الشعر في مكانه وفي وقته.
هذه هي فلسفة ملف (لحظة النص)، فان النشر الأول ليس فعل جمال
بالنسبة للكاتب فحسب، ولكنه خصوصا هو فعل حب يسعفنا لكي نمنح النص
شعوراً إنسانيا يوازي شعورنا بفرح الكتابة.
في (جهة الشعر) نسعى دائماً للوصول الى حالة واضحة وعالية
ورصينة من تبادل أنخاب الحب والمساهمة في ابتكار لحظة الحب للشاعر
كما للقارئ، من خلال جعل (لحظة النص) وقتاً مفتوحاً للمشاركة الدافئة بين
الشاعر والقارئ بأسرع مما كان ينتظره الطرفين عندما يتعلق الأمر بالنشر التقليدي
حيث الزمن المتثائب (في انتظار المطبعة والنشر) يفسد على الشاعر والقارئ متعة الحلم.
ضمن عنايتها بالنشر الالكتروني، تعمل (جهة الشعر)، على توفير فرصة نشر النصوص و الكتب الشعرية الجديدة، في الصيغة الالكترونية قبل نشرها الورقي التقليدي، (كتباً وصحافة)، دون أن يحول هذا (ولا يعوق أو يقلل من أهمية) الطباعة والنشر اللاحقين تقليدياً، على العكس، فمن التجربة (عالمياً وعربياً) فان النشر الالكتروني في شبكة الانترنت قد ساهم وساعد غالياً في سعي الكثيرين (ممن يتعلقون بالكتاب) الى اقتناء الكتب بعد إصداره الورقي.
من جهة أخرى، فإننا أيضاَ، سوف نتيح فرصة النشر الالكتروني في (جهة الشعر) لبعض الكتب التي سبق طباعتها ونشرها ورقياً، انطلاقاً من مفهومنا الواضح لأهمية النشر الالكتروني في شبكة الانترنت بوصفه ذهاباً الى الأفق الأكثر رحابة لتحقيق طبيعة نوعية لشكل جديد من أشكال الاتصال لا يستطيع النشر التقليدي أن يحققها.
لكن في كلا الحالين، فان المهمة الرئيسية لملف (لحظة النص) هي السعي لوضع النص في مهب القارئ الكوني في اللحظة ذاتها التي يقرر فيها الكاتب أنه انتهى من كتابته، وبالسرعة التي تمنح الكتابة طبيعتها الكونية في حرية الاتصال وسرعته والتحكم في نوعية النشر وجمالياته.
من هذه الشرفة يستطيع الشاعر أن يقترح علينا كتابه الكامل، أو نصه الجديد، لكي نضعه في مهب القارئ الكوني، جديداً، جميلاً، وفي منتهى الحرية,