عزيزي
مزاجك شديد التقلب مثلي
لذلك كانت صداقتنا متوترة
وأحيانا عاصفة
كأي كائنين لاقتهما الصدفة
أو مواعيد مفاجئه
أعرف أنك سريع العطب
لقد أنهكتني قطع غيارك
كي أخفي فجوة كبيرة في مدني
واليوم
تماما مثلما قلت لي ذات صباح
أشياء كثيرة تأتي بلا موعد
ترحل دون اكتراث
المطر يسقط عادة في الشتاء
لكن ذلك لم يعد يحدث
حتى أنك لم تتخيل مظلتك
تتقاعد باكرا
فتخرج في كل المظاهرات
دون تمييز
لم يعد خبزك معنيا بهذا الضجيج
لم يعد لك ـ أيضا ـ ظل
في سرير فمي
ولا في مقهى يقذفنا إليه الزحام
عزيزي شوينغوم
أخيرا زار الطبيب حديقتي المبعثرة
وافترش لأزهاري كل أريحيته
لم أصدق عيني
أخيرا
أخيرا سأرميك قرب حانات مقفلة
سأطوح بكل أوهامك
سأمرغ خمرك في التراب
لم يعد ممكنا أن نمشي معا
إلى نفس الكأس
ونغني لنفس الحقول
ونقطف نفس التفاحة
ونلوك نفس العجين
عزيزي شوينغوم
أعرف أنك كائن محترم
بإمكانك
أن تغطي ثقبا رهيبا
في جدار العاج
بإمكانك ـ أيضا ـ
أن تخفي عن الحبيب
خرائب سوداء
وعن الابتسامة
صدأ يناوش القلب
بإمكانك ـ كذلك ـ
أن تغري الطبيب بحماقات صغيره
وتشعل في طفولته نزق الذكريات
فيقول للأزرق كن رؤياي، كن بصري
كن سيد لوحتي الأولى
كن أنين ريشتي
وأنت .. عزيزي شوينغوم
كن ما شئت
حلما
كابوسا
كان عليك ـ فقط ـ
ألا تشعل كل هذه الحروب
في حبة رمان
وتنسى أنني طفل
والآن
لم تعد رمانتنا غامضة
لم يعد ثمة مكان للالتباس
فتدبر شؤون فوضاك
بعيدا عن دروبي
وداعا.
سلا في: 15/05/2000
إقرأ أيضاً: