حسين المحروس

الصورة الفنية (في النص المكتوب) هي في جوهرها الفيزيائي، صورة بصرية محتملة، أو قيد العمل.
في ثقافتنا العربية، ظلت الحاسة البصرية من بين أهم الطاقات الإنسانية التي تعرضت للتهميش و الإهمال والتغييب الى درجة العطالة وربما العطب، الأمر الذي سوف يسهم (بدرجات واضحة الملامح) في تعثر التطور الفني في العديد من الممارسات الإبداعية الأخرى، وخصوصا في الكتابة. لأن الجذر التقني للصورة الفنية كان غائباً عن انهماكات المبدعين العرب في الكتابة.
واذا اعتبرنا تهميش الطاقة البصرية قد أثّر في ورشة عمل المبدع العربي في حقول التشكيل والتصوير والتمثيل، فان (جهة الشعر) تقترح أن نلتفت الى تأثير ذلك في حقل الإبداع الأدبي المكتوب، لنتأمل ظواهره وندرسه ونعيد مسائلة الموقف الفني والمعرفي الذي جعل فن التصوير مثلاً واحداً من الفنون التي غابت عن المشهد الثقافي، ليس بالنسبة للاهتمام العام في الحياة العربية، ولكن خصوصاً في حدود المبدعين المنهمكين في الكتابة الأدبية، شأنه شأن الفنون التشكيلية الأخرى التي من النادر أن نصادف شاعراً أو أديباً يجعل هذه الفنون من بين أبرز مشاغله الثقافية.
من هذه الشرفة يأتي اعتناء (جهة الشعر) بالفنون البصرية التقليدية أو الحديثة، وتخصص لها أقساماً غنية بالملفات وقابلة للتطوير مستقبلاً.
ولعل في فن التصوير الضوئي من الطاقة الجمالية ما يجعلنا في (جهة الشعر) نحتفي بكل ما يتصل بهذا الفن، آملين أن يسهم هذا في وضع المبدعين العرب، والمثقفين والمهتمين، في مهب أحد أهم أشكال التعبير الفني الحديثة وأكثرها اتصالا بوسائط التعبير و الاتصال المتسارعة التقنية.
سيرة الضوء، هو إذن الأفق الذي نفتحه في جهة الشعر على مستقبل الصورة الفنية اللانهائية في فنون التعبير الإنساني.