أسرة مهرجان السنديان الثقافي في الملاجة وبتاريخ 4-5/9/2003 تقيم مهرجان السنديان الثقافي السنوي الثامن بمشاركة العديد من الشعراء والفنانين العرب والأجانب إيماناً منهم بدور الأدب والفن بتهذيب والارتقاء بالمجتمع من خلال بناء الفرد الإنسان الحر وبالحوار الديمقراطي أسلوبا للارتقاء.
المشاركون:
يرافق اليومين معرض للفن التشكيلي
ويستمر بعدها في صالة طرطوس القديمة
بالإضافة إلى معرض كتب لبعض دور النشر / يستمر المعرض في طرطوس
معرض الفن التشكيلي /
****
نشيد البنفسج
محمد عمران
هو الحب؟ أم ظل صيف من اللوز؟ أم هدلت في المساء على شرفة القلب عائلة من يمام؟ وجع في الهواء يدفّ فيخرج نوم الهواء ويسيل البنفسج من غيمة في الطريق إلى بيتها، في ضواحي الشتاء مطر لم يمرّ ببال الغمام مطر طيب القلب كالطيب، صاف كدمع الحمام سأسمي البنفسج بيتاً، وأدعو القصيدة من غيبة.../ ... هذه شرفات البنفسج..، كل منافي القصيدة مفتوحة، كل أوقاتها بانتظار الغناء غير أن المغني حزين علّقته القصيدة في قوس زينتها، فانحنى تحت شمس الحنين ومشت في يديه خطا الداخلين هو ذا يحتفي بضيوف القصيدة-، قال المغني: "انفتح أيها الوقت!"، فانفتح الشوق، وازرقت الكلمات السلام على اسمك/ تفتتحين نشيدي إلى القبرات "للصباح الذي يتنفس في شرفات القصيدة، للشرفات على غرف الغيب، للغيب في قصره الليلكي، لعائلة السّر...، هذا نشيد البنفسج..."، / قال المغني: "السلام على امرأة رفعتني إلى شرفات الكلام" غيمة؟أم بنفسجة تتسلّل من وقتها المعدني؟ يرتمي شوقها في منافي القصيدة تحت شمس البلاد البعيدة بين أعشابها الزرق، أو فوق كوكبها الرعوي غيمة؟ أم بنفسجة تتنزه خارج سور القصيدة؟ عالق صوتها بالغناء البعيد، ومنديلها بالشجر وعلى ثوبها بقع من تراب القمر غيمة، أم بنفسجة، نسيت وقتها ومشت في البهاء حيث جسم القصيدة يلبس جسم الهواء حيث تفتح أشواقها، شاطئاً للسماء السلام على اسمك/ تأتين خضراء/ تفتتحين لقلبي منابت أعشابه، ولصوتي زنابقه العاليات وتأتين زرقاء،/ من أنبأ اللون أني أحبك، فاحتشد الأزرق الملكي، على مدخل الحلم، وازرقت الصلوات وتأتين بيضاء../ قال المغني: السلام على اسمك في كل لون./، | وقال: السلام على اسمك، في كل أسمائك الآتيات والسلام على كرز الموت في شفتيك، على شجر الموت يأخذ شكل يدين، وخاصرتين، على زهرة الموت.../، من أنبأ الموت أني أحبك، فازينت لغتي بالغياب؟! ... وتأتين زهراء/، عيد من الضوء منهمر في بياض الهواء وعناقيد من ألق، وسنابل نشوى.../ انتظر أيها الموت/، إني دعوت القصيدة، أختي، إلى العيد...،/ أختي، القصيدة، ساكنة في أقاصي الغناء .... والسلام على اسمك/ تفتتحين الطفولة/- [ ماء قصي، وشمس على الماء حافية، وعلى الشمس قوس../ هنا، تحت قوس البنفسج، مرّ، تحوّل في شفتيه الكلام إلى وردة.. ] هي أختي التي بيتها في الغناء وقال المغني: تأخرت/إني انتظرتك صيفا من اللوز، ان طيور الذهب رحلت، والمزامير عادت إلى بيتها في القصب وقال المغني: تأخرت/ إن المطر اغرق الزينة الزهية/ إن التعب هدّ أقواسها../ وأغنّي تضرعه: [ للتراب المعلق في الشوق والحسرات لزينته النازفه لقناطره، ولأقواسه، ولقبته الواقفه لخبز الآله على فمه، ولخمر الجحيم، لفاكهة الشهوات وللموت... هذا نشيد البنفسج... ] أختي، القصيدة، تأتي بلا قمر في يديها، ولا ثوب عيد...، من اختطف الزهو من فمها، واستباح البنفسج يبكي، هو الحب؟ أم وجع في الهواء؟ أم يسيل البنفسج من غيمة في الطريق إلى بيتها، في ضواحي الشتاء؟! |
من (نشيد البنفسج)
دمشق 1992- ص 32-43
أقرأ أيضاً: