n10121701.jpg

محمد جابر أحمد

(العراق)

 

1

عاصفة الرّوح

وجهٌ يعبر الرّيح

وتعبره الابتسامةُ كذكرى

يتبادلانِ تحية في المساء

عبر ألبوم الصّور ..

هل كنا معاً عندما افترقنا

ام افترقنا كأسماء المدن لحظة انفجار ؟

الأشجار  تنضج في اشتباك اليدين

وينكسر الضوء عظاماً حولنا

عبر كينونة الطريق - الحاضر

أبداً امامَ الوجه

كمرآةٍ في الفراغ

بنسيج  الزّمن  المفلول ...

ونحن في هذه الريح معلّقون امام وجهكِ

لنعبر عاصفة الروح  بلا عودة

 

 

2

تمددُ جسدٍ وملامحهِ

 

في الليلِ

تزرعُ العبوةُ مكانَ المصادفةِ .

  ثملاً أعودُ ...

تستيقظُ فيَّ كلُّ نهاراتِ العالمِ  إنهيارتٍ

الفمُ مُرٌّ ،.. يُبالغُ في تبسيطِ الدُوارِ ،

الاقدامُ موزّعَةٌ .. فكيفَ لها ألاّ تُلفِتَ الانظارَ والأخيلةَ ؟!

اليدان...

أيهما تصلُ اولاً البيتَ , ستفتحُ البابَ للأجزاءِ الباقيةِ لتدخلَ

 قبلَ ان يصلَ وجهُ القمرِ الى النافذة ..

او الشمسِ ...

تصلُني ... كأنها تهربُ تبعاً للمنظرِ

أتَعَرّفُ الدربَ  اللانهائيَّ لنا ،

قبل أن يتمددَ الجسدُ منتصباً

مثلَ لافتةٍ لموتنا...

تحتَ اشجارِ نسبٍ تتبادلُ رميَ الثمارِ فيما بينها .. عجباً

مثلما تُغيّرُ عينايَ مكانهما لومضةٍ في القصائِد

لمرايا لن تصادفُها  الملامحُ ، مرةً أخرى 

ليبدأَ ..

العالمُ

بالمخاضِ ... في الاحشاءِ الحارّةِ .

 التأملُ بالوجهِ المُقَابلِ

حيثُ المرايا بركٌ على الطريقِ

يتبدى الدمُ المسكوبُ تفتحاً للنداءاتِ المُرّةِ

 

3

مع الريح

ليست الريح طفلةً

تمنحُ شفاهها على عجل

بل هي رخامةُ الزمن وعينهُ التي لاترمش

تحمل أسماءنا

كوننا ولدنا من تناسلِ رخامتين في المقابر

لنصِلَ الريحَ بالريحِ

و مع الريح  في حلمنا طوابير نسير

لتغطيةِ كل شيء وجفنهِ

بتراب النوم الذي أهيلَ فوقنا

هو الليل ثانية لا شجرةَ تخرجُ منا ...

ولا يزرعُ حولنا سوى العبوات الناسفة

لزائرٍ من عدمٍ يمتلئ بذاتهِ وبفاتحةِ كفّيه

على رصيفٍ خطأٍ .. حيث يتجمعُ الجميعُ يومياً

ولن نتجادل بعد ذلك فلم يبقَ أحد .. عدا الريح

 

 

4

التفاحةُ وضلعُها

في يدي  دم ينبض

من تنفسك ، ويخضر أثر اختفاء العشب

ضلعٌ في أطراف العالم لتخرجي امرأة تُخرجكِ ...

أحياناً نجمع الفلسفة لنكمل الضّلع الناقصَ

لتفاحةٍ سقطت منكِ  

وعندما لا نجد وقتاً تَحضُّنا جراح الموسيقى

مثل نارٍ أخرى تطمئن اللهب

وأضلعي الناقصة

من أي حلمٍ تركتكِ مرةً تخرجين ؟!

 

5

الشواطئ

الشواطئُ لا تَكْذبُ

ولكنّها تتراجعُ

أما أنا فشيءٌ لا أعرفهُ

لا أعرفُ شيئاً غيرَ غيومٍ تساعدني

على اصطيادِ الشمسِ ودحرجتِها على العشبِ بفرحٍ .

الأطفالُ لا يهمّهمُ أن نسمّيَّ

أيَّ شيءٍ طيراً

فسيأتينا الليلُ طارحاً عظامَهُ

على الفِراشِ

بعد أنْ تأخذُ الشمسُ جبلاً

كي تنامَ معَ الألوانِ التي كَنَستها

على اليومِ أنْ يُلوَّنَ

في حقيبةِ هذا

السِّفرِ .

6

رماد الحِجاب والحبّ

 

الحبُ  ينفض سكائرَهُ

على الوردةِ

لأن جميع ذكرياته..  تزوّجت

المحبّون يلمعون بين رمادها

قال الحبُّ بيأسٍ:

أيّ عزلةٍ تلزمني للتمدّد كالظل .. 

في حدقات أمرأة  الحدائق تحت الامطار ؟

كونه لم يزهر مثلها

بكفّه يمطرُ السّراب .. حبراً

في البراري التي  يعبرها .. المجنونُ ،

أمطار جسدهِ تخلع الشّجر الوارفَ للحلم ،

قصائدهُ صارت أعضاءً لليلى

يلفّها الافقُ بثياب القصائد المبللة

 

7

رزنامةُ ورقةُ التوت

العصافيرُ يطردها الأفقُ

لينامَ في أعشاشها  

علَّ شمسَهُ تفقّسُ شيئاً جديداً

يمكننا ذبحهُ كلَّ يومٍ

كمنْ لا يجرؤُ أن يكونَ حياً وميتاً

لفكرةٍ تقطعُ أوردةَ السكينِ ..

تقتصُ مني غِيابَكِ

النازفَ فيَّ ظلُكِ  الممتدُ / نشوةً  حدَّ صفحةٍ بيضاءَ

مما أكتُبُكِ  محواً عليها ... بينَ سطورِ الريحِ .. مُحبّراً أرقاماً مسلسلةً (في دفترِ ) بياضكِ

رزنامةً لأياميَ الخائبةِ .

 

8

عبوة وطريقٌ وقمر

سأبقى في البيت

لأن جميع الطرق تؤدي الى روما ...

رملٌ يقلدُ ساعتي 

ويمحو من طريقٍ آخر رنين قدمي  والتزامها بالقافية ..

أثر رغبةٍ .. رغبة بالولادة خارج القافلة

في نهاية الكلام رملت هذه الرغبة ، وتناسختها نساؤنا وهنّ يلوِّحنَ

غريزياً للهاوية

يا موتُ ...يا رملَ شفاهنا

ويا رحماً على الهوية تردَّدْ في خطاك قليلاً

لأرى وجه صرختهِ الوليدةِ بين ساقيّ

لا كما أرى عادةً بعد صرخته الوليدة بين ساقي

وجه القمر

الذي تشاركت في ولادته النساء جميعاً

أين أخذت أبناءنا أيها العدم الهَرم  ؟

ترددْ كي أقيس قماطهُ

أيناسبهُ قياسُ من ذهبوا  ..أي قياس ثدييّ

ولا تردّد : يناسبهم جميعاً بعد يومٍ.. عبوة ناسفة

وبعد أيامِ قمر ..

 

9

 

بين قَوسَي الرّيح

الممنوعُ  قبلةٌ بهيأة قمر

أودعها فوق ليل حرامنا المطلق فمك

فنمت، بخفةٍ شفاهنا  لنزن بها،

قمر كفّك الدّبقة، مع نخيل فكرة عن لاشيء

نعبر شوارع هذا الحلم

الى اتجاهاتٍ  مجرّدة  صوب وجهك 

تحت  النجومِ التي تسقط فينا 

ولا نرتوي إلّا من سراب شارعٍ أخير يمرّ بالقلب

على امتداده

اسمع خطاي تتلاشى

كالرّيح أنتِ

ويداي حقيقة بين ظلّين

 

10

 

أمّي في غابة من حروف

أمي تمطر على المسامير

أولد على صليب من كلمات

تَركت صُلبها للنّوم في شعار " تغيير العالم "

مادامت الدولة مسؤولة عن ترتب الازهار في الحدائق العامة بمخالبها

قريباً سيجفّ القلبُ

ولكنّ أمي تمطر على الدوام

نحو القمر في غابة من حروفٍ ،

الصليب يكبر فيها

ويفصلني عن حضنها تجدّدُ أعضائي وأحلامُ الطاولة المستديرة ...

وانتَ ايها المغناطيس الأب ، الى أين تأخذني

من المسامير .

حيث تولد يكون موتك ،

 الصليب يكبر فيك وفي أمّك وفي أيامك القادمة ...

 

11

 

قصةُ العَلَمْ

الاشجارُ خارجَ النافذةِ هي كلُّ ما تبقّى

على وجهِ الوطنِ  المبقّعِ ،

بالشمس و الاحلامِ - المؤجلةِ - والملغاةِ

تلكَ التي تحفرُ اللحمَ الابيضَ لهذهِ الورقةِ

كخريفها .. على الافق ،

مع هذه الاشجارِ المتفرِّغةِ لكنسِ الريحِ 

ما دمتُ أحلمُ بالعدالةِ

وعلمٍ يرفرفُ  مسافراً بنا منذُ قصةِ الخَلْقِ السومريّ

مرةً أحلمُ بمَنْ يشقّهُ الى سماءٍ وأرضٍ ،

ليحررني  في فضائهِ .. قبلَ أن يتلاشى  العالمُ

الى أثوابٍ ،  هي العلمُ الأخير 

------------------------------------------------

 محمد جابر أحمد

لعراق 13 / 5 / 1978

بكلوريوس كلية الآداب – قسم الفلسفة - 

جامعة بغداد /العام  2003-2004 .

- عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .

- عضو اتحاد الصحفيين العراقيين .                     

- عضو النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين .

صدر له :

  • مجموعة شعرية بعنوان ( نثائر الخلق ) بدعم من جمعية الثقافة للجميع . العام 2012 ، - وله مجموعة شعرية معدة للطبع  بعنوان ( قهقهة السراب ) .
  • شارك في الأشراف على اعداد كتاب ( انطولوجيا الشعر العراق المعاصر من عام 1981-2010) باللغتين العربية والانكليزية ، بتمويل كامل من وزارة الثقافة العراقية بمناسبة بغداد عاصمة للثقافة العربية 2015 .
  • شارك في مهرجان ( أصوات حية ) في مدينة سيت العام 2017

-شارك في الاعداد والتحضير لعدد من المهرجانات التي تقيمها المؤسسات الثقافية والأكاديمية  داخل العراق ..