صدر في بيروت العدد 50 من مجلة "الغاوون" الشهرية، وحمل موقفها الشهري عنوان "لماذا نمنح اتحاد الكتّاب العرب هذا الشرف!".
وجاء فيه: "قرأنا في الصحافة خبراً مفاجئاً عن قيام اتحاد الكتّاب العرب في دمشق بفصل الكاتب السوري خطيب بدلة بسبب انتخابه عضواً في المكتب التنفيذي لرابطة الكتّاب السوريين!! ونقول إنه «خبر مفاجئ» لأننا نفترض بأن مجرّد الانتساب إلى الرابطة هو موقف ضدّ جرائم النظام، وبالتالي فهذا الموقف يُرتِّب على صاحبه بعض الانسجام؛ أقلّه الاستقالة من الاتحاد الذي يتواطئ مع النظام في مجازره! هل هذا معقول حقاً: أن يبقى الكاتب عضواً في اتحاد النظام فيستفيد من امتيازاته، وفي الوقت نفسه يصبح في قيادة رابطة ما جاءت إلا لمناهضة هذا النظام والانحياز إلى خيار الشعب؟!".
وتتابع الغاوون: "إن الانسجام مع الذات هو أول ضحية لمثل هذه الازدواجية. كما أنه من العار أن ينتظر كاتب حرّ من اتحاد كهذا أن يقوم بفصله عوض أن يبادر هو إلى الاستقالة منه. والأكثر شناراً أن لائحة الفصل تضمَّنت من بين الأسماء المفصولة اسم «الكاتب» المجرم رفعت الأسد!! وقد ورد أن سبب فصله هو عدم التزامه بدفع الاشتراكات البالغة 6000 ليرة سوريّة سنوياً! (الغاوون هي أول من لفتت إلى مسألة عضوية رفعت الأسد قبل سنتين في موقف العدد 31 - 1 أيلول 2010. انقر هنا: http://www.alghawoon.com/mag/art.php?id=249). بالطبع بعضنا يعرف بأن بين أعضاء «الرابطة» من هم ما زالوا أعضاء في الاتحاد، إنما من بقي منهم - كما علمنا - بقي بسبب أوضاع معيشية قاسية لا تسمح له بالاستقالة من الاتحاد. لكنْ مسألة العضوية الرمزية شيء، ومسألة الترشّح لقيادةالرابطة» شيء آخر. لقد كان الطرد من الاتحاد في الماضي باعثاً على شيء من الفخر والتحدّي، أما اليوم فهو مدعاة للعار ما دام الكاتب هو الذي يرفض المبادرة إلى الاستقالة منه. وهنا لا تفوتنا الإشارة إلى أن العديد من الأدباء الأعضاء بادروا إلى الاستقالة أمثال الشعراء: محمد علاء الدين عبد المولى وعائشة أرناؤوط وإبراهيم الجبين وياسر الأطرش (أيضاً قدَّم ثلاثة من أصل تسعة من أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد استقالتهم، وهم: الشاعر إبراهيم الجرادي، والروائي غازي حسين العلي، والناقد قاسم المقداد)...".
وتختم المجلة موقفها الشهري بالقول: "لماذا يمنح الكاتب الحرّ المنحاز إلى ثورة شعبه اتحاد العبيد هذا... شرفَ أن يطرده؟ هذا سؤال موجَّه أيضاً إلى رابطة الكتّاب السوريين التي ستجتمع أمانتها العامة قريباً، ويجب أن يكون على جدول أعمالها. فهذا الاتحاد بوقوفه ضدّ خيار الشعب لا بدّ أن يكون إسقاطه أيضاً من تلك المطالب الثورية التي ينتفض لأجلها سوريّو القرن الواحد والعشرين".
من أرشيف الفضائح الأدبية
وحمل الغلاف لوحة خاصة من الفنان علي فرزات رافقت مادة "القصيدة الجرائدية لحكم البابا"، وهي مادة مستلّة من أرشيف الفضائح الأدبية.
ففي العام 1986 صنع الشاعر والصحافي السوري حكم البابا مقلباً بزملائه الشعراء والنقاد، سرعان ما تحوّل إلى فضيحة أدبية. وخلاصة المقلب أن حكم البابا قام (على الطريقة الدادائية المعروفة) بقصقصة عناوين الصحف وجمعها ولصقها لا على التعيين، ثم نسخها بخط يده على شكل «قصيدة» عرضها على شعراء ونقاد سوريين طالباً منهم إبداء الرأي بـ«القصيدة». وبالطبع ثمة من تورَّط فمدح وأشاد - وبينهم أحد أبرز منظّري القصيدة الحديثة في سوريا!! - وبينهم من هجا فـ... نجا.
وعلى الفور نشر حكم البابا «القصيدة» مع آراء النقاد والشعراء بها في جريدة «تشرين» السورية، شارحاً تفاصيل المقلب. وتحمَّس ممدوح عدوان واستغلّ الفضيحة للغمز من قناة القائمين على إدارة المنابر، وتحمّس عادل أبو شنب واستغلّ الفضيحة للغمز من قناة الشعر الحديث، وفقد «الضحايا» صوابهم فردّوا بعنف، وهكذا بين الحماسة والغمز وفقدان الصواب دارت رحى معركة أدبية صحافية شارك فيها كثر بينهم: حسان عزت، عبد الهادي حواضري، عزت دلا، وليد مشوح، فايز قنديل، عمران القيسي، إبراهيم الجرادي، حيدر علي...
«الغاوون» أعادت نشر الفضيحة مع أربعة تعليقات لممدوح عدوان وعادل أبو شنب وإبراهيم الجرادي وحيدر علي (الأخيران كانا من بين ضحايا المقلب)... علماً بأن جميع الردود والسجالات الخاصة بهذه المعركة ستُنشر في الكتاب الجديد لحكم البابا «معارك صحافية: من الثقافة إلى السياسة» والذي سيصدر قريباً لدى «دار الغاوون».
ملف العدد
"شعرُ العزلة وكائناتُها... الشعراء!" تحت هذا العنوان أنجز الشاعر والناقد العراقي عبد القادر الجنابي ملفاً بديعاً صدر على شكل ملحق خاص مع العدد، وقد ضم 25 قصيدة لـ25 شاعراً هم: راينر ماريا ريلكه، هانز آرب، ألكسندر بلوك، أمجد ناصر، كارلوس دروموند دي اندراد، قسطنطين كافافي، عبد القادر الجنابي، جِم موريسن، أمل دنقل، اوكتافيو باث، فريدريك نيتشه، شارل بودلير، مارك ستراند، بلند الحيدري، تيد جونز، محمد الماغوط، سعدي يوسف، عبد الرحمن طهمازي، ليوبولد سنغور، نازك الملائكة، وليد خازندار، يوسف الخال، فلاديمير هولان، فؤاد رفقة، جورج تراكل. وقام الجنابي بترجمة معظم القصائد الأجنبية باستثناء مقطع مرثية ريلكه، وقصيدتَي مارك ستراند وفلاديمير هولان (ترجمة سركون بولص)، وقصيدة جورج تراكل (ترجمة صالح كاظم).
وقد أوضح الجنابي بأن "هناك آلاف القصائد التي تدور في دكنة العزلة. لم أرد أن تكون أنطولوجيتي الصغيرة هذه تقاريرَ عن مشتقات العزلة (الوحشة، الوحدة، الموت، الرثاء، الضياع، القلق، المنفى، الاغتراب... إلخ) وإنما تقاسيم شعرية محضة في ميلاد القصيدة. فهنا المقاربة من الموضوع هو الجوهر، أي الشكل يحدد المضمون. فلكل قصيدة أسلوبها في اثارة القشعريرة".
مواد العدد
ومن مواد العدد الأخرى: "زجاجة مليئة بالألم اسمها الجسد" لشوقي عبد الأمير، "جاهد صدقي شاعر تركيا المتشائم" لفراس الدليمي، " شعراء هجوا أمهاتهم" لصلاح الشهاوي، "الـ O سلبي الأحمر والمشعّ" لإسلام أبو شكيّر، " قارئ سركون بولص لا مريده" لنصر جميل شعث، "غارة من لازورد" لعادل مردان، "نصّ للنخبويين الكبار" لعبود سعيد، "عقدة الأسماء الكبيرة" لتهاني فجر، "بوب ديلان شاعر جيل" لنادر غانم، "أكراد سوريا... تكفيراً عن ذنوبنا" لنشمي مهنا، "حيّ مجيد بيك" لريبوار سيويلي (ترجمة: طيب جبار)، "سيرته في المرايا" لسعد جاسم، "اعترافات سلفي مرتدّ" لجان عبدالله، "محارة تبالغ في كتمان اللؤلؤة" لزاهر موسى، "يا مونيكا بيلوتشي" لوائل قيس، "منبر الواهم" لمحمد يونس، "أحبّ نفسي لا الهواء" لوجود العطوي، "أيقونة الرماد" لميرنا عيط... إضافة إلى الحلقة 11 من كتاب "لحظة وفاة الدكتاتور" لماهر شرف الدين.
لقراءة العدد على الموقع
http://www.alghawoon.com/mag/