ترجمة: أدونيس
- 1 -
من بعيدٍ، نجيء كمثل أسطورة بعينين شتائيتين. دموع صوانٍ تقطع أجفاننا. نبحث عن ينابيع الياسمين الليلي. نحدس بمرافئ لها رائحة الغروب. بأسوارها المجوفة حيث يتكدس الزمن. ربما لنا هنالك ضوء حيث يغني انسان ما. تأملوا انكسار الرماد وتذكّروا أنكم معلقون براحاتكم. لكلماتنا ثقل الظلال في شوارعكم وعلى قواعد أسرّتكم. دائماً يلتهم اللحد الشكل الحي. الدم الآتي يتهيّأ.
- 2 -
لا أعرف شيئاً من جسدك
أسكن حصادَ النظر غير المرئي
كل تحولٍ مؤجل
هباءةُ ريحٍ
تقدر أن تفتح السماء
وتجعل نبعها بلّوراً.
لا أعرف شيئاً من حياتك
أحدس بحلم في غصونك
بعبيرك في الورقة المـــسافرة
تكفي يدٌ حول المصباح
لابتكار شفافية الدم.
لا أعرف شيئاً من عذابك
أهدابك تحجب عنّي الأفق
خوفاً.
أتمزّق صبراً
لكي أجمع ذاكرةً
لاسمك.
لا أعرف شيئاً عنك
ترسمين عند خطواتك حدّي
المتحرّك
وكلّ صورة غائبة تختار
مائي الجديد.
- 3 -
لجوعكم تنتحب غاباتنا الصمّ
أيها العشاق في تمام أشكالهم
المقيّدون بسوط الزّبد
آثاركم تتنبأ بالغياب
لكن أيديكم ترجع الريّاح
توهّج النهار ينتشي
عند ركبكم.
الصيف كله يعود لينظر اليكم
النيران تثلج من راحاتكم
الفضاء السريع يستسلم لجريكم
أستودعكم هذا المساء المفرد
فيما تتحرك أفخاذكم في ذهب
المدّ والجزر
وحدكم تعرفون كيف الخوف
يرسّخ الجليد في الدّم
والرقص الوحشي لأضوائكم
على السنبلة التي تقصّ السماء.
- 4 -
أسير في الألوان الأولى
الإوز الوحشي يعيد رسم القلق
والزمن يستيقظ على امتداد الصدأ
سفينة بسارياتٍ ثلاث، تسير نائمة وتعبر الغياب
المنفى على الرصيف، بخطواته البطيئة
يبتكر ذاكرة أمينة.
الموتُ أنّى توجهنا يبدّل شكله في مرايانا
الحجارة تندمل بالملح
لكن الوجه الأول المُجنح للأزقة البحرية
سيكون له حنان الرمال
ستفهم الغُبيراءُ الناريّة اللون
تحية الصباح من لغات بلا منفى
- 5 -
شاسعة خطوات اضطرابي
التي تجنح في اتجاه وجهك
في سرّ النقطة
منفرج الأشياء، اللانهائي
أضيف إلى بعد السماء
اختلالاً.
أحكَ خاصرتي بضلع
حلم.
أسندك بطرف ذراعي
كجناحٍ يترصد الغناء.
أسبر الجنون والعجز
مع ذلك أقدّم لك الشبّاك
حيث لا يلمع إلا حجرٌ
دون بلّور
في قبضتي أحتفظ
بالقوى التي ستنقذ حياتك
من موتي.
يوماً. سنوجد دون تفسيرٍ
نقدّمه.
الحياة
10/08/2005