حصل الشاعر اللبناني صلاح ستيتية على الجائزة الكبرى في ختام الدورة الخامسة والعشرين من «البينالي العالمي للشعر»، الذي ينظمه «بيت الشعر العالمي» وتحتضنه مدينة لييج الفرنكوفونية في بلجيكا. الدورة التي عُقدت تحت شعار «الشعر فاكهة محرّمة»، كانت تحت رئاستين، الشرفية للملكة فابيولا والفعلية للشاعر الاسكتلندي المقيم في فرنسا، كينيث وايت.
وقد نال صلاح ستيتية الجائزة تقديراً لمجمل عطائه الإبداعي وهو ثاني شاعر عربي ينال هذه الجائزة الدولية بعد أدونيس، الذي حازها عام 1986. وقد سبق أن مُنحت لشعراء كبار أمثال الفرنسي سان جون بيرس، والمكسيكي أوكتافيو باز، والسنغالي ليوبولد سيدار سنغور، واليوناني يانيس ريتسوس، والأرجنتيني روبرتو خواروث، وقبل سنتين الإيطالي أندريا زانزوتو في دورة ترأسها الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي.
وقالت موسيا هولو، رئيسة «البيت العالمي للشعر» في تصريح ل«الأخبار» إنّ قيمة صلاح ستيتية الأدبية تؤهله لأرفع الجوائز، لكنّها فخورة أساساً لأنّ «الفائز الأكبر في هذه الدورة هو الحوار. ستيتية رجل حوار وانفتاح في القصيدة كما في الحياة. وطوال مسيرته الدبلوماسية والأدبية وهو يبني جسوراً بين الثقافتين العربية والأوروبية. ويلعب على مستوى العلاقات الثقافية بين منطقة الشرق الأوسط العربية وأوروبا الفرنكوفونية، ما كان يلعبه الشاعر السنغالي سنغور بين هذه الأخيرة وإفريقيا».
صلاح ستيتية أعرب ل«الأخبار» عن «سعادته، لأنّ هذه الجائزة مُنحت لشاعر عربي لبناني يكتب بالفرنسية. فصورة العرب لحقها تشويه كبير في السنوات الأخيرة، ولبنان يعيش ظروفاً عصيبة، فيما اللغة الفرنسية تشهد تراجعاً كبيراً في العالم لمصلحة الإنكليزية. لذا، فالجائزة تأتي في هذا الوقت محمّلةً بالدلالات، لأنها تعيد الاعتبار إلى الأبعاد الثقافية والسياسية العربية والفرنكوفونية التي تمثّلها تجربتي كشاعر لبناني».
وعن علاقته بالبينالي البلجيكي، روى ستيتية: «عام 1954، عندما كنت طالباً جامعياً في باريس، أعطاني أستاذي منحةً وطلب مني الذهاب إلى مدينة كنوك لتمثيل لبنان في «البينالي العالمي للشعر»، الذي كان ينظّم يومها هناك. لكنّني لم أكن قد أنهيت أطروحتي الجامعية، فعدلت عن السفر واحتفظت بالمبلغ لأدبّر به أموري الحياتية، وأكملت عملي على رسالة الدكتوراه. ومنذ ذلك الحين، وأنا مدين لهذه المدينة، ولهذا البينالي. أما المدينة، فزرتها مرتين عندما كنت سفيراً للبنان في هولندا، وشاركتُ في البينالي أول مرة عام 1984. وفي عام 1988، جئت خصيصاً من بيروت لأقضي يومين، ترأست خلالهما البينالي قبل العودة إلى لبنان، حيث كنت أشغل منصب الأمين العام لوزارة الخارجية خلال الحرب الأهلية».
يُذكر أنّ هذا الملتقى الشعري العريق، أسّسه الشاعر البلجيكي الراحل أرتور هولو مطلع خمسينيات القرن الماضي، وكان يقام في مدينة كنوك. وواصل البينالي انعقاده في هذه المدينة الناطقة بالهولندية حتى 1979، لينتقل إلى لييج الفرنكوفونية. إذ إنّ أشغاله تدور باللغتين الفرنسية والإنكليزية. ويشارك ضمن هذا المهرجان الدولي الذي يعقد مرةً كل سنتين، أكثر من 200 شاعر وشاعرة من خمسين بلداً من مختلف بلدان العالم.
بالإضافة إلى صلاح ستيتية، شارك في الدورة شعراء عرب، كالشاعر والمترجم العراقي المقيم في لندن صلاح نيازي، والشاعر التونسي عبد العزيز قاسم، والجزائرية المقيمة في بروكسيل حواء جبالي، والشاعر الفلسطيني الأردني طاهر رياض، والشاعر العراقي المقيم في وارسو هاتف جنابي، والشاعر والناقد التونسي جلال الغربي، وكاتب هذه السطور.
الاخبار
١٠ تشرين الأول 2007