1.png

حاوره

شريف صالح

(الكويت)

بعد ثلاثة دواوين شعرية هي هيولي والعزف الثامن وعشق أصدر الشاعر والكاتب حمود الشايجي روايته شيخ الخطاطين عن منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف. تقع الرواية في أكثر من 300 صفحة وتدور في أجواء صوفية وفنتازية. الشايجي ضحى بالوظيفة واتخذ قرارا مغامرا منذ العام 2013 بالتفرغ للكتابة وفيما يلي حوار معه:

بداية.. اتخذت قرارا صعبا بترك الوظيفة والتفرغ للكتابة.. لماذا؟

عملت لسبع سنوات في السلك الدبلوماسي لكن لم أشعر بنفسي في الوظيفة نهائيا.. ووجدتها لا تحقق هويتي كشاعر وكاتب ففضلت التحرر منها والتفرغ للكتابة.

الى أي مدى تفهمت الأسرة قرارك؟

اقتبست تجربة الروائي الكبير اسماعيل فهد اسماعيل فهو أيضا استقال من وظيفته وتفرغ للكتابة.. وقررت العمل في القطاع الخاص بما يتيح لي فرصة الكتابة.. ومحظوظ جدا لأن زوجتي تفهمت قراري وساندتني.. وأحييها على قدرتها على ادارة بيتنا حتى بعد ترك الوظيفة.. وكل قرار نتخذه بالتأكيد له ثمن.. والحمدلله ان عائلتي الكبيرة أيضا تفهمت القرار خصوصا أبي وأمي رحمة الله عليها.. حتى الأصدقاء كان هناك رفض واعتراض على قراري لكن الآن أشعر أكثر بالراحة والاتساق مع نفسي بعيدا عن قيود الوظيفة.

ولماذا الرواية بعد ثلاثة دواوين شعر؟

بدأت بالقصة القصيرة في المرحلة الثانوية وكتبت قصة بعنوان النافذة عن الأسرى..وفازت بجائزة من محافظة حولي حسبما أخبرني أستاذ اللغة العربية وهذا التشجيع هو ما جعلني أقرر ان أصبح كاتبا.. كما شجعني أستاذ اللغة العربية ركان الصفدي وهو أيضا شاعر، حيث ساهم في تأسيس شخصيتي وتأثرت به في التوجه للشعر وكتابة قصيدة النثر.

نلاحظ ان ثمة انقطاعات طويلة بين نشر أعمالك؟

تعرضت لتجربة سيئة مع الرقابة عطلت صدور ديواني الثاني العزف الثامن وتأخرت اجازته.. وهذا دفعني للتوقف بضع سنوات الى ان أصدرت ديوان عشق ثم شعرت ان العشر توقف معي وفي السنوات العشر الأخيرة كنت أتدرب على الرواية وعموما لدي ولع التمرن على السيناريو والكتابة والأفلام.. ومعظم قراءاتي روايات.. وعقب الجفاف الشعري منذ عام 2012 ركزت على الرواية.

نفهم من ذلك ان الرواية استغرقت منك وقتا طويلا حتى صدورها أواخر 2016؟

استغرقت كتابة الرواية حوالي أربع سنوات.. وظللت أعيد كتابتها أكثر من مرة بسبب التخوف والتردد من جهة.. والتعلق بها من جهة أخرى.. وهي تجربة لن تتكرر بالنسبة لي.. كما شهدت فترة كتابتها أحداثا مؤثرة ومهمة بالنسبة لي منها وفاة أخي وأمي.. وودلاة ابني أحمد فعاشت معي الرواية لحظة صعبة من الحزن ولحظات فرح أيضا الى ان قررت نشرها.

من عنوان الرواية شيخ الخطاطين وحجمها الذي يزيد عن ثلثمائة صفحة.. نشعر وكأنها تجاري موجة رائجة من الروايات ضخمة الحجم التي تشتغل على التصوف؟

لا يعنيني مجاراة أحد لا في اختيار الموضوع ولا حجم الرواية.. والتي بلغت ما يزيد عن 600 صفحة قبل ان أقوم بتكثيفها.. وأعتبر نفسي كاتبا من المدرسة الصوفية لكن الفرق بين روايتي والأعمال الأخرى هو الفرق بين رواية صوفية ورواية عن الصوفية.. فكتابي اعتمد على لغة وأسلوب الصوفية لكنه لا يروي عن شخصية معينة. واللغة الصوفية موجودة حتى في شعري.

ألا تثير هذه اللغة المليئة في الاشارات والمكثفة جدا.. صعوبة عدم تواصل القراء معها؟

لا أكتب بمقياس السوق.. ومن أول ما اخترت ان أكون كاتبا استبعدت وصاية السوق علي.. وركزت على اكتشاف أشياء في داخلي وداخل النص.. فلا أستجدي من يقرأني.. وكنت حريصا في الرواية على اعلاء المشهدية وتخفيف الحبكة حيث تركتها كي تتشكل داخل القارئ وليس في لانص.. وحرصت على كتابة نصوص مشحونة بالحواس كلها.. بلغة صوفية.. وهذه تركيبة لن تروق لجمهور كبير.

وكيف وجدت رد الفعل بعد النشر؟

البعض أعجبه الأسلوب أكثر من الحكاية.. والبعض قال انه أضاع وقته في قراءتها.. 

وفي النهاية هي أذواق.. ووصلتني رسالة من كاتبة سودانية تشيد بالرواية وترى ان هذا النوع من الكتابة لن يتواصل معه معظم القراء العرب.. وعن نفسي كل ما أستطيع ان أفعله في الرواية فعلته بغض النظر عن النتيجة. وهناك كتابة بحاجة الى قراءة هادئة وتأملية وهذا يشكل صعوبة لدى البعض.

هل تنوي تكرار التجربة في المسار الروائي نفسه؟

لا أعلم اذا ما كنت سأكررها أم لا.. حاليا أحاول تقديم تجربة جديدة بشعور أقل قلقا.. ولست ضد النقد لكن يزعجني عدم تقدير الجهد المبذول.. فحتى لو الكاتب قدم نصا لم يرق لك فقد يعجب الآخرين.. وعلينا ان نحترم جهده بغض النظر عن نجاحه أو فشله.. والأحكام في الكتابة ذوقية في النهاية. وأدرك أنني اخترت ان أكون كاتبا خارج ما هو معروض في السوق.

وماذا على جدول النشر لديك حاليا؟

أعمل على نشر كتاب يضم مجموعة مقالات العام القادم وكذلك هناك رواية جديدة لم يتحدد موعد نشرها بعد.

أخيرا.. كيف ترى الكتابة في الكويت الآن؟

هناك جيل رائع يكتب معظمه من الشباب.. ويمكن ان نعد أكثر من عشرة أسماء شابة موجودة على الساحة.. وتشتغل 

على نفسها بجدية.. وبعضها معروف جدا عربيا ودوليا مثل سعود السنعوسي.. والجانب الثقافي اليوم في ازدهار عموما من ناحية انشاء المسارح وافتتاح دار الأوبرا.. وكثرة أندية القراءة ودور النشر الخاصة.. وأكيد طموحنا أكبر لكن ما نراه يبشر بالخير.

استخدم محرر هتمل عبر الإنترنت لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في إنشاء محتوى الويب.