ما الحياةُ ؟!
أفكرُ كثيرًا
ما الحياةُ إن لم نلتهمْها
ونشربْها حتى الثمالةِ
.. فغدًا يسقطُ الجسدُ
تحتَ عجلاتِ الزمنِ
وتزهرُ الحياةُ هناكَ
في مكانٍ آخرَ...
...................
الحياةُ
المخادعةُ تتوارى خلفَ:
رفَّة هدبِ الصبايا
وعبقِ الخصوبةِ
وخرافةِ الصحراء
.....................
.....................
أفكرُ
ما الحياةُ؟!!
في تعريفِ الشِّعرِ
يأيها الصداعُ اليوميُّ
الملازمُ كالحساسيّةِ
المفاجئ
المباغتُ
كعضّةِ الكلبِ والسَّيلِ الهادرِ
المشاغبُ
المشاكسُ
الذي يشغلُنا طوالَ اليومِ
هبني بعضَ الوقتِ
لأعيشَ الحماقاتِ الصغيرةِ :
أشاهدُ مبارياتِ الكرةِ
وأرقصُ في الأفراحِ
وأدندنُ ألحانًا سوقيَّةٍ..
..........................
ربما أصيرُ ما ترجو زوجتي
شوفينيّةٌ
رجلٌ من العالمِ الثالثِ
يصحو مكدسًا بالوصايا
والوساوسِ وصورِ الآخرين
فلابدَّ من أعداءٍ متخيلين
ليبتكرَ دفاعاتِهِ
كحيوانٍ جبليٍّ يتشمّمُ الخطرَ
ويتكيّفُ تحتَ تقّلباتِ الطبيعةِ
يصعدُ كلَّ صباحٍ
عشرينَ خريفًا بصدرِ
صحراءَ بعيدةٍ...
.. الجزيرةُ الوحيدةُ
لا تلتقي بأخرى وتتلاشى
كيدٍ مهملةٍ تيبَّس على أصابعِها
غبارُ المصافحةِ...
......................
رجلُ من العالمِ الثالثِ
محبطٌ
ونحيلٌ
ينسحبُ هادئًا
s_abushabana@hotmail.com
إقرأ أيضاً:-