موسى حوامده
(الأردن)

hawamdeh87@hotmail.com

لا تبني العصافير أعشاشها فوق سرو المخيم

في أدراج الثلاجات
في توابيت الشهداء
متسع للطيور

***

في لعبة الشطرنج
لا يموت الملك
من حصار جندي وحيد وفيل

***

كمن
يدير وجهه
بعيييييييدا
عن شعاع الشمس
يرتعش اسم ف /ل/س/ط/ي/ن

***

ليس للباب وظيفة أخرى
حين تخلعه الجرافات
يدخل العرسان
حتى بدون ستائر او أطفال يتلصصون
كل شئ صار واضحا
حتى دمنا الأحمر

***

كمن يدفن جثة ابنه الشهيد
سقط القلب في عويل المجزرة

***

تشجع المشيعون
لكن السماء
ظلت صامتة
تكذب السماء
حين يتعلق الأمر بمصير الفراش

***

جفن الزيتون
ينتفض
يسيل لعاب الأرض
حنين الشجر
الحنين لشئ لن يأتي
لدولة لم تجئ
لفراشة احرقها النور

***

تطير سبع حمامات من شباك القلب

تطير تسعة عصافير
وتنبني شواهد جديدة

***

استحمت امرأة في دم عاشقها
وحين أفاقت من نهار ميت
أخفته ليلة أخرى
تأملت وجه حبيبها
ليس لي وطن بعدك يا حبيبي
ليس لي حيلة لرد الغزاة
,
البنت البكر
كدت أقول
دمها البكر
كدت أقول رحمها البكر
كدت أقول
لم تعد عذراء بجوار المذبحة
,
يابس شجر الجنة
وطري معول الفلسطيني
يابس شجر الحرية
وطري
إصبع الجريح
طري
لا يقوى على تحمل الضماد
لا يقوى على تحمل الفراغ
لم يعد للجريح يد او ذراع
طري معول الحرية
,
أربعة وخمسون سنة لا تكفي كي تجف دموع الجليل
خمس وثلاثون سنة لا تكفي كي تخلع الضفة نعشها العبري
لا تكفي سنوات مئة وأكثر
كي نعلق باب البيت خرقة بالية
نؤدي لها التحية كما يفعل كل المجانين

***

لم تساعدني الثعالب
لأفض بكارة البلاد
واشتم شمسها وغيمها
والعن طينها
لم تترفق بي القصيدة
كي اكره ألوان العلم
لم تتصيد مرارتي القبرات
لأشق صدر الياسمين
واذرف دمعتين
على قبر الزهور

***

الواثق من جيشه
الواثق من مواطنيه
الواثق من سيوف أخوة الدين
الواثق من رداءة الطقس
الواثق من سوء أحوالنا
الواثق من خسارتي
أحيا لدي شعلة جديدة
أشعلت إبريق الزيت
لم يكن ضوء الإبريق
الضوء جاء من أصابع إيمان حجو
,
بلاطة
اثر بلاطة
تصير ساحة واسعة
هذا قلبي
مرصوص بالمخيمات
مرصوف ببلاط
احمر

***

جنين
جنين
لم تُجن الحافلات بعد
جنت القابلة
فجاء طفل يرتعش مثل حزام ناسف
,
بيت جالا
تعافى البيت
و جالا
تعافى الرب
وقالا:
جسدي
جسدي مليء بالطلقات
أموت
أموت وتنشلع جيلو-1
,
كريات اربع2-
كريات أربع
لو بنيت الحجارة فوق جثتي
لاحتملتها
لو شقت الشوارع في صدري لحمدت الله
حيث المدينة
حيث كان إبراهيم ضيفا
ذات رحلة
يشق جلد العجل الخليلي
يذرع باب (عين سارة )
حيث الان
ينهمر رصاص كثيف فوق زهرة غضة
,
ليست غزة
النقطة زائدة فوق الحرف الأول
ليست
مخيما ومدينة
إنها شجر عاري الصدر
لن يهزمه أولاد يشربون (العسيس3)
ويتلذذون بمعلبات اتنوفا 4)
ودم اللاجئين
,
سور
على قميص الشهيد
غابة زيتون فوق صدره
خارطة تبدأ من راس الناقورة
حتى مصب دمه الفواح
هكذا يدرس طلاب خان يونس كتاب الجغرافيا
,
نكذب لو قلنا نحب فلسطين
اكثر من طفل سيولد بعد خمسين عاما
بعد تسعين سنة قادمة
بعد قرنين وألف قادمة
نكذب لو قلنا نحب رام الله
اكثر من شظايا جثة أبي علي مصطفى
نكذب
لو بزغت علينا شمس نهار جديد
ولم نعترف بان طوب الدهيشة
مجبول بدم شفيف
أبهى من سماء الله

***

بلور
على الصدر
طاقة خير
فوق راس الجدة
الزغاريد
لا تهب من حلق أم تودع قلبها للذهاب الأخير
غربان تحوم حول شرفة التابوت
نهار مثقل بالفجيعة يدفع نهارا متعبا
,,,,
القطا يرفرف في سماء نابلس
القطا
لا يعير اهتماما لطائرات الاباتشي
اذ تقصف أجساد المساجين
واحد منهم لا تصيبه الصواريخ
ليس لان القطا
خبأه او أخفاه
القطا لا يعرف سبب القصف
أدرك بلا ذكاء
ان احد المطلوبين سيقتل في خديعة أخرى
فلم يحذر أحدا من طائرات الاف 16
هكذا دائما
لا يساهم القطا في معركة
لا يناصر أحدا ضد احد
لكنه دائما يرفرف فوق نابلس.

جيلو :مستوطنة صهيونية قرب بيت لحم.
كريات أربع: أول مستوطنة في الضفة الغربية قرب الخليل.
العسيس:عصير إسرائيلي.
اتنوبا: ألبان إسرائيلية.

عمان 2002