غدرنا بها
تلك العريضة
البنِّية في الضوء النَّهاري المتلصص
من فرجات الشبابيك
القاتمة في الظلمة
الخشنة
مثل قنفذ.
ما الذى تقوله عنَّا الآن؟
ربَّما يمر أسبوع بكامله
دون أن نمسسها
دون حتى أن نلمحها هناك
في سكونها المهيب
نمر من أمامها
مثل غرباء
اكتشفوا وجودهم الطَّارىء في المكان
فجأة
دون تحية
أو نظرة عرفان بالجميل
غدرنا بها
وتركناها هكذا
الوحيدة في ركنها النَّائى
الثقيلة حين نرفعها
من فوق البلاطات المخزَّنة بالرطوبة
لنكنس من تحتها غبارنا
لم نكن نتذكرها
إلا في زيارة غرباء
أو في ضيافة عزيز
نسينا صبرها معنا
طيلة شهرين
حين لم يكن غيرها
يرقب نبتتنا التي نمتْ
بهدوء مجرم
وحدها
صبرت علينا
وعلى تخوفكِ الأنثوي الخجول
تحمَّلت ثقلنا فوقها
في الليالي التي كنَّا نحاول
اكتشاف جسدينا فيها
وسكتت كأمٍّ
على أطفالها المشاكسين
غدرنا بها
هذه الكنبة العجوز
التي تتكسَّر الآن في ضجة
كامرأة
تشهر اعتراضها الأخير
وتموتْ.
القاهرة
أغسطس 2001
إقرأ أيضاُ