ميشال بوليو

ترجمة انطوان ابو زيد

شاعر كندي (الكيبيك)، وناقد أدبي وكاتب روائي، وله العديد من المجموعات الشعرية، أهمها: وجوه (1982)، والمشكال (1985)، قبيل موته، ونال به جائزة الشعر لغايتان ـ لابوانت، بعيد مماته.

«المدينة»

المدينة ننزلُ إليها عبر الممرات
التي تكاد جدرانها تكشف عن شبكتها
ثمة من يهمسون أو يدمدمون
جملا هي طِلبات من أولها الى آخرها
نهبط اليها من خلال هذه الشائعة
التي مفادها أن صراخا مستخلصا من الصمت أحيانا
وأحيانا أخرى إنها رصاصة مطاطية تتدحرج
لتستقرّ في المجارير هذا ان لم تكن
قدما لحركة رشيقة ترسلها إليك
صوب هؤلاء الأولاد الذين يزقزقون في مكان أبعد قليلا
لا تسأل الصمت
أن يكشف لك عن الكلمات
إن لم تلتفت الى نفسك
حجارة متنبّهة هما يداك
تحضنان، فلا تطلب إلا قليلا
من الماء قليلا من الوريقات الندية
الآن، في الممرات، نضفر
القصبة فيما بعد والهواء
سوف يتضمّخ برائحة الصنوبر
وسوف تصيخ السمع الى صوت الزقزقة... (متغيّرات)
تخيّل
القول إنّ كلّ شيء ياتي من المخيّلة أيضا
وأنك لا توجد أكثر مني في ظلماتي
أن تقول ذلك وتؤمن به ومع ذلك فأنت ههنا
مع هذا الغضب وصريف الأسنان اللذين يجبرانك على النزول ثانية
الى جسدك الموهون
أن تقول فحسب أن تقول الكلمات التي سوف تفنيك
وأن تولد ثانية من الارتجال
وتفك عقَد المغازل وأن تستخلص نيرانها
على الموائد سوف تظلّ بعض فضلات العيد
الغــد ســوف يأتــي باكــرا جـدا
غدا أجهّز المطر لشفتيك الجريحتين..
(متغيرات)


زهيراتٌ مجيدة ( لهوٌ )
ـ1ـ
تمضي
تتفرّغ لأعمالك
لإبحاراتك المعتادة
في سيولة المدينة
حيث تتقلّص أرضك
تقلّصَ رقّ الحزن
وشأن كل امرئ تتدبّر نفسك
على خير وجه وبالاحرى على نحو سيّئ
وعلى صعيد المال
تصغي بانتباه كل مساء أو تكاد
الى الأخبار المتلفزة بصوت كاترين
برغمان وأصوات
المراسلات في الدول الأجنبية
منذ متى تنأى بنفسك
عن التاريخ
عن الماضي المستقبل
عبثا قلتَ لنفسك
أبدا لن تحيا في أمان
الغد
ولن تعود أبدا
ولن تخلّف وراءك عائلاتك


ـ 2 ـ
تمضي
تتفرّغ لأعمالك
ساعات منقضية خلف
طاولة العمل
خلف هلا توقفت عن كتابة السطر
الرابع ولماذا
خطوة أمام خطوة على امتداد أحد
جوانب السطور الطويلة
حيث يتّكئ الخطّ وتخطّ
السطور وشيعة ضد كثافة
ورق التسطير الذي لا يكشف
عن أي شفافية
وسوف تعود متأخرا جدا
من أجل الاستعلامات بداية
آخر فيلم كتابٌ
ينتظر أن تبسطه فيما بعد
حين لن توهب الكلمات أبدا
ولا الرؤى تُدرك في
قربها الممزّق
في تخمينها..
وكلّ مرة تتساءل
ما الخير في رؤية الغد
رؤيته فحسب
وأن يشع جلدك بين الأصابع..
(مشكال)

السفير مايو 2-16