منذ انطلاقتها الأولى، رأينا جهة الشعر كائناً يحلق بأجنحة كثيرة، من بينها جناح
الفنون التشكيلية، التي تمثل دائماً القرين النوعي للتعبير الأدبي منذ بداية
تاريخ الكتابة الفنية في تاريخ البشرية. وربما بسبب من كوننا نخرج من القرن
العشرين مؤخراً وهو قرن الصورة بامتياز، فإننا نرى بأن يدي الفنون التعبيرية
الأدبية الآن ذخيرة غنية وغاية في التنوع من التجارب الإبداعية التي تقترح
العلاقات الجوهرية بين الكتابة الأدبية والفنون التشكيلية خصوصا وشتى
أشكال الفنون البصرية عموماً، الأمر الذي يرشحنا لتجربة غاية في الخصوبة
والمغرية بالكثير من المغامرات الجريئة والرصينة. وقسم الفنون التشكيلية هنا،
هو الاقتراح المبكر الذي طرحته (جهة الشعر) من أجل الإسهام في إضاءة الأفق
الذي بات يتطلب المزيد من الوعي المعرفي بالعلاقة الجوهرية  بين الفنون
التعبيرية، ولكي نسعى معاً لاكتشاف جماليات التجارب الفنية التي تحمل عبء الحوار
العميق بين الكتابة وكافة أشكال الفنون البصرية، في تجارب مشتركة بين فنانين يتمتعون
بالموهبة والمعرفة في الجانبين.
ولكي نستعير كلمة قالها أحدهم في حقل الموسيقى، سنقول: أن الذين لا يحبهم الله هم الذين لن يحبوا الفنون التشكيلية.