك فلسفات بعدد الفلاسفة. فاراد ديكارت ان يحل هذا التناقض وان يختبر كل شئ فى معارفنا من البداية الى النهاية حتى يتأكد من سلامة كل شئ. وقد شبه ديكارت ذلك بان تفاحة فاسدة واحدة بامكانها افساد سلة كاملة من التفاح. وافضل طريقة للتخلص من التفاحة الفاسدة هو اخراج كل التفاح من السلة وفحصه تفاحة تلو الاخرى. و لا نعيد تفاحة مرة اخرى الى السلة حتى نتيقن من سلامتها تماما!.
وكتاب التأملات هو عمل ادبى رائع. وقد صاغه ديكارت بصيغة ضمير المتكلم انا مما يحفز القارئ على التفاعل مع افكار الكتاب و لا يكتفى بتلقيها بصورة سلبية. بل هو يتخيل نفسه فى مكان الكاتب ويعيش تجربته و يعايش افكاره. وهذا الكتاب مكون من 6 اجزاء وفيما يلى سنري تلخيصا لافكار الكتاب. وطبعا هى ليست ترجمة حرفية. ولابقاء روح الكتاب سابقى الصياغة بصورة ضمير المتكلم انا. ثم بعد الملخص يأتى التعقيب والنقد.

التأمل الاول: فى صغرى تعلمت كثيرا من الاشياء ولكنى عندما كبرت ادركت ان بعض ما تعلمته لم يكن صحيحا بل تيقنت انه كان خاطئا تماما. وهذه الحقيقة كانت تزعجنى. فهناك ما تسلل الى افكارى ومازال ربما قابعا هناك وهو غير صحيح. وراودتنى دائما رغبة ملحة فى مراجعة كل ما تعملته فى حياتى وان انظر اليه نظرة نقدية موضوعية لا غاية لها الا الوصول الى الحقيقة. و كنت دوما اؤجل هذا الامر لاعتقادي انني لست ناضجا بما فيه الكفاية واننى غير مؤهل لذلك. ولكننى اليوم بعد ان وصلت الى هذه المرحلة اللتى لا استطيع ان اشكو فيها من قلة النضج وبعد ان حققت فى حياتي مكسبا ماديا يعصمنى من العوز والفقر فى الايام الباقية من عمري اشعر انه بامكانى القيام بهذه المهمة الان. بل علي العكس اشعر اننى لايمكننى تأجيل هذا الامر لوقت لاحق. لانه ربما تكون اللحظة المناسبة قد ضاعت حينئذ. وفى مسعاي لن اترك حجرا قائما فى مكانه. سأختبر كل شئ ولن اقبل اى شئ مسلما به هكذا بدون ان اتأكد بشكل حاسم من صحته. سأشكك فى كل شئ وسأنظر الى كل شئ بنظرة نقدية. فالمتهم عندي مذنب حتى تثبت براءته. واذا كلل مسعاى بالنجاح ساصل الى الحقائق الاساسية فى حياتنا اللتى لا سبيل الى التشكيك فيها. واللتى يمكن اعتبارها اساسا مستقرا يمكننا البناء عليه وتطوير باقى العلوم منه. اما اذا كلل مسعاى بالفشل فسادرك وقتها انه لاشئ مضمون فى هذه الحياة و لاشئ فى الدنيا يعلو فوق مستوى الشك والشبهات.
المنطق السليم يقول الا تثق ثقة مطلقة بمن خدعك ولو مرة واحدة من قبل. وانا اعلم ان حواسى قد خدعتنى مرات من قبل. فاحيانا تصور لى حواسى الاشياء على غير حقيقتها. فربما رأيت من على بعد برجا عاليا مستديرا وعندما اقتربت منه وجدته مربعا! اذن فانا لن اثق بحواسى لانها غير معصومة من الخطأ. لكن من ناحية اخرى فان حواسى احيانا تقدم لى تصورات واضحة بثقة من الصعب ان اشكك فيها. فكيف يمكننى ان اتشكك مثلا فى اننى الان اقرأ مقالة فى ميدان فلسفى؟ وانا اشعر بجسمى ووزنى وواقعى الموجود حولى! الاجابة على هذا الاعتراض سهلة. فقبل مرة حلمت ايضا اننى اقرأ مقالة فى ميدان فلسفى!! وبالرغم من اننى كنت احلم كنت اشعر بالموقف كما لوكان حقيقيا ولم يتوان الى خاطري مطلقا اننى كنت احلم. اذن فما اللذي يضمن لى الان اننى لا احلم ايضا؟ واننى لست جالسا اقرأ مقالة بل ان هذا مجرد حلم؟!
لكن حتى فى الاحلام هناك امور تبقى ثابتة لا تتغير. فهى حقائق اذن. فانا ارى رؤوسا و اعينا واذانا فى الحلم كما فى الحقيقة. وسواء كنت احلم او لا فان مجموع 2 زائد 3 يعطى دائما 5 . الا يمكن ان نعتبر هذا حقيقة مطلقة؟ الاجابة هى ايضا لا. فمازال بامكانى التشكك فى صدق هذه النتائج. ماذا لو تخيلنا ان هناك شيطانا خبيثا لاهم له الا تضليلى وتصوير الاشياء لى على غير حقيقتها. فمثلا كلما طرأ على بالى مجمود 2 زائد 3 قذف فى خاطرى 5. مع انه فى حقيقة الامر النتيجة ينبغى ان تكون غير ذلك!! قد تظن ان فى اعتراضى الاخير مبالغة وتطرف شديدين. لابأس . فانا اريد ان اصل الى الحقيقة المطلقة اللتى لا شك فيها. واذا وصلت الى هذه المرحلة سأكون حققت انجازا عظيما. ويمكننا اعتبار فكرة هذا الشيطان الخبيث هو اختبار الصلابة النهائي لاى حقيقة تلوح لنا. اذن وكما نرى حتى الان فانه لاشئ مضمون وان حياتنا ما هى الا كذبة كبيرة!

التأمل الثانى: فى محيط عدم اليقين اللانهائى وفى وسط دوامات الشك اللتى تشدنا الى الاسفل نحو قيعان لا قرار لها وفى وسط ضباب الحيرة فى مناخ مشبع باليأس الكامل يظهر لنا سؤال بل قل رجاء ساذج:هل هناك من مخرج من هذه المتاهة؟ وهل توجد حقيقة واحدة تسمو فوق مستوى الشكوك فنتعلق فيها تعلق الغريق بالقشة؟ فى حقيقة الامر اذا دققنا البحث جيدا فسيبدو لنا شيئا من اليابسة! جزيرة صغيرة ولكنها قد تكون جزيرة النجاة. فهناك امر لا يمكن التشكيك فيه. ومهما حاول ذلك العفريت المخادع ان يغشنا فلن يخدعنا بشأنه. وهذا الامر هو حقيقة وجودنا. فكلما طرأت فكرة على بالنا او خطرت فى مخيلتنا صورة فهذا دليل على اننا موجودون. ومهما حاول العفريت المضلل ان يضللنا ببث افكار مشوشة فى رؤوسنا فهذا لا يتعارض مع وجودنا. فاللامر يتعلق فقط باننا نفكر. فلو تخيلت اننى فى هذه اللحظة اجلس القرفصاء فوق سور الصين العظيم وهذا امر غير صحيح جملة وتفصيلا. ولكن مجرد تفكيرى فى الامر يعنى وجودي. فانا اكون انا موجود طالما فكرت فى شئ او خطر على بالى تصور ما. cogito ergo sum . انا افكر اذن انا موجود! وعليكم التأمل فى هذه النقطة مليا كى ترون ان كنتم مقتنعين بها قبل ان تواصلوا القراءة.
لكن ما يجب ان ننتبه اليه أن حقيقة وجودنا لا تعنى اننا موجودون بنفس الصورة اللتى نتخيل أنفسنا عليها. نعم نحن موجودون ولكن ليس بالضرورة ان تكون لنا اذرع وارجل ورؤوس ودم وقلب. فهذا الامر لم نتأكد منه بعد. ربما يكون كل هذا مجردا اوهام وخداع. ولكننا موجودون لاننا نفكر. ويمكننا التعميم ونقول الانسان كائن مفكر. وفى الحقيقة فان عالم الافكار اقوى من عالم الحواس. ولتوضيح ذلك دعونا نرى المثال التالى:
لو تخيلنا قرصا من شمع العسل اخذناه لتوه من خلية للنحل. فهذا القرص ماتزال رائحة خلية النحل فيه وله مذاق العسل كما انه له شكل معين وملمس بارد الى اخره. والان نقرب هذا القرص من النار فماذا سوف يحدث؟ سوف يتغير قوامه ورائحته ومذاقه وشكله. ومع ذلك فاننا لن نبرح عن وصفه بانه شمع العسل!! وسوف نكون محقين. اذن اقرارنا بان هذا شمع العسل لم يكن نتيجة بناء على صفات خارجية لانها تغيرت تماما فى الحالة الاولى عنها فى الحالة الثانية. ولكننا بقوة حكم العقل انزلنا قرارنا بغض النظر عن المظاهر الخارجية. اذن بالفعل عالم الافكار اقوى واعم من عالم الحواس الخارجية.

التأمل الثالث: بالرغم من بصيص النور اللذى ظهر لنا وبعد تأكدنا من حقيقة وجود ذواتنا فان الصورة مازالت مبهمة. فكيف يمكنناتعديل ذلك؟ فما وصلنا اليه مازال قليلا. لكن دعونا نتأمل فى حقيقة وجودنا لعلنا نستخلص منها مبادئ جديدة تساعدنا فى الوصول الى حقائق اعظم. ما يلفت نظرنا ان شعورنا بذواتنا هو شعور جلى واضح صافى يأتى من داخلنا ولا تشوبه اى شائبة. فهل من الممكن ان نعمم الحكم ونقول ان اى شعور مشابه يظهر لنا بنفس الجلاء والصفاء والوضوح هو ايضا حقيقة حقة؟ وماذا لو كان هذا الاحساس الواضح خادعا فكان ذلك العفريت المضلل مسئول عنه؟ لكن هناك ايضا فى نفسى خاطر اخر. فمنذ نعومة اظافرى اجد فى وجدانى فكرة وتصور عن اله كامل الصفات لانهائى منزه عن النقص والخبائث. فمن اين اتت هذه الفكرة؟ نحن نعلم ان لكل نتيجة سبب يكون مسئولا عنها. ويكون هذا السبب حقيقيا تماما كما نتيجته بل يزيد عنها فى اصالة حقيقته. اذن ففكرة الله الكامل الموجودة فى اعماقى ما هو سببها؟ السبب لا يمكن ان يكون شيئا من الاشياء الموجودة حولى لانها كلها غير كاملة ليست منزهة بل ناقصة. و لا يمكن ان يكون ذلك الشيطان المضلل هو الله لان الله لا يمكن ان يكون محتالا مخادعا. هذا يتعارض مع صفات الكمال. اذن فلابد ان يكون هناك الها موجودا وهو سبب هذه الفكرة فى داخلي. فتصورى عن الله هو ظل الله فى نفسى. كما انه لايمكن ان يوجد اكثر من اله. لان الله هو لانهائى فلو تواجد الهان لاختلطا وتداخلا!!
اذن الله موجود وهو لا يمكن ان يكون محتالا مخادعا يرضى لمخلوقاته ان تكون مضللة تائهة. ولا يقبل بان يصور لها الاشياء بصورة واضحة جلية ثم تكون الحقيقة عكس ذلك.
اذن فهناك مبدأن يمكننا ان نقر بصحتهما. المبدأ الاول ان اى فكرة تظهر فى ضمائرنا بصورة صافية جلية واضحة لا التباس فيها لابد وان تكون حقيقية. و المبدأ الثانى ان هناك اله كامل منزه عن النقصان ليس مخادعا يضمن لنا ان كل الافكار الواضحة الجلية اللتى تتجلى لنا هى حقيقة.

التأمل الرابع: لماذا يرضى الله بان تخدعنا حواسنا احيانا؟ ولماذا يدعنا نصل الى اقتناعات خاطئة ونتائج غير صحيحة؟ اجابة هذه الاسئلة سهلة . المصدر الاساسى للخطأ ياتى من سوء استخدامنا لحريتنا. فنحن نصل الى نتائج صحيحة كما يقول المبدأ الاول اذا كانت التصورات اللتى تراودنا جلية واضحة صافية لا التباس حولها. لكننا سريعا نتسرع الامر ربما لهوى فى انفسنا فنطلق احكاما متسرعة وفتاوى لا تهاون فيها حول امور مازالت ملتبسة ولكننا نخدع ذواتنا ونقول بل هى واضحة وجلية. فهذا التسرع فى اصدار الاحكام النهائية هو المصدر الاول للخطأ.
ولكن احيانا تخدعنا حواسنا بدون هوى فى نفوسنا او تسرع فى اصدار الاحكام. لكن علينا ان ندرك ان الحواس ليست الوسيلة الوحيدة للوصول الى الحقيقة. فحتى لو خدعتنا حواسنا احيانا فأن الله قد خلق ايضا وسائل اخرى تنبهنا الى خطأ حواسنا وتساعدنا فى الوصول الى الحقيقة. وربما تكون الرياضيات والهندسة هي خير معين لنا لتحقيق هذه الغاية. اما الحالة الاخيرة اللتى قد نتعرض فيها للخداع بينما لا توجد وسيلة لكشف ذلك فربما يكون سبب ذلك ان هذا افضل لنا. فالله العادل لا يرضى بان نكون مخدوعين احيانا الا اذا كان ذلك افضل لنا من معرفة الحقيقة كاملة.
ومن هنا نرى انه بامكاننا ان نثق فى حواسنا فى الامور شديد البيان. لان الله لا يرضى ان تصور لنا حواسنا امرا بوضوح شديد ثم نكون مضللين فى النهاية. ومن هنا نستنتج بان صورتنا اللتى نتخيلها عن أنفسنا حقيقية. واننا فعلا على نفس الهيئة اللتى نبدوا عليها. فنحن فعلا لنا اذان و ايدي وارجل وعيون وهكذا.

التأمل الخامس: حتى لو خدعتنا حواسنا احيانا فهناك صفات تبدو وكأنها حقائق مطلقة. ولكن تخطئ حواسنا فقط فى تحديد قيمة هذه الصفة بدقة لكن الصفة فى حد ذاتها حقيقية. هذه الصفات هى: الامتداد والحجم والشكل والموقع وتغير الموقع والزمن. اى هى تلك الصفات اللتى تتعامل معها الرياضيات والهندسة. ومرة اخرى فالضامن لكل شئ هو الله. و اذا تأملنا قليلا فى فكرة الله لوجدنا ان الله لابد ان يكون موجودا من مجرد التعريف. فمن تعريف الله نعلم انه لابد ان يكون كاملا. ولو كان الله غير موجود لكان غير كاملا وهذا يناقض التعريف. اذن فتعريف مفهوم الله هو نفسه اثبات لوجود الله.

التأمل السادس: يمكن لثقتنا ان تزداد و نقول ان العالم الخارجى موجود وأنه ليس وهما لنفس الاسباب السابقة. كما ان هناك دائما وسائل تحمينا من التضليل والخداع. وحتى بامكاننا ان نكتشف اذا كنا نحلم او لا. فعالم الاحلام يبدو قريبا من الواقع ولكنه يختلف عنه على الاقل فى امرين. الامر الاول ان ذاكرتنا فى الحقيقة تختلف عنها فى الحلم. فتجاربنا الحقيقية تتماشى مع ماضينا وتتلائم مع ذاكرتنا بشكل افضل. بينما فى الحلم يكون الامر مختلفا نوعا ما ولا يلتئم ماضينا مع حاضرنا فى ذاكرتنا بنفس السلاسة. و الامر الثانى انه فى عالم الاحلام قد تظهر بعض الظواهر اللتى لا تظهر فى الواقع. فلو رأيت شخصا يتبخر امامى فى الهواء ويختفى فهذا سوف يكون دليلا على اننى احلم. وفى النهاية يمكننا ان نصل الى الخلاصة التالية: بامكاننا ان نثق في معارفنا وان نتقدم فى كسب العلوم والمعارف وذلك بضمانة شرطين. الشرط الاول ان نكون فعلا مخلصين دقيقين فى سعينا غير منحازين او اصحاب هوى ونختبر كل شئ بدقة شديدة. والضمان الثانى هو وجود الله الكامل الصادق الامين العادل اللذى لا يضل مخلوقاته بل يهديهم سبل الرشاد!
هنا يكون العمل قد انتهى وسنحاول ان نتعرض له بشئ من النقد والتعقيب.
الامر الاول تنتشر فى لغتنا العربية المقولة المشهورة و المنبثقة من هذا العمل: انا اشك اذن انا موجود. وانا لا ادري من اين اتت هذه الترجمة. فالمقولة فى اللغات الاخرى هى انا افكر اذن انا موجود.
الامر الثانى البعض يرى ان ديكارت لم يكن امينا فى عمله. فقد اقتبس افكاره من الامام الغزالى الكبير . ونفس تجربة الشك وصفها الغزالى ونفس النتيجة تقرييا توصل اليها. لكن ديكارت أغفل ذكر الغزالى تماما مع انه قد تأثر به ونقل عنه.
الامر الثالث البعض يرى ان ديكارت لم يكن شكاكا بما فيه الكفاية. فهو مثلا لم يتشكك فى ذاكرته. وما الذى يضمن له انه قد حلم فعلا. ومالذى يضمن له ان معنى الكلمات والمفاهيم لم يتغير عن اخر امرة استعملت فيها نفس تلك الكلمات والمفاهيم؟! لكن البعض يرد . بان هذا الاعتراض ليس مهما. لان لو ان ديكارت تشكك فعلا فى كل شئ لفقد كل الية للتفلسف.
الامر الرابع براهين وجود الله الموجودة فى التاملين الثالث والخامس والمعروفة بالبرهان الكونى والبرهان الاونتولوجي يجدها البعض ضعيفة. وخصوصا البرهان فى التأمل الخامس. فهومجرد تلاعب بالالفاظ. فمثلا بامكانى ان اعرف العالم الكامل او الفيلسوف الكامل ثم اقل ان الفيلسوف الكامل لابد ان يكون موجود لانه لو لم يكن موجودا لما كان كاملا وهذا يناقض التعريف.
الامر الخامس وهو الاعتراض الاقوي. فى التأمل الثالث دار ديكار فى حلقة مفرغة حين توصل الى المبدأين اللذين يقوم عليهما عمله بعد ذلك. فالفكرة الواضحة الصافية هى حقيقية لان الضامن لها هو الله. ثم يبرهن بعد ذلك على وجود الله بان يقول ان الفكرة صافية وواضحة فلابد وان تكون حقيقية!
الامر السادس تورط ديكارت فى بعض الاخطاء الطبية خصوصا فى التأمل السادس عندما تحدث عن الروح والجسد وقال انه توصل الى مكان فى المخ هو المسئول عن اختلاط الروح مع الجسد وجعل الروح تتولى مسئولية قيادة الجسد.

موقع "روائع العلوم- 10 فبراير, 2013