I - ليس عندي شك أني لا أحب الطبيعة .
وعندي شك أن الذين يحبونها يبالغون .
مع ذلك أمام الناس أخاف ألا أنبهر ب ( سحرها ) القاتل .
الناس واقعون في نقائها ، كلهم الناس واقعون حتى العظم في روعة الطبيعة ، واقعون في صفائها .
إذا كان سحر الطبيعة قاتلا لم أكن لأتردد ، كنت سأحبها ، فالقاتل
لا يحتاج لأحد أن يقول له أحبك .
لكنها ليست إلى هذه الدرجة ، إنها جميلة فقط ، آسرة كما يقولون ، بينما ليست قاتلة .
مثلها الغناء يثير الإحساس ويدفع هؤلاء الناس إلى الصراخ ، إلى أن يقولوا : آه .
كل ما تأتي منه الآه لا أحبه : مجرد استعطاف للمشاعر ، استدرار للشفقة .
* * *
II - الحدائق مكان غير شعري ، مصنوعة صنعا ، لا هوام فيها لتلسعك ، لا يدهمك خطر هناك ، لا شوك فتعيد النظر في باطن قدميك ، والطريق ليست وعرة .
ستصل حتما إلى ضحكة ، وسترتاح وتتسع روحك : هذا سيء للشعر .
ستجد وردة وفيئا وغضارة ، ويمكن أن تغفو ، هذا جمال سهل ورخيص تشتريه بنزهة ، ليس أتعس منها كلمة ، من المريض أول ما تخرج ، وهو على سرير ، وحوله بكاء ، يريد نزهة كي لا يموت .
مازالت بالمجان وعمومية لأنها خالية من الخطورة .
الحديقة سياج حول الرغبة ، وحارس ينهر الحلم إن تجرأ ، وسطها كلمات مسجونة وشجيرات لا تسمق .
ما قلته رومانسي أيضا ، - وأنا آسف - ، أسود ومتنطع ، لكنه قد يصلح للشعر .
* * *
III - ألم الشاعر الأبدي : حياته تهمه وعليه أن يضيعها .
* * *
IV - الأول يدافع عن القديم كأنه الوحيد يريد أن يرث ، وسيقضي علينا جميعا إن لم نتعظ ونحترم القسمة .
الثاني يدافع عن الحديث ويحذرنا بكل أصناف الشتم الركيك الذي اخترعه العصر : << أيها الرجعيون ! >> ... ونصبر عليه .
الثالث يقول إنه سيوفق بينهما ، يفعل مثل أي تاجر، يساوم ويجري الصفقات والتسويات ، لأنه يطمح يربح أكثر منهما .
أما أنا مع الصدفة والحظ أين سيقودني ، لا أعرف أي وجهة ، مع نسيان تام للثلاثة .
مرحبا ، لكن ، لا أدري ، هكذا ...
* * *
V - يقولون التجربة !
ليست التجربة هي التسكع
التجربة هي أن لا ترى الناس
الناس يفقدونها النور .
* * *
VI - التجربة في غرفة مغلقة .
* * *
VII- التجربة أن تكون أعمى .
* * *
VIII- لم يكن علي أن أكون .
وكان علي ألا أكون هكذا
ومثلما أنا عليه في الآتي كان علي ألا أكون
ولو كنت كما علي أن أكون لانتهيت أيضا .
أطرد نفسي دائما من تحيق ما تريد .
* * *
VIII- ولو ، سيدخل الجمل في سم الخياط .
يجب أن تصدق ما لا تراه .
* * *
VIV - العزلة أيضا وسط الزحمة ، أو هي فقط .
* * *
X - هناك اختراعان لا يمكن أن أشكرهما على ما قدماه لي :
الهاتف والتلفزة .
معهما بدأنا ، دون أن نشعر ، ندعي أننا آلهة ، وما نتكلم معه أو نشاهده مخلوقاتنا .
من خطأ قديم وقعنا في آخر ، هذا كله لنشغل أنفسنا .
* * *
XI - مع المعلوميات صار التشبث بالماضي ، ولأول مرة ، موقفا طلائعيا .
* * *
XII - ولدت هكذا : برغبة في الندم .
* * *
XIII - أعمل بجهد كي لا أخبر أي علم ، أغيب أي قاعدة ، وأحب أن أضيع كل طاقاتي في اللاجدوى .
* * *
XIV - تضييع الفائدة لذة .
* * *
XV - ملايين الناس يأخذون طريقا واحدة ، وشخص يذهب عكسهم ، في الاتجاه الآخر ، وهو على حق .
* * *
XVI - يلعب القاتل لما يقتل
أيضا يلعب السكين في كعكة لما يقطع
الذين يتفرجون ويأكلون كثر والذين يبكون
جادة هي الضحية
لأن لا يد لها تحركها .
* * *
XVII - الحيطان الملطخة بالشتم والجمل الداعرة والأخطاء اللغوية ، أنفع وأجمل من كتاب مليء بالنصائح ، أنظر في حائط منها تجد روعة وخرقا ، بينما في تلك الكتب ، أنت عرضة للضجر والقمع وغثيان الأخلاق .
* * *
XVIII - في العام الماضي سأموت ، كباقي الناس .
* * *
XIX - الموت يأتي دائما من مكان بعيد ، أو نحن نذهب وهو ينتظرنا في ذلك المكان ، المهم أننا نلتقي مهما طالت المسافة ، فيموت باكرا من يصل الأول ، من يبحث بسرعة عن الحياة ، ليعترض طريقه مثل صدفة .
* * *
XX - لذة القتل : نعم أصدقها ، لكن بتكتم ، حتى تبقى مشتهاة .
* * *
XXI - في المغرب سر غامض يرغم كل شخص كيفما كانت قوته ، يستسلم في النهاية لسلطة هذا البلد . مهما كان ثوريا ، مهما كان هامشيا ، مع الوقت ، يذهب من تلقاء نفسه ، ويلقي بكل أحلامه خاضعا بلذة .
حصل هذا للجميع منذ ظهر هذا الاسم على الأرض .
يوميا ، استيقظ وأذهب مباشرة نحو المرآة ، ناظرا إلى صورتي بفزع ، هل مازلت كما أنا .
* * *
XXII - يذبحني الهدوء حتى أسمع صخبه يضرب في رأسي .
الضجيج وحده يشعرني بالسكينة .
ضع خدك على قبر وستعرف ! رغم ما يقوله الشعراء .
* * *
XXIII - الخوف أن أومن بشيء : درءا للفائدة .
ولو الجنة فهي لا تستحق .
الإيمان قديما كان لمجرد الخوف والعجز ، ليس مصلحة .
* * *
XXIV - قليلا أرى الحياة ، وعندما أفعل ذلك ، أرى الله هو الحل .
الله هو الوحيد الذي لا يمكن أن نحاسبه .
* * *
XXV - منذ سنين أصطدم بنفس الحائط : العدم .
بعد سنين أيضا سأصطدم به : الحائط نفسه ، العدم .
أعرف مصيري اليوم وغدا رغم أني أتظاهر أفعل ما أريد .
* * *
XXVI - أغبى من يوجد هو الذي يفكر ويبحث عن حل .
لا حل يوجد ، إنها الفكرة الوحيدة التي يمكن للتأمل في قسوتها أن يخلق أفكارا جديدة .
عدا ذلك مجرد تجارة .
* * *
XXVII - الخيّر لا يفكر في الخير .
* * *
XXVIII - رأيتني أمر في الليل وخفت مني .
* * *
XXIX - أصدق تسبيح الحصى لله ولا أصدق تسبيح الإنسان .
* * *
XXX - أنام كي لا أستيقظ وأستيقظ كي لا أنام .
ما يحدث أثناء ذلك لا يهمني ، بل كيف أتخلص من الاثنين : النوم واليقظة .
* * *
XXXI - إكراه السلطة حاليا هو دفع كل فرد إلى << النجاح >>.
أحاول أن أبقى حرا ، أفعل ما لا أريد كي لا أخضع مع الجماهير .
* * *
XXXII - لست مع الحالمين بالثورة
لست مع الحالمين بالحب
فيّ خيبة متأصلة ، ومع ذلك ، مثل هؤلاء الناس أفضل من غيرهم ، لأنهم ، على الأقل ، يحلمون .
أقول هذا بتردد وارتباك .
* * *
XXXIII - يدهشني المنهزمون
الشعر الذي يحاول ألا يقول شيئا أيضا يدهشني
الشر في الأدب ، وفي الحياة أحيانا ، يدهشني
الذين ينامون أكثر من العادة وعكسهم أيضا يدهشونني .
* * *
XXXIV - المقتول ذكي .
* * *
XXXV - ليس لي أي مبدأ
كل قيمة تبعث الغثيان في
وعندما أشعر أني حقير أنتعش لا من سعادة ، لا من بؤس أو ألم أو يأس ، بل من تناقضاتي .
Hamidzaid7@hotmail.com
إقرأ أيضاُ