هاهي منصة القلب ..تطرد اشباح الصمت .. تزيح عن وجهها عناكب الوحدة وخيوطها .. قيثارة الريح .. وصفير الوحشة الذي عبر حقولي في مواسم الحب ..
بأصابعك افتتح نوافذي المختومة بشمع النسيان..ليطل علي وجهي الذي غادرته ذات رحيل..وأستعيد صوتي الذي شاخت فوق حباله الاغنيات ،ولتطفو اصابعي فوق حبر بقي عصيا حتى ضربت بعصاك فوق أرضي وارتفع نداؤك في النسغ : تفجري مياها وحبرا وقصائد واغان لم تنشدها العصافير بعد.. قلت وانا ارتفع بتمائم الوحدة حتى قمتك الشاهقة بالمستحيل: هل هذا الظل لي؟.... يهمس صدى له رائحة صوتك: لكِ تاريخ النسيان.. ورائحة الحريق... ولكِ طراوة البياض ترسمي فوق صدره ملامح طوفان وشيك ..، كان القلب مزحوما بالسؤال: وروحكَ التي عبرت وجوههم فوق تلال القصائد؟......، كان لصوتكَ نواقيس فرح واجراس كنائس تعانق ترانيم اعيادها السحيقة: انتِ وطني وقميصي المترع بالمطر؟
شهقت بالرؤيا وهي تحملك فوق بساطها لتجتاحني كشهقة لم تترك لي فرصة اعتلاء منبر البوح ..الفرح الذي استعاد ضحكته فوق مدادك ..وانت تعبرني بخطوات رجل خذل كهولته الباكرة مرتقيا سلم طفولته فوق يدي ..
(وانتَ طفلي؟)..
قلتها..وكان المطر يشد على روحي التي تمسك بيديه خوفا من ان يعاود الصعود في موكب التيه بين جدران لاصدى لها سوى انين الحبر بين دفتي الورق ..
حملت نعاس عينيك تميمة النجاة ورحت اطوف حولك بشموع الدمع ..مرددة شعائر الامهات ...
كان المطر يصلي في حضرة الحب ..
وتحت أقدامنا ..كان الشارع ينزع بخشوع جلده ..ويعلن براءته من خشونة الايام وهي تدوس ظهره بلا مبالاة ...و كانت الذاكرة وعاء يسكب أيامه حتى آخر قطرة في قلب الزمن الشحيح .. وأنا وأنت .. ظل يعانق جسده الغائب .. وصوت يحتضن صداه بلهفة صمت السنوات العجاف ..
أتأبط ذراع الحلم بلهفة طفل ..وارتباك عاشق مايزال يتهجى نبضه في السطر الاول للعشق ..
أتسلق قامة سمرتك فيرتفع صوتي بإصرار : هل هذا هو الغريب ؟
كل حجر مهمل ..وكل قطرة مطر ..كل الوجوه العابرة ..كل المطر الهاطل في غير أوانه كان يؤكد لي انك الحلم الذي ارتدى ساعات الصحو .. وانك الساعة الخامسة والعشرون التي دقت عقارب المستحيل ومنحتني قمرا يدور في الاتجاه المعاكس للنسيان ..
كان النجم منهمكا يعبد الدرب بالياسمين ..
وكان الياسمين ينثر بياضه فوق ربيعك المباغت ..حتى اخر قطرة عطر في قارورة البياض ...وكان القمر يعكس فوق دموع مراياه ..صبي مرتبك ...وامرأة تولد من جديد .